قال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، سليمان الفرجات، إن تنافسية القطاع السياحي تعتمد بالدرجة الأولى على الخدمات وتوفر البنية التحتية، موضحا أن السلطة تسعى للمنافسة سياحيا على مستوى العالم.

وأضاف لبرنامج "جلسة علنية" الذي يبث كل ثلاثاء عبر شاشة قناة "المملكة"، أن في البترا 40 فندقا، و300 غرفة فندقية، مشيرا إلى أن هذا العدد لم يتغير منذ منتصف التسعينيات.

"535 ألف سائح وصلوا البترا خلال النصف الأول من العام الحالي، مقابل نصف مليون سائح في عام 2016" أضاف الفرجات.

وأشار الفرجات إلى أن الهدف من المشروع المعدل لقانون سلطة إقليم البترا هو زيادة نسبة الاستثمار، والسماح للعرب والشركات الاعتبارية بالتملك، قائلا إنه طالب في التعديلات "عدم السماح لأي جهة مشبوهة بالتملّك".

وأوضح أن السلطة طالبت بتعديلات تشريعية تمنحها حوافز خاصة للصناعة أسوة بالسياحة، مضيفا أن التعديلات المقترحة تتضمن إنشاء صندوق "مخاطر" بيئية وطبيعية.

مفوضة شؤون التنمية المحلية والبيئة في سلطة إقليم البترا، مرام فريحات، قالت، إن رؤية السلطة للسنوات المقبلة تعتمد على التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، موضحة أن السلطة تقدم الجانب التنموي على السياحي؛ لدوره الكبير في النهوض بالمنطقة.

وأشارت فريحات إلى أن السلطة بدأت بعمل دراسات تنموية تخص 6 مجتمعات محلية في الإقليم تراعي فروقات تنموية بينها وبين مجتمعات أخرى، لافتة النظر إلى أن "معظم الاستثمارات تتركز في منطقة وادي موسى لقربها من الموقع الأثري".

وبيّن أن التنمية السياحية انعكست بشكل إيجابي على المجتمع المحلي، إذ إن من 50 إلى 60% من العاملين في القطاع السياحي هم من أبناء المجتمع المحلي.

"هنالك عزوف كبير من قبل الفتيات في إقليم البترا على العمل في السياحة مقارنة مع الشباب"، أضافت فريحات، موضحة أن السلطة عملت على برنامج خاص لدمج الفتيات في القطاع السياحي، ووجهت الكثير من المشاريع للفتيات وتحديدا في الصناعات التقليدية.

وقال مفوض البنية التحتية في سلطة إقليم البترا، عبد المنعم أبو هلالة، إن أسبابا بيئية مثل فحص التربة والانهيارات، وعوائق الأبنية القديمة وأخرى متعلقة باستملاكات كانت سببا في تأخر إنجاز بعض مشاريع البنية التحتية.

وعن المشاريع التي تعمل السلطة على تنفيذها، قال إن نسبة إنجاز مشروع (الشارع الشرياني) وصلت إلى 75%، فيما بدأت السلطة بتنفيذ كامل مشاريع منطقتي الراجف ودلاغة بكلفة 500 ألف دينار.

وأضاف أن نسبة إنجاز مشاريع البنية التحتية في منطقة الطيبة بلغت 70%، فيما سيتم استكمال مشروع (التسمية والترقيم) العام المقبل.

خطة طوارئ للحفاظ على البترا

الفرجات قال، إن المحافظة على محمية البترا الأثرية ليست أمرا سهلا؛ بسبب طبيعة صخورها الهشة من عمليات تعرية بسبب الأمطار إضافة إلى ممارسات بشرية، موضحا أن هناك مشروعا للمحافظة على "السيق" ومشاريع محلية أخرى منذ عشرات السنين هدفها الحفاظ على البترا.

وأشار إلى أن "السيول التي شهدتها البترا العام الماضي دفع السلطة لوضع خطة طوارئ، وإنذار مبكر"، موضحا أن البترا "قد تكون من أكثر المواقع الأثرية المحلية والعالمية من حيث الدراسات المتعلقة بالتغير المناخي".

"وضعت دراسات بالتشارك مع منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة (يونسكو) للنظر في الواقع المائي والوديان المحيطة بالبترا" وفق الفرجات.

وأوضح أن السلطة تتعامل مع التعديات البشرية في الموقع بوضع إشارات تحذيرية، وإغلاق مسارات إضافة إلى وضع خطة أمنية وإدارية للتعامل مع التعديات البشرية على الموقع الأثري.

"زيادة الأعداد السياحية في السنوات الأخيرة أدت إلى ظهور ممارسات سلبية في المنطقة"، وفق الفرجات، موضحا أن الحكومة أطلقت خطة أمنية ركزت على منافذ ومداخل البترا، وأغلقت بموجبها بعض "المطلات".

وقالت فريحات، إن الفيضانات الأخيرة التي شهدتها البترا كانت سببا في انخفاض عدد عيون الماء إلى 30، موضحة أن الانخفاض "يشكل تحديا أمام السلطة في إعادتها إلى وضعها الطبيعي".

وأشارت إلى أن السلطة تعاونت مع وزارة المياه في إعداد دراسة حول عيون الماء، والتدخلات المطلوبة للحفاظ عليها، إضافة إلى إنجاز مشروع للحصاد المائي وإدارة عيون مياه في وادي موسى،من المتوقّع الانتهاء منه في شباط/ فبراير المقبل.

"في حال نجاح مشروع الحصاد المائي في وادي موسى سيعاد التوسع الزراعي والغطاء النباتي"، أضافت فريحات، موضحة أن التحدي الكبير أمام السلطة تتمثل بإعادة صيانة العيون التي لم تدخل على مشروع الحصاد المائي.

وأضافت فريحات أن السلطة أطلقت مبادرة باسم "العلم نرتقي" تستهدف طلاب الصفين الرابع والخامس لتحسين مستواهم الدراسي ولمعالجة تسرب الأطفال من المدارس، موضحة أنه سيتم إعادة 64 طفلا إلى مقاعد الدراسة.

وأوضحت أن السطلة أعلنت عن أسس دعم منظمات المجتمع المحلي لعمل مشاريع إنتاجية، وتقديم منح لخريجي الثانوية لمن قبلوا في الجامعات عن طريق التنافس، حيث قدّمت منحا للدبلوم التقني والمهني خلال العامين الماضي والحالي.

مجتمع (البدول)

وعن مجتمع (البدول) في إقليم البترا، قال الفرجات إنهم "أحد مكونات المجتمع الـ 6 في الإقليم، ويبلغ عددهم 300 فرد، رحّلتهم الحكومة إلى منطقة أم صيحون عام 1985".

وأشار إلى أن (البدول) "أصبحوا ضحية بسبب السياحة رغم استفادة بعضهم منها حتى هذه اللحظة"، موضحا أن "تهرب بعض أطفال البدول من المدارس واعتمادهم على السياحة أدى إلى تدني مستوى التعليم، وعدم التركيز على مجالات أخرى".

"بعض (البدول) بدأ يعود للعيش في الكهوف في أم صيحون"، أضاف الفرجات، موضحا أن "السلطة وبالتوافق مع أبناء أم صيحون تناقش وجود بدائل ومشاريع لحل إشكالية (البدول) ومساعدتهم في عيش أفضل".

المملكة