تصطف الآلاف من عصي البخور العملاقة التي زُيّن الكثير منها برأس تنين على جدران شركة ماليزية، حيث تصنع يدويا قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

في بلدة كوبانغ سيمانغ الريفية، يمضي العمال أشهرا في صنع العيدان بالطريقة التقليدية، وقد يصل طول بعضها إلى مترين، قبل إرسالها إلى المتاجر.

وتزدهر هذه الصناعة قبل الاحتفالات بالعام القمري الجديد، نهاية هذا الشهر، إذ يحرق الماليزيون من أصل صيني البخور في المعابد وخلال الحفلات التقليدية.

وتعيش في ماليزيا غالبية مسلمة، لكنها تضم مجموعة كبيرة من السكان من إتنية صينية.

وقال أونغ شين تشاي، الذي يدير هذه الشركة، إن عيدان البخور الملونة المصنوعة يدويا تبدو أفضل بكثير من تلك التي تنتجها الآلات.

وأضاف هذا الرجل الستيني لوكالة فرانس برس، مشيرا إلى المنحوتات المعقدة التي تستخدم لتزيين العيدان "هل تستطيع الآلات صنع رؤوس تنانين مماثلة؟".

وتصنع العصي أساسا من نشارة الخشب، وذلك باستخدام مزيج من أخشاب "ميرانتي" المزروعة محليا، وهي أخشاب صلبة شائعة في جنوب شرق آسيا، وخشب العود العطري. وتخلط هذه المواد مع الماء لصنع عجينة لزجة تشكل بها العصي.

ورغم أن العام القمري الجديد سيكون عام الفأر، فإن أونغ، قال إن الزبائن لم يكونوا مهتمين بشراء عصي مزينة بمنحوتات تمثل هذه القوارض.

وقال ممازحا "لا يريد الناس جرذان، فهي تسرق الطعام وهذا أمر سيّئ".

من ناحية أخرى، فإن التنانين تعتبر واحدا من رموز القوة والحظ الجيد في الثقافة الآسيوية.

وأوضح أونغ أن العود الواحد يباع عادة بمبلغ يتراوح بين 8 و80 رينغيت ماليزي (من دولارين إلى 20 دولارا) وفقا للجودة والحجم. وبالإضافة إلى الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة، فهو يصنعها من أجل الاحتفالات الصينية الرئيسية الأخرى.

وقدر أونغ أن هناك حوالي 30 شركة تصنع البخور بالطريقة التقليدية في كل أنحاء ماليزيا، مضيفا أن هذه الصناعة تشهد تراجعا في السنوات الأخيرة.

وشرح أن الشباب "لا يريدون الانخراط في هذا العمل، فهو متعب جدا... وليس هناك أي نظام للتهوية والتبريد".

وتستورد العديد من عصي البخور التي تباع في الوقت الحاضر في جنوب شرق آسيا من الخارج، خصوصا الصين.

أ ف ب