رافق شبان فلسطينيون الأحد، أطفالاً متوجهين للمدارس في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، مشيرين إلى أن حماية هؤلاء الصغار من المستوطنين الإسرائيليين باتت ضرورية بعد مغادرة المراقبين الدوليين.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الشهر الماضي أن إسرائيل أنهت مهمة بعثة المراقبين الدولية التي تتخذ من مدينة الخليل مقراً، متهما البعثة "بالعمل ضد" إسرائيل، وغادر المراقبون الخليل في 31 يناير الماضي.

وتأسست بعثة المراقبين الدوليين في فبراير 1994، بموجب اتفاق فلسطيني إسرائيلي، على خلفية قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينياً كانوا يصلون داخل الحرم الإبراهيمي. وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن سحب المراقبين الدوليين قد يزيد من انتهاكات المستوطنين في المدينة.

وارتدى شبان فلسطينيون من مجموعة تطلق على نفسها "شبان ضد الاستيطان" قمصاناً زرقاء كتب عليها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية "مراقب حقوق إنسان"، على ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.

وقال المسؤول في المجموعة عيسى عمرو لفرانس برس: "بدأنا اليوم حملة محلية لتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال المتوجهون للمدارس في هذه المنطقة التي دائما ما يكون فيها مستوطنون وجيش الاحتلال".

وأضاف: "لن نحل محل المراقبين الدوليين، لكننا نحاول قدر استطاعتنا تأمين ذهاب الأطفال إلى المدارس".

ووقعت مناوشات بين مستوطنين وفلسطينيين وجنود احتلال إسرائيليين أثناء مرافقة الشبان للأطفال، على ما أفاد مصور فرانس برس.

وكانت مهمة المراقبين الدوليين تقضي برصد التجاوزات التي يرتكبها المستوطنون أو الفلسطينيون، من دون أن يحق لعناصرها التدخل مباشرة لدى وقوع حوادث.

وكانت البعثة التي تقودها النرويج تضم 64 مراقباً من جنسيات نروجية وسويدية وإيطالية وسويسرية وتركية، وكانت ترسل تقاريرها للدول الأعضاء فيها بالإضافة للسلطات الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويتم التجديد لمهمتها كل ستة أشهر.

وتقع أربع مدارس فلسطينية في هذه المنطقة من مدينة الخليل التي تشهد صدامات يومية بين المستوطنين وسكان المدينة الفلسطينيين، ويعتبر الحرم الإبراهيمي في الخليل مكاناً مقدساً للمسلمين واليهود على السواء.

والخليل هي أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ويعيش فيها نحو 600 مستوطن يحميهم آلاف من جنود الاحتلال ضمن نحو 200 ألف فلسطيني.

أ ف ب