تقدمت العلامات التجارية المتخصصة في الأزياء الفاخرة "فرساتشي" و"كوتش" و"جيفنشي"، باعتذار من الصين على ما اعتبرته بكين إهانة لسيادتها الوطنية بسبب قمصان صوّرت هونغ كونغ وتايوان على أنهما بلدان مستقلان، في مؤشر جديد إلى إخفاق شركات عالمية في التعامل مع الحساسيات الصينية.

وواجهت "فرساتشي" انتقادات الأحد؛ بسبب قميص ظهرت فيه "هونغ كونغ" و"ماكاو"، وهما مدينتان تتمتعان بشبه استقلالية ذاتية داخل الصين، كأنهما مستقلتان.

ويرتدي موضوع هونغ كونغ حساسية خصوصا في بر الصين الرئيسي في ظل التظاهرات المطالبة بالديمقراطية خلال الأشهر الأخيرة.

وانتشرت الاثنين صور لقميص صنعته ماركة "كوتش" العام الماضي تظهر تايوان، وهي جزيرة خاضعة لحكم ذاتي تنظر إليها بكين على أنها جزء من أراضيها، وهونغ كونغ على أنهما ليسا جزءا من الصين، مما أثار غضبا كبيرا لدى مستخدمين صينيين للإنترنت.

وواجهت "جيفنشي" انتقادات مماثلة؛ إذ انتشرت صور لقميص أسود من صنعها يظهر تايوان وهونغ كونغ منفصلتين عن بر الصين الرئيسي.

وقد حاولت الشركات الثلاث التقليل من حجم الضرر الذي تسببت به هذه القضية التي كلفتها فسخ مشاهير صينيين بارزين تعاونهم معها.

وقالت "كوتش" في بيان الاثنين، إنها سحبت الملابس التي تتضمن "مغالطات خطيرة"، لافتة النظر إلى أنها "تدرك تماما خطورة هذا الخطأ، وتأسف بشدة له".

 وأجرت العلامة التجارية تعديلا على موقعها الإلكتروني بعدما تشارك مستخدمون صينيون لقطات شاشة تظهر هونغ كونغ كواحد من بين الخيارات المتاحة للزبائن الراغبين في إيجاد متاجر "بحسب البلدان".

 وتقدمت "فرساتشي" باعتذار. وكتبت العلامة التجارية الإيطالية على حسابها عبر خدمة "ويبو" الملقبة "تويتر الصينية" الأحد: "نحن نحب الصين، ونحترم بشدة سيادتها الوطنية على أراضيها".

وأشارت الشركة الإيطالية إلى أن القمصان المثيرة للجدل سُحبت من قنوات البيع التابعة لها كما "جرى إتلافها" في 24 تموز/ يوليو.

كذلك، جددت "جيفنشي" في اعتذار لها عبر "ويبو" احترامها للسيادة الصينية، قائلة إنها "تدعم بشدة مبدأ وحدة الصين".

 سيادة الصين "مقدسة" 

لكن يبدو أن هذه الاعتذارات لم تشف غليل مستخدمين صينيين كثيرين للإنترنت.

وكتب أحد المستخدمين الغاضبين عبر "ويبو" الاثنين "ممنوع اقتطاع أي جزء من الصين ... فلتخرج فرساتشي من الصين".

وقالت سفيرة "فرساتشي" في الصين الممثلة يانغ مي إنها ستوقف تعاونها مع الدار الإيطالية بعد قضية القمصان المثيرة للجدل، لافتة النظر إلى "شبهات" تطاول العلامة التجارية بـ"الإضرار بسيادتنا الوطنية".

كذلك، أعلنت سفيرة علامة "كوتش" التجارية العارضة الصينية ليو وين إنهاء تعاونها مع الماركة إثر أزمة القمصان.

وكتبت عبر حسابها على "ويبو"، "سيادة الصين الوطنية وسلامة أراضيها مقدستان وغير قابلتين للانتهاك في أي وقت من الأوقات".

وأضافت: "أحب وطني وأدافع بشدة عن السيادة الوطنية الصينية".

 جاكسون يي، وهو مغن يتمتع بشعبية كاسحة ضمن فرقة "تي أف بويز" الشبابية، أوقف تعاونه مع "جيفنشي".

وهذه الشركات الثلاث هي أحدث الأمثلة عن الإخفاقات التي تمنى بها شركات أجنبية في مقاربة الحساسيات السياسية الكثيرة المترتبة عن العمل في السوق الصينية العملاقة.

وقد صوّبت السلطات الصينية في الأسابيع الماضية بشكل خاص على الشركات التي أظهرت دعما للتظاهرات الدائرة في هونغ كونغ، مع مطالبات لشركة "كاثاي باسيفيك" التي تتخذ مقرا لها في هذه المدينة بمنع الطواقم المؤيدين للاحتجاجات من العمل على الطائرات التي تعبر الأجواء الصينية.

وفي أيار/مايو 2018، اعتذرت شركة "غاب" الأميركية للألبسة؛ بسبب طرحها قميصا عليه خريطة لبر الصين الرئيسي لا تشمل تايوان التي تصنفها بكين مقاطعة متمردة يتعين إعادتها.

كما اعتذرت "دولتشه أند غابانا" الإيطالية في تشرين الثاني/نوفمبر بعد سحب منتوجات لها من منصات التجارة الإلكترونية الصينية المدرة لإيرادات طائلة بعد نشر منشور عبر "أنستغرام" وُصف بأنه مهين للثقافة الصينية.

أ ف ب