أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب،الثلاثاء، جون بولتون مستشاره للأمن القومي؛ بسبب عدم "الاتفاق مع العديد من اقتراحاته".

وكتب ترامب في تغريدة: "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أننا لم نعد بحاجة إلى خدماته في البيت الأبيض".

وأضاف: "أنا لا أتفق مع العديد من اقتراحاته" في إشارة إلى هذا الرجل المعروف بمواقفه الصارمة حيال إيران وروسيا وكوريا الشمالية.

"لنتحدث غدا في الأمر"

وقدم بولتون (70 عاما) في تغريدة جافة رواية مغايرة للساعات الـ 24 الماضية، مشيرا إلى أنه عرض على الرئيس أن يقدم استقالته مساء الاثنين، وأن ترامب رد عليه: "لنتحدث غدا في الأمر".

وأعلنت الاستقالة أو الإقالة قبل أقل من ساعتين من مؤتمر صحفي، أعلن عنه البيت الأبيض كان يفترض أن يشارك فيه بولتون مع وزير الخارجية مايك بومبيو.

وانتهز هذا الأخير الفرصة ليشير إلى أنه كثيرا ما كان على خلاف مع بولتون، مشددا على قربه من ترامب. وقال: "نحن نعمل بشكل وثيق مع رئيس الولايات المتحدة".

كما أن الاستقالة تأتي بعد أقل من 48 ساعة من إلغاء اجتماع سري كان مقررا في كامب ديفيد بين الرئيس الأميركي وقادة حركة طالبان التي تفاوضت معها واشنطن لأشهر عديدة بشأن اتفاق سلام في أفغانستان.

وعرف بولتون، السفير السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بمعارضته الشديدة لانفتاح ترامب على الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، وكان تعرض في ربيع 2018 لهجوم مباشر من نظام بيونغ يانغ.

وقال بومبيو: "كنا تحدثنا في الماضي عن شخصية بولتون، ولا نخفي الاشمئزاز الذي يثيره لدينا". وكان تشدد بولتون المفرط جعل في مطلع سنوات الألفين الصحافة الكورية الشمالية تصفه بـ "النفاية البشرية".

واعتبر قبل وصوله إلى البيت الأبيض أنه "من الشرعي تماما للولايات المتحدة" أن ترد على التهديد الذي تشكله كوريا شمالية نووية "بالمبادرة لضربها".

"الحكم من خلال الفوضى"

واعتبر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ شوك شومر أن قرار دونالد ترامب هذا ليس سوى "المثال الأخير لطريقة حكمه من خلال الفوضى".

في المقابل أشاد السيناتور الجمهوري رند بول بالإعلان عن إقالة بولتون. وقال في تغريدة "يملك الرئيس حدسا ممتازا في السياسة الخارجية وحول ضرورة إنهاء الحروب المستمرة" مضيفا "يجب أن يقدم له المشورة من يشاركونه رؤيته".

وقال روبرت ميلي رئيس مجموعة الأزمات الدولية "منذ البداية كان هناك صوتان يهمسان في أذن دونالد ترامب: صوت يوصي بالدبلوماسية ويحذر من النزاعات، وصوت يدفع إلى الصدام ويحذر من مخاطر الظهور ضعيفا".

وتابع "برحيل بولتون خسر الصوت الثاني بلا شك أبرز المدافعين عنه. ويمكن أن يوجد ذلك فرصا دبلوماسية جديدة بشأن إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية وفنزويلا. ونأمل أن يغتنم الرئيس ذلك".

مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني، قال الثلاثاء، إن إقالة بولتون هي مؤشر على فشل حملة العقوبات الأميركية ضد طهران. 

وذكر حسام الدين آشنا عبر تويتر "إن دفع بولتون إلى الهامش، ومن ثم شطبه، ليس حدثا فقط، بل هو دليل قاطع على فشل استراتيجية فرض الضغوط القصوى من قبل الولايات المتحدة". 

أ ف ب