جزء 2 

تقدم الزراعة المائية حلولاً لترشيد استهلاك مياه الري في الأردن الذي يعاني من شح الموارد المائية واستحواذ القطاع الزراعي على 52 %من احتياجات المملكة السنوية من المياه.
 

وتصل نسبة توفير مياه الري باتباع تقنيات الزراعة المائية، أو الزراعة من دون تربة، إلى 40%، بينما يستهلك القطاع الزراعي 530 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، وفقاً لوزراة الزراعة.
 

"بكل تأكيد، تسهم الزراعة المائية في حال انتشارها في خفض كميات المياه المخصصة للزراعة سنوياً والتي تقدر بنحو 52 %من كمية المياه المخصصة للاستهلاك في الأردن"، يقول مساعد أمين عام وزارة المياه والري، عدنان الزعبي، لموقع قناة المملكة الإلكتروني.
 

"نحث المزارعين على استخدام تقنيات الزراعة المائية ..."  يضيف الزعبي.
 

ويعاني الأردن من شح موارد المياه، ويعتمد بشكل شبه كلي على الأمطار، فيما تبلغ حصة الفرد في المياه أقل من 100 متر مكعب سنوياً.
 

وتتعدد طرق الزراعة المائية: "الهيدروبونك" أو الزراعة بواسطة محلول مغذ، و"الإكوبونك" أي الاستعانة بفضلات الأسماك لتغذية النباتات، و"الإيربونك"، أي استخدام رذاذ مغذ في الري.
 

"ترشيد استهلاك المياه واجب وطني، وتزداد أهمية ووجوب هذا الترشيد في القطاع الزراعي، إذ إنه المستهلك الأكبر للمياه في الأردن وفي الوطن العربي مقارنة بالقطاعات الأخرى"، حسب دراسة أعدها مؤخراً المركز الوطني للبحوث الزراعية.
 

وتقول الدراسة إنه يمكن زيادة الترشيد في استهلاك مياه الري باتباع نظم الزراعة المائية باستخدام التف البركاني أو مواد عضوية أو غير عضوية كوسط زراعي بديل للتربة داخل بيوت محمية لإنتاج الخضر كالخيار والفلفل، والزهور والنباتات الطبية والعطرية. 
 

والتف البركاني هو نوع من الصخور البركانية الترسبية نتجت عن مقذوفات بركانية قديمة، ويبلغ احتياطي الأردن من مادة التف البركاني نحو 1340 مليون طن، بحسب سلطة المصادر الطبيعية، فيما يقدر متوسط سعر الطن الواحد من هذه المادة بين 8-50 ديناراً وفق هيئة تشجيع الاستثمار. يحتوي على مواد عضوية ضرورية لنمو النباتات، بالإضافة لتوفيرها وتنقيتها للمياه.
 

"انخفض معدل استهلاك المياه المستخدمة في ري نباتات الفلفل الملون والمزروع على التف البركاني داخل البيوت المحمية بأكثر من 40 %مقارنةً مع ما يضيفه المزارع عند الزراعة في التربة تحت ظروف الزراعة المحمية"، حسب المركز الوطني للبحوث الزراعية.

المهندس معتز الربيع، الذي يعمل لدى وزارة المياه والري ويشرف على مشاريع تعتمد الزراعة المائية، يقول إن الزراعة باستخدام رذاذ مغذ "تخفض استهلاك المياه المخصصة للزراعة بصورة كبيرة عن طريق رش جذور النبات بالمحلول المغذي بواسطة رشاش يدوي صغير".

"علبة الرش الصغيرة والتي تحوي محلولاً مغذياً توصل الرذاذ إلى جذور النبتة مباشرة، التي تمتص المواد الغذائية اللآزمة دون الحاجة لإهدار المياه على التربة"، يضيف الربيع.
 

وتحذر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فاو، من أن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يعاني من أدنى مستويات موارد المياه العذبة في العالم، ويستنزف مخزونات المياه الجوفية غير المتجددة.
 

"انخفضت كمية المياه العذبة المتاحة بنسبة 60 %في السنوات الـ 40 الماضية ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة 50 %أخرى بحلول 2050، وفي هذا الإقليم (الشرق الأدنى وشمال أفريقيا)، تستأثر الزراعة بنسبة 85 %من هذا الاستخدام، ومن المرجح أن تعاني من أكبر نقص"، حسب فاو.
 

ومن أهم شروط استخدام نظام الزراعة من دون تربة لكي يحقق جدوى اقتصادية هو توفر مياه عذبة بملوحة لا تزيد على 600 ملغم/ لتر.
 

"ملوحة مياه الري في وادي الأردن تصل في معظم الأحيان إلى أكثر من 1600 ملغم/ لتر، ولذلك لا بد من تحلية هذه المياه لتكون مناسبة للزراعة من دون تربة"، يوضح نعيم مزاهرة، مساعد مدير المركز الوطني للبحوث الزراعية لشؤون البحث واختصاصي إدارة مياه الري.
 

وتشمل فوائد الزراعة المائية أيضاً زيادة الإنتاج بنسبة 40%، وتقليل استهلاك الأسمدة والمبيدات بنسبة 50% كحد أدنى.
 

"إن مناطق العالم التي أصبح فيها مخزون المياه الشحيحة أكثر ندرة بالفعل، تعتبر الطرق المبتكرة لزراعة الأغذية أمراً حاسماً، منها بلدان إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، المشهورة بارتفاع درجات حرارتها وصحاريها"، تقول فاو.

المملكة