عرضت السعودية حطام طائرات مسيرة وصواريخ قالت إنها استُخدمت في هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية، باعتبارهما أدلة لا يمكن دحضها على العدوان الإيراني.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد الركن تركي المالكي إن طائرات مسيرة إيرانية من طراز دلتا وينج استُخدمت إضافة إلى صواريخ كروز.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن الهجوم انطلق من الشمال وبالتالي فإنه كان بدعم من إيران.

ويتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المملكة، لمناقشة احتمالات الرد على الهجمات. 

وذكرت الرياض، التي تخوض حربا منذ 5 سنوات ضد الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن المجاور، أن الأسلحة التي استخدمت في الهجمات إيرانية الصنع، إلا أنها لم تلق باللوم مباشرة على طهران.

إلا أن وزارة الدفاع السعودية، ذكرت أن المتحدث باسمها سيعرض أدلة من موقع هجمات السبت، التي أدت إلى خفض إنتاج النفط السعودي بمقدار النصف، وتسببت في اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية. 

وقالت الوزارة، إن المتحدث سيعلن عن النتائج النهائية للتحقيقات، ويعرض أدلة وأسلحة إيرانية تثبت تورط النظام الإيراني في "الهجمات الإرهابية". 

وأعلن الحوثيون الموالون لإيران مسؤوليتهم عن الهجمات، إلا أن واشنطن أشارت بأصابع الاتهام إلى طهران.

وفي وقت متأخر من الثلاثاء، صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن محققين دوليين من بينهم من الأمم المتحدة، سيشاركون في التحقيق، معلنا أن إنتاج النفط سيعود إلى طبيعته بنهاية الشهر.

وقال الأمير: "لا نعلم من هي الجهة التي تقف خلف الهجوم"، مشدّدا على أن المملكة تسعى للحصول على "دلائل وقرائن بطريقة مهنية وبمعايير دولية متعارف عليها".

وأعلنت فرنسا أنها سترسل خبراء للمشاركة في التحقيقات. 

وجاء في بيان للقصر الرئاسي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "وردا على طلب السلطات السعودية (....) أكد لولي العهد (السعودي) إرسال خبراء فرنسيين للمشاركة في التحقيقات، التي تهدف إلى كشف مصدر هجمات 14 أيلول/سبتمبر وطرق تنفيذها".

وسيعرض السعوديون الأدلة قبل وصول بومبيو إلى المملكة. 

ومن المقرر، أن يلتقي بومبيو بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لمناقشة سبل الرد على الهجمات التي تقول الولايات المتحدة، إن مصدرها إيران. 

وصرح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في كلمة في واشنطن الثلاثاء، "كما قال الرئيس، لا نريد حرباً مع أحد، ولكن الولايات المتحدة مستعدة". 

وأكد: "نحن جاهزون وإصبعنا على الزناد، ومستعدون للدفاع عن مصالحنا، وعن حلفائنا في المنطقة، يجب أن لا يكون لدى أحد شك في ذلك". 

وصرح مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس أن إدارة ترامب خلصت إلى أن الهجمات شَنت بصواريخ عابرة من إيران، وأنه سيتم تقديم الأدلة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. 

وأعلن الحوثيون الموالون لإيران مسؤوليتهم عن الهجمات، لكن مسؤولاً أميركيًا قال الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصلت إلى أن صواريخ عابرة إيرانية استخدمت في العملية.

إلا أن إيران بعثت برسالة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة نفت فيها أي دور لها في الهجمات التي طالت منشأتي نفط في السعودية، وحذرت من أي تحرّك ضدها، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية الأربعاء.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن المذكرة الرسمية التي أُرسلت الاثنين عبر السفارة السويسرية التي تمثّل مصالح الولايات المتحدة في طهران، "شددت على أن إيران لم تلعب أي دور في هذا الهجوم، وتنفي وتدين" الاتهامات الأميركية لها في هذا الصدد.

فيما أكد الرئيس حسن روحاني الأربعاء، أن استهداف "اليمنيين" منشأتي نفط في السعودية يعد بمنزلة "تحذير" للمملكة من إمكانية شن حرب على نطاق أوسع رداً على العملية العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن.

وقال روحاني في تصريحات نُشرت على حساب الحكومة الإيرانية على "تويتر"، "اليمنيون (...) لم يستهدفوا مستشفى أو مدرسة، ولا سوقًا في صنعاء. استهدفوا موقعًا صناعيًا (...) ليحذّروكم".

وصرح مسؤول أميركي كبير الثلاثاء، أن واشنطن تأمل في أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات للرد عقب الهجمات.

بينما وصف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الموالي للرئيس دونالد ترامب، الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية سعودية بأنها "عمل حربي" مؤكدا أنها تستدعي ردا حاسماً.

ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهم، أن إدارة ترامب تفكر في ردود على الهجمات ومن بينها شن هجوم سيبراني أو هجوم فعلي على البنية التحتية النفطية الإيرانية، أو الحرس الثوري الإيراني. 

رويترز + أ ف ب