اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 فبراير من كل عام يوما دوليا للمرأة والفتاة في مجال العلوم، بهدف تحقيق أكبر للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة من المشاركة في العلوم مشاركة كاملة متكافئة مع الرجل.

وتمثل النساء أقل من 30% من الباحثين في جميع أنحاء العالم، حيث أشارت بيانات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) من 2014 إلى 2016، إلى أن قرابة 30% وحسب من جميع الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي.

وتتجنب النساء والفتيات مجالات ذات صلة بالعلوم بسبب تحيزات وقولبة نمطية جنسية قائمة منذ أمد بعيد، حيث أظهرت دراسة عن التحيز الجنسي بلا حدود لعام 2015 أجراها معهد جينا ديفيس أن نسبة النساء في الشخصيات التي تظهر على الشاشة ولها وظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا هي 12% وحسب.

وقال معهد تضامن النساء الأردني، أنه بحسب أرقام صادرة عن يونسكو لعام 2018، فإن نسبة النساء الملتحقات بالدراسة الجامعية تفوق نسبة الذكور، حيث تصل الى 53% مقابل 47% للذكور، وتنخفض النسبة لطلبة الدكتوراه لتصل 45% للإناث مقابل 55% للذكور، وتنخفض النسبة أكثر في مجال البحث حيث تشكل النساء 21% من مجموع الباحثين في مجال العلوم.

وعزت تضامن الإنخفاض إلى "صورة نمطية للنساء في الأردن ومسؤوليات عائلية وأسرية وتمييز وعدم مساواة في أعمال وأجور تواجهه النساء عند اختيارهن للوظائف بما فيها وظيفة البحث العلمي".

وأضافت "تضامن" أن النساء في الأردن يملن للعمل كباحثات في المؤسسات الأكاديمية والقطاع الحكومي، فيما يهيمن الذكور على العمل كباحثين في القطاع الخاص، وهو ما يؤثر على مستوى الرواتب والحوافز التي يحصلن عليها، بينما يحصل الذكور على رواتب أعلى وفرص أفضل للترقية. وعليه تؤكد البيانات على أن نسبة النساء الباحثات في القطاع العام 31% مقابل 69% للباحثين الرجال، وفي المؤسسات الأكاديمية تبلغ نسبة النساء الباحثات 19% مقابل 81% للرجال، وفي القطاع الخاص فإن نسبة الباحثات النساء 18% مقابل 82% نسبة الباحثين الرجال. 

وفي الأردن، شاركت بتول الوهداني، طبيبة أردنية شابة حديثة التخرج شاركت في إطلاق استراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030، حيث تحدثت نيابة عن شباب العالم، قائلة إنها تود أن ترى هذه الاستراتيجية تتحقق ولكن بدون نسيان "الشباب يجب أن يقودوا الطريق إلى الغد ابتداء من اليوم لما يملكونه من قدرة وإبداع كاف ومناسب يؤهلهم لأن يكونوا قادة أينما كانوا".

الوهداني تشغل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب، الذي يضم 1.3 مليون طالب وطالبة طب من 127 دولة حول العالم، نيابة عن شباب العالم خلال إطلاق استراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030.

ونجحت رنا الدجاني، التي تخصصت بدراسة الخرائط الجينية وبحوث الخلايا الجذعية، في جامعة "أيوا" الأميركية، وأستاذة البيولوجيا في الجامعة الهاشمية، في إطلاق مبادرة "نحن نحب القراءة" في تشجيع نحو نصف مليون طفل في الأردن وعدد من دول العالم على الاستمتاع بالقراءة.

وتتلخّص المبادرة بقيام متطوعين بقراءة قصص وروايات قصيرة هادفة للأطفال بصوت عال في مكان عام، حيث استطاعت الدجاني الوصول إلى 42 دولة في العالم.

وعالميا، فإن نسبة التحاق الطالبات منخفضة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتبلغ 3%، فيما تبلغ في مجالات العلوم الطبيعية والرياضيات والإحصاء 5%، بينما في الهندسة والتصنيع والتشييد 8%.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال في هذه المناسبة، إن "علينا أن نضمن تمتع كل فتاة في كل مكان بالفرصة لكي تحقق أحلامها وتنمِّي قوتها وتسهم في تحقيق مستقبل مستدام للجميع".

وركّزت الأمم المتحدة في عام 2019 على رسالة "الاستثمار في المرأة والفتاة في مجال العلوم لنمو أخضر شامل"، حيث يعد عاملا العلم والمساواة بين الجنسين من العوامل الأساسية في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة بحلول 2030، وهي الأهداف التي اعتمدها زعماء العالم في 2015.

وعلى مدى 15 سنة الأخيرة، عمل المجتمع الدولي متفانيا على إشراك المرأة والفتاة في مجال العلوم، إلا أنه لم تزل المرأة والفتاة تستبعدان من المشاركة الكاملة في ذلك المجال، وفق الأمم المتحدة.

المملكة