يعبر عدد متزايد من الفنزويليين بلدهم ليشتروا في كولومبيا سلعا لم تعد متوافرة في فنزويلا، التي تنهشها أزمة اقتصادية حادة في رحلة، قد تستغرق 16 ساعة في الحافلة لكنهم يتناولون في ختامها "وجبة طعام جيدة".

وتقول خوانا إسترادو (63 عاما) في سان أنطونيو دل تاتشيرا في غرب كولومبيا، الموصولة بمدينة كوكوتا الكولومبية، عبر جسر سيمون -بوليفار "خضت مغامرة كبيرة للوصول إلى هنا".

واضطرت خوانا مع أحد أبنائها إلى قطع مسافة 1100 كيلومتر من ولاية إنسواتيغي في الجانب الآخر من فنزويلا للوصول إلى سان أنطونيو. لكنها تقول لوكالة فرانس برس إن الأمر يستحق العناء بسبب النقص الحاد في السلع الأساسية في فنزويلا.

فيضاف إلى النقص الكبير في الأدوية والمواد الغذائية، تضخم صاروخي قد يصل هذه السنة إلى مليون في المئة بحسب صندوق النقد العالمي ما يؤدي إلى اضمحلال في قدرة الفنزويليين الشرائية.

وتقول خوانا بحماسة "على الأقل خلال الساعات التي نمضيها في الجانب الكولومبي سنأكل بشكل جيد".

يسلك نحو 50 ألف فنزويلي يوميا جسر سيمون-بوليفار متوجهين إلى كولومبيا على ما تفيد السلطات. ويأتي الفنزويليون من مسافات أبعد لشراء حاجياتهم في الجانب الكولومبي.

ويقول هيكتور بوليفار المسؤول عن منطقة بوليفار التي تضم سان أنطونيو "يأتون لشراء البضائع وخصوصا المواد الغذائية (...) أصبح الأمر روتينيا للبعض. ويأتون كل 8 أيام أو 15 يوما".

لكن خوانا تؤكد أن الرحلة ليست بمريحة أبدا "نصعد إلى الحافلة ونترجل منها مرات عدة" إذ يفتش عسكريون وعناصر من الشرطة الركاب والحقائب عند الحواجز.

أتت لويزا غونزاليس من ولاية باريناس على بعد 340 كيلومترا من سان أنطونيو قاطعة المسافة بالسيارة. لكنها كانت تحتاج إلى الوقود الذي أصبح نادرا جدا في الأشهر الأخيرة في غرب فنزويلا التي تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم.

وتوضح لويزا "احتجنا إلى عدة أيام لتأمين الوقود، وما إن حصلنا عليه قررنا المجيء".

وتبقى الحدود مفتوحة رغم التوتر بين حكومة البلدين اللذين قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما.

ويتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بانتظام نظيره الكولومبي إيفان دوكه بدعم "الإرهابيين" الذين يخططون للإطاحة به.

وقد أعلن الأسبوع الماضي "الإنذار البرتقالي" عند الحدود بعد "مناورات" بوغوتا التي تهدف إلى "افتعال نزاع" مع فنزويلا على حد تعبيره.

من جهته، يصف إيفان دوكه نظيره الفنزويلي،  بأنه "ديكتاتور" ويتهمه بـ"إيواء" و"دعم" مجموعات كولومبية مسلحة على الأراضي الفنزويلية.

أ ف ب