يتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى السعودية، الثلاثاء، للتباحث في رد الولايات المتحدة على الهجمات ضد منشآتها النفطية، التي تقول واشنطن إنها أطلقت من إيران بواسطة صواريخ عابرة.

ووفق بيان لوزارة الخارجية، يسافر بومبيو  إلى السعودية والإمارات بين 17 و19 أيلول/ سبتمبر، حيث يلتقي في جدة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لمناقشة الهجوم الأخير على المنشآت النفطية وتنسيق الجهود لصد الهجوم الإيراني في المنطقة، فيما يلتقي في أبوظبي الأمير محمد بن زايد لمناقشة قضايا إقليمية وثنائية.

وأعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال كلمة في "هيريتدج فاونديشن" أن وزير الخارجية "سيتوجه إلى السعودية اليوم لمناقشة ردنا". 

وأضاف "يبدو من المؤكد ان إيران كانت وراء هذه الهجمات (...) كما قال الرئيس، لا نريد حرباً مع أحد، ولكن الولايات المتحدة مستعدة". 

وأكد "نحن جاهزون واصبعنا على الزناد، ومستعدون للدفاع عن مصالحنا وعن حلفائنا في المنطقة، يجب أن لا يكون لدى أحد شك في ذلك". 

- واشنطن متأكدة -

وأعلن مسؤول أميركي الثلاثاء، لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن واشنطن متأكدة من أن الصواريخ التي استهدفت السعودية مصدرها إيران.

ورغم إعلان الحوثيين المقربين من إيران مسؤوليتهم عن القصف، إلا أن اجهزة الاستخبارات الأميركية تقول إن هناك عناصر تسمح بتحديد مصدر الاطلاق، وفقا للمسؤول الذي رفض الكشف عن هويته.

وأضاف أن الإدارة الأميركية تحضر ملفا لإثبات ذلك وإقناع المجتمع الدولي، وضمنه الأوروبيون، خلال اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

أما الرئيس دونالد ترامب، فقال الاثنين إنه يريد أن يكون متأكدا من مصدر الهجوم، كما انه يرغب بالتشاور مع الرياض بشأن أي رد محتمل.

والثلاثاء، استعاد بنس الصياغة الحذرة للرئيس قائلا "يبدو" أن إيران تقف وراء هذه الهجمات.

وقال "تقوم أجهزة استخباراتنا بتحليل الأدلة في هذه اللحظة بالذات"، مضيفا أن ترامب سيقرر ما يجب القيام به "في الأيام المقبلة".

وفي جدّة تجنّب وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان اتهام إيران أو أي طرف آخر بالوقوف خلف الهجمات.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي "لا نعلم من هي الجهة التي تقف خلف الهجوم".

من جهة أخرى أعلن ترامب الثلاثاء أنّه يفضّل أن لا يلتقي نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال ترامب ردّاً على سؤال لأحد الصحافيين عمّا إذا كان من الممكن أن يلتقي روحاني في نيويورك "أنا لا أستبعد شيئاً أبداً، لكنّي أفضّل أن لا ألتقيه".

"لا تفاوض"

في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ "الولايات المتحدة في حالة إنكار" للواقع لرفضها ان تصدق أنّ الهجمات انطلقت من اليمن وليس من بلاده.

وكتب في تغريدة إنّ "الولايات المتحدة تكون في حالة إنكار إذا ظنّت أنّ الضحايا اليمنيين لأربع سنوات ونصف من أبشع أنواع جرائم الحرب لن يفعلوا ما بوسعهم لشن ضربات مضادّة".

وأضاف "لربّما هي محرجة لأنّ مئات مليارات الدولارات من الأسلحة لم تعترض النيران اليمنية".

وقد رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في وقت سابق اليوم احتمال التفاوض مع الولايات المتحدة.

وشدد على ذلك قائلاً إنه إذا أعلنت الولايات المتحدة "توبتها" وعادت إلى الاتفاق النووي، فسيكون بإمكانها عندئذ إجراء محادثات مع إيران إلى جانب الأطراف الأخرى في الاتفاق.

وقال "إذا تراجعت الولايات المتحدة عن تصريحاتها وأعلنت توبتها بعد انسحابها من الاتفاق النووي (...) فسيكون بإمكانها الانضمام لباقي الدول الموقعة على الاتفاق النووي ومحاورة إيران".

وأضاف "وإلا فلن تجري مفاوضات على أي مستوى بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية والأميركيين سواء خلال الزيارة إلى نيويورك أو أي زيارة أخرى". 

ارتفعت حدة التوتر بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى منذ أيار/مايو العام الماضي عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاق 2015 النووي وأعاد فرض عقوبات على طهران في إطار حملة لممارسة "أقصى درجات الضغط" عليها.

وردت إيران بدورها بخفض مستوى التزامها بالبنود الواردة في الاتفاق التاريخي، الذي نص على تخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

"رد جماعي"

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في القاهرة الى "وقف التصعيد" في الخليج.

وقال لودريان "لقد أشرنا الى رغبتنا المشتركة في وقف التصعيد (..) ونعتقد أنه من الضروري تضافر كل الجهود من أجل وقف التصعيد".

كما دعت بريطانيا وألمانيا المجتمع الدولي الثلاثاء إلى تشكيل "رد جماعي" على الهجمات. 

وتراجعت أسعار النفط بنسبة 5% الثلاثاء بعد ارتفاع اليوم السابق، اثر توقعات عدد من المحللين عودة الانتاج السعودي إلى سابقه خلال فترة اقصر من المتوقع. 

ومع تواصل تأثّر أسواق المال حول العالم الثلاثاء بتداعيات الهجمات، أفادت مؤسسة "إس أند بي بلاتس" للمعلومات الاقتصادية أن إنتاج السعودية سيبقى منخفضاً بنحو ثلاثة ملايين برميل نفط يوميًا لقرابة شهر على الأقل.

المملكة + أ ف ب