ركز لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في باريس الأربعاء، على علاقات الصداقة المتينة التي تربط بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية.

وأعرب الملك، خلال اللقاء الذي عقد على هامش انعقاد القمة العالمية (نداء كرايست تشيرش)، عن تقديره للدعم المتواصل الذي تقدمه كندا للأردن.

وفي تصريحات مشتركة للملك ورئيس الوزراء الكندي، قال الملك "إن تاريخ العلاقات بين بلدينا يعود إلى عقود عديدة، فلطالما مثلت كندا صوتا للحكمة في التعامل مع التحديات التي تواجه منطقتنا، وهذا مكننا أن نعمل بشكل وثيق معا".

وأضاف: "تمكنا خلال الشهرين الماضيين من تحديد العقبات التي يجب أن نتجاوزها، وأنا واثق أننا ومن خلال العلاقات التي تربط بلدينا سنجد حلا مناسبا لهذه التحديات".

من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي "يسعدني أن التقى ثانية بجلالة الملك فهذه فرصة لمواصلة الحوار المستمر بيننا منذ سنوات طويلة حول قضايا مختلفة، وكيف نعمل سويا من أجل عالم يعمه السلام والاستقرار والتفاهم".

وتابع قائلا: "قيادتكم من أجل مد الجسور بين الثقافات المتنوعة والتقريب بين الشعوب متواصلة، ونشهد ذلك اليوم خلال اجتماعاتنا مع شركات التكنولوجيا للتصدي للتطرف. إنني أقدر هذه الفرصة للقاء بكم والتحدث معكم حول كيفية تعزيز العمل معا من أجل عالم أفضل". 

وكانت عملية السلام من أبرز القضايا التي بحثها جلالة الملك مع رئيس الوزراء الكندي، حيث شدد جلالته على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتم خلال اللقاء استعراض التعاون والتنسيق المشترك بين الأردن وكندا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك في إطار الجهود الدولية المبذولة في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية، ولفت الملك إلى الدور المهم لكندا بهذا الخصوص.

وأكد الملك ضرورة توحيد الجهود بين الحكومات وشركات التكنولوجيا العالمية، والتشارك والتنسيق حيال مختلف المبادرات، للتصدي لخطاب الكراهية، والعمل من أجل تعزيز قيم التسامح والحوار. 

ولفت الملك إلى أهمية انعقاد اجتماعات العقبة الهادفة إلى تعزيز التنسيق والتعاون الأمني والعسكري وتبادل الخبرات والمعلومات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب.

وبخصوص التطورات المرتبطة بالأزمة السورية، أعاد جلالته التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويضمن عودة آمنة للاجئين. 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وبحث الملك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال لقائهما في قصر الإليزيه الأربعاء، سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الأردن وفرنسا، والتطورات الإقليمية الراهنة.

وأعرب ماكرون عن تقديره لجهود الأردن بقيادة الملك في التصدي للفكر المتطرف وخطاب الكراهية وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، مؤكدا استعداد واهتمام فرنسا بدعم "اجتماعات العقبة" ومواصلة التنسيق مع الأردن بخصوصها.

وأعرب الملك، خلال اللقاء الذي عقد على هامش قمة "نداء كرايست تشيرش" للتصدي للتطرف على الإنترنت، عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه فرنسا للعديد من البرامج التنموية في المملكة، مؤكدا حرص الأردن على النهوض بمستويات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري مع فرنسا.

وبحث الملك والرئيس الفرنسي المستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها عملية السلام، حيث أكد الملك ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والدائم وفق حل الدولتين الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما جرى بحث جهود مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.

وثمن الملك استضافة الرئيس الفرنسي لقمة "نداء كرايست تشيرش" من أجل التصدي للفكر المتطرف والإرهاب الذي لا دين له.

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

وبحث الملك مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في باريس الأربعاء، آفاق توسيع التعاون بين الأردن وبريطانيا، ومستجدات الأوضاع في المنطقة.

وخلال اللقاء الذي عقد على هامش انعقاد القمة العالمية (نداء كرايست تشيرش) في العاصمة الفرنسية، أعرب الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه بريطانيا للأردن، وعلى استضافتها العام الحالي لمؤتمر مبادرة لندن لدعم الاقتصاد الأردني.

وتناول اللقاء التطورات المرتبطة بعملية السلام، حيث أكد الملك أن حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي أعربت فيه رئيسة الوزراء البريطانية عن تقديرها لجهود الأردن بقيادة الملك على عقد "اجتماعات العقبة"، لفت الملك إلى أهمية تكثيف الجهود بين الحكومات وشركات التكنولوجيا العالمية، للتصدي لخطاب الكراهية، ودعم المبادرات بهذا الخصوص. 

وتطرق اللقاء إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة، خصوصا الأزمة السورية ومساعي التوصل إلى حل سياسي لها. 

وحضر اللقاءات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك للاتصال والتنسيق.

وترأس الملك ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، في باريس الأربعاء، جلسة ضمت رؤساء وممثلي كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، لبحث آليات التعاون بين الدول وشركات التكنولوجيا لوقف استخدام التكنولوجيا والإنترنت كأداة للترويج للفكر المتطرف وخطاب الكراهية والإرهاب.

المملكة