طالب نقيب الجيولوجيين صخر النسور الاثنين بتشكيل فريق حكومي لدراسة واقع البحر الميت، بالتعاون مع القطاع الخاص، كما دعى إلى تأسيس منتدى عالمي للمحافظة على ديمومة واستمرارية البحر الميت.

وأضاف خلال استضافة في برنامج "العاشرة" الذي يبث على شاشة "المملكة" أن الأردن من أكثر الدول تضررا من انحسار مستوى البحر الميت بسبب وجود استثمارات سياحية، وبسبب الاعتماد على البحر الميت كوجهة سياحية ومقصد للسياحة العلاجية. 

"البحر الميت إرث تاريخي عالمي يجب أن تتضافر الجهود الدولية لحمايته"، حسبما قال النسور، الذي أوضح أن البحر الميت، وهو أخفض بقعة في العالم، يواجه خطر الاندثار بشكل كلي.

أبرز مظاهر خطورة انحسار منسوب مياه البحر الميت، وفق النسور، ظهور حفر خسفية تصل أعماقها إلى 10 متر، بقطر 20 متر، وهي تشكل خطرا على المزارع والاستثمارات.

النسور قال إنه في منتصف سبعينيات القرن الماضي، بلغت مساحة المسطح المائي للبحر الميت 975 كيلو متر مربع، بينما حاليا تقارب هذه المساحة 600 كيلومتر مربع. كما أن عمق البحر كان آنذاك 455 متر، لكنه وصل اليوم إلى 420 متر. 

ويقول النسور إن "هذا التناقص مؤشر إلى زيادة مضطردة في انكماش وانحسار البحر الميت" سببها الرئيس الاعتداء على مصبات نهري الأردن واليرموك وما أسماه "الممارسات السلبية تجاه عدم عدالة توزيع المياه العابرة للحدود (التي فيها) هضم لحقوق الأردن".

كان يتدفق من نهر الأردن إلى البحر الميت في نهاية الستينيات 1.5 مليار متر مكعب سنويا، وفق الخبير الجيولوجي، الذي قال إن كمية المياه المتدفقة حاليا أقل من 200 مليون متر مكعب سنويا.

"محفور على ضفاف نهر اليرموك في الأراضي السورية 3 آلاف بئر ارتوازي، وهنالك 44 سد أقيمت. هذه تحجز كميات المياه الواردة إلى سد الوحدة"، حسبما أوضح.

النسور أشار إلى أن بناء سد الوحدة كلّف الأردن 100 مليون دينار ليسع 80 مليون متر مكعب، لكن يوجد به اليوم 10 مليون متر مكعب نتيجة حجز المياه في الأراضي السورية قبل أن تصل الأردن. 

لكن إسرائيل كانت "أشد خطرا وإيذاءً" بما يتعلق بحصص المياه، وفق النسور، الذي قال إن "اتفاقية السلام لم تحافظ بالشكل الكافي على الحقوق المائية للأردن".

وأوضح النسور أن 500 مليون متر مكعب يتم سحبها من بحيرة طبريا إلى صحراء النقب، إضافة إلى أنه لدى إسرائيل "استخدام جائر في موضوع تعدين البوتاس وسحب كميات تصل إلى 400 مليون متر مكعب سنويا". 

 كما أن عوامل أخرى تسرّع من انحسار مستوى البحر الميت تتضمن التغير المناخي وزيادة معدلات التبخر والتذبذب في الهطول المطري.

"الموسم المطري السابق كان جيد، لكن ما سبقه لم يكن بالمستوى المطلوب"، حسبما أوضح خلال الاستضافة.

المملكة