دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إلى المساهمة في جهود السلام، قائلا "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني معقد وحساس، ويتطلب بناء الثقة بين الطرفين، ولهذا نحن في حاجة للسعي لذلك".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في القدس المحتلة، "عملية السلام من أي نوع ممكنة إذا كانت الأطراف مهتمة في بناء السلام، وبعد ذلك ستكون فرنسا مستعدة للمساعدة".

ودعا إلى بناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

في رام الله

وبعد الظهر، سيزور الرئيس الفرنسي الضفة الغربية المحتلّة، حيث سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة رام الله.

وماكرون هو الوحيد الذي يزور رام الله من بين سائر رؤساء الدول الكبرى الذين سيحضرون إلى إسرائيل هذا الأسبوع.

وسيؤكّد ماكرون خلال لقائه عباس موقف فرنسا الثابت من حلّ الدولتين وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.

وإذا كان الرئيس الفرنسي قد وعد بعيد توليه منصبه بطرح خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين فإنّ مثل هذه الفكرة لم تعد واردة بالنسبة إليه، ولا سيّما أنّ الولايات المتّحدة لم تطرح حتى اليوم خطتها لتحقيق السلام بين الطرفين.

وقال ماكرون للصحفيين الأسبوع الماضي "لن أذهب وبجعبتي خطة سلام أفرضها على الطرفين. سأناقش معهما ونرى".

وحرص الإليزيه قبل زيارة ماكرون على إرضاء كلا الطرفين، إذ انتقد "سياسة الأمر الواقع" التي تنتهجها إسرائيل في توسعتها للمستوطنات في القدس والضفة الغربية المحتلّتين، ووعد في الوقت نفسه بأن يكون خطاب ماكرون، الخميس، حادّاً جدّاً في رفض معاداة السامية.

ويعيش في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة نحو 600 ألف مستوطن على أراضي الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم نحو 3 ملايين.

مساعدة لبنان

وتطرق الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي إلى الأزمة اللبنانية.

وأكد أن فرنسا ستفعل "كل شيء" لمساعدة لبنان على الخروج من "الأزمة العميقة" التي تعصف به.

وأضاف ماكرون "سنقوم بكل شيء لمساعدة أصدقائنا اللبنانيين في الأزمة العميقة التي يمرون بها".

وتزامنت تصريحات الرئيس الفرنسي مع أول اجتماع للحكومة اللبنانية الجديدة الأربعاء برئاسة حسان دياب.

ويأمل المانحون أن تجري الحكومة الجديدة إصلاحات لا بد منها للحصول على مساعدات أجنبية.

كذلك، أكد ماكرون أنه سيبقى "يقظا" حيال أي "نشاط إرهابي" من لبنان قد يهدد الشعب اللبناني أو إسرائيل.

الضغط على إيران

واجتمع ماكرون بالمرشح للانتخابات العامة الإسرائيلية ومنافس رئيس الوزراء بيني غانتس، حتى لا يظهر بمظهر المنحاز إلى أحد المرشحين الرئيسيين في الانتخابات العامة المقررة في الثاني من آذار/مارس المقبل.

وكان الرئيس الفرنسي قد التقى صباح الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة إفطار.

ودعا نتنياهو الرئيس ماكرون لممارسة الضغوط على إيران؛ بسبب "الخطوات التي اتخذتها في المجال النووي، وأعمالها العدوانية في المنطقة".

وبحث نتنياهو وماكرون الأوضاع في لبنان وليبيا على خلفية التدخل التركي فيها.

وقررا إطلاق حوار استراتيجي بين البلدين بغية تعزيز التعاون بينهما، وتحقيق أهدافهما المتعلقة بالقضايا الإقليمية.

ورحب نتنياهو بطلب الرئيس الفرنسي الانضمام إلى منتدى الغاز الإقليمي الذي أقيم في القاهرة بمشاركة إسرائيل والذي يعمل على إقامة تعاون إقليمي في مجال الغاز الطبيعي، وعلى تصدير الغاز من إسرائيل.

وتحمي فرنسا 40 إرسالية ناطقة بالفرنسية تشكل مساحة نفوذ لباريس عبر المدارس ودور الأيتام والمستشفيات التي تديرها، ولا سيّما في الأراضي الفلسطينية، بحسب الأب لوك باريت، مستشار الشؤون الدينية في القنصلية الفرنسية العامة في القدس المحتلة.

أ ف ب + المملكة