ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، كلمة أمام حزب ليكود الذي يتزعمه هي الأولى له بعد الانتخابات.

ولم يعلن نتنياهو خلال الكلمة الفوز كما لم يقر بالهزيمة بعد أن أظهرت استطلاعات آراء الناخبين بعد الخروج من مراكز الاقتراع عدم وجود فائز واضح في السباق الانتخابي المحتدم بشدة.

وقال نتنياهو إنه سينتظر إعلان النتائج الرسمية وأضاف أنه سيعمل من أجل إقامة "حكومة صهيونية قوية" تعبر عن آراء "الكثير من شعب الأمة".

أما بيني جانتس المنافس الرئيسي لنتنياهو فقال إنه سيعمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

جاء ذلك في سياق خطاب أشاد فيه بأداء حزبه أزرق أبيض في الانتخابات لكنه لم يصل إلى حد إعلان الفوز.

وقال الجنرال السابق جانتس مخاطبا حزبه في تل أبيب: "سننتظر لحين إعلان النتائج الفعلية لكن الأمور تشير إلى أننا أنجزنا مهمتنا".

وأظهرت استطلاعات الرأي، مساء الثلاثاء، نتائج متقاربة جدا في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بين نتنياهو المستمر في السلطة منذ 13 عاما، وغانتس، بعد إقفال صناديق الاقتراع.

وقالت مراسلة المملكة في الناصرة إن النتائج الأولية تشير إلى حصول القائمة العربية المشتركة على 13 مقعداً في الكنيست الذي يضم 120 مقعداً.

وأظهرت استطلاعات أجرتها 3 محطات إذاعية إسرائيلية أن جانتس متقدم بفارق ضئيل أو متعادل مع نتنياهو، وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى أيام أو أسابيع من الجدل بشأن من ينبغي أن يشكل الحكومة الائتلافية القادمة.

كما أن 3 استطلاعات رأي منفصلة أجرتها محطات تلفزيونية إسرائيلية أظهرت أن من الليكود وتحالف "أزرق أبيض" الذي يتزعمه غانتس سيحصلان على ما بين 31 و 34 مقعدا في البرلمان من أصل 120 مقعدًا.

ولا يبدو، بحسب هذه الاستطلاعات، أن الانتخابات ستسفر عن كتلة واضحة تتمتع بالغالبية.

وأفادت الاستطلاعات أن القائمة العربية المشتركة ستحصل على ما بين 11 و13 مقعدا. بينما سيحصل الوزير السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان على ما بين 8 و10 مقاعد.

وإذا ثبتت صحة استطلاعات الرأي، لن يكون نتنياهو أو منافسه غانتس قادرين على أن يشكل أحدهما حكومة مع حلفائه من دون اللجوء إلى ليبرمان.

وقال أحمد الطيبي من القائمة المشتركة للإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية: "انتهى عهد بنيامين نتنياهو، وهذا معناه انتهت صفقة القرن (الخطة الأميركية للسلام) وهذه هدية لشعبنا".

وأضاف: "إذا اتصل بنا بيني غانتس، سنقول له شروطنا بعد التشاور مع أحزاب اللائحة المشتركة"، مشيراً إلى أنه "قد لا يرغب بالاتصال بنا، بل ربما يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية".

وجاءت انتخابات الثلاثاء، بعد 5 أشهر فقط على انتخابات نيسان/أبريل. وأظهرت الأرقام الرسمية أن نسبة المشاركة كانت حتى الساعة 08:00 مساء بنسبة 63.7%، أي أعلى بشكل طفيف مما كانت عليه في الانتخابات الماضية.

وفاز حزب الليكود آنذاك بـ 35 مقعداً، فيما فاز تحالف غانتس بـ 35 مقعدا. وكُلّف نتنياهو بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في تشكيل ائتلاف.

وكما في جولة الانتخابات الأخيرة في نيسان/أبريل، كان نتنياهو حذر الناخبين من أن نسبة المشاركة بين العرب واليساريين مرتفعة، داعياً أنصاره الى التصويت بكثافة.

في المقابل، دعا غانتس الإسرائيليين إلى رفض "الفساد" و"التطرف"، وقال "نريد أملا جديدا. نصوت اليوم من أجل التغيير"، مضيفا "سننجح كلنا معا في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف".

وفتحت صناديق الاقتراع صباح الثلاثاء الساعة 7:00 (4:00 ت غ) أمام 6.4 مليون ناخب، وأغلقت الساعة 22:00 مساء (19:00 ت غ).

ونُشر نحو 19 ألف عنصر من الشرطة ورجال أمن ومتطوعين لحماية الانتخابات.

ويمكن لليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول الى منافسه، أن يلعب دور "صانع الملوك" بعد حملة خاضها تحت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".

ويدعو ليبرمان الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بين نتنياهو وغانتس .

ويتهم ليبرمان الأحزاب الدينية المتشددة بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل وقد أعلن خلال حملته الانتخابية عزمه على الدفع لإصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

ولعب تمسك ليبرمان بمطلبه هذا المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتشددين، الدور الأكبر في إفشال تشكيل الائتلاف الحكومي بعد انتخابات نيسان/أبريل.

ويعتبر هذا الفشل أكبر هزيمة لحقت بنتنياهو في حياته السياسية.

وبعد أسابيع من المناقشات غير المثمرة، فضل نتنياهو التوجه إلى انتخابات جديدة بدلا من المجازفة بأن يوكل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين المهمة إلى شخص آخر.

ويتعدى الخطر الذي يواجهه نتنياهو مسألة البقاء في منصب رئيس الوزراء الذي شغله لأول مرة بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه عام 2009 ليبقى رئيسا للحكومة 13 عاماً، أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.

ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى للحصول من البرلمان على حصانة لتجنب المحاكمة، في وقت يواجه احتمال توجيه اتهامات اليه في الأسابيع المقبلة في قضايا فساد.

وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم توجيه التهم إلى نتنياهو بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، عقب جلسة استماع مقررة مطلع تشرين الأول/أكتوبر، بعد أيام قليلة على الانتخابات.

ولن يطلب من نتنياهو التنحي في حال اتهامه، بل فقط إذا تمت إدانته وبعد استنفاد جميع الطعون.

وإدراكاً للمخاطر، أمضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية محاولا اجتذاب القوميين اليمينيين الذين يشكلون مفتاحا لإعادة انتخابه، وتحفيز قاعدته الانتخابية على التصويت.

وفي هذا السياق، قطع نتنياهو تعهداً مثيرا للجدل بضم غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، إلى إسرائيل، في حال فوزه.

وركز نتنياهو في حملته على النمو الاقتصادي في إسرائيل وعلاقاته مع زعماء العالم مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يخف دعمه لإعادة انتخابه.

في المقابل، قدم غانتس نفسه على أنه بديل لنتنياهو، محذرا من أن هذا الأخير يسعى الى تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة لتجنب المحاكمة في البرلمان.

ويقول غانتس إنه يعتزم مع ائتلافه الوسطي الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين.

ويعتمد غانتس مواقف ليبرالية من مواضيع اجتماعية مثل الزواج المدني، لكنه "صقر" في المسائل الأمنية، ومؤيد ضمناً لاحتلال إسرائيل لأراض فلسطينية.

وأعلن نتنياهو الذي حضر إلى مركز الاقتراع مع زوجته مرتديا بزة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق زرقاء "الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب قال أمس إن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة" مضيفا "يمكنني أن أضمن لكم هذا الصباح أنها ستكون متقاربة جدا".

ترامب توقّع الاثنين نتائج متقاربة في الانتخابات الإسرائيلية، وقال للصحفيين في البيت الأبيض: "انتخابات حافلة غدا في إسرائيل"، مضيفا "ستكون متقاربة ... إنها انتخابات باحتمالات (ربح وخسارة) متعادلة".

مراسلة "المملكة" المتواجدة في مدينة الناصرة، رصدت إجراءات أمنية مشددة منذ الاثنين، مشيرة إلى إغلاق الضفة الغربية بطوق أمني لمدة 24 ساعة.

وأضافت أن هناك أكثر من 190 ألف من رجال الشرطة والأمن في المدن الفلسطينية في مناطق عام 1948، منتشرين في الشوارع وقرب مراكز الاقتراع.

وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الخروج بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة، بينما تعلن النتائج الرسمية الأربعاء.

غانتس قدم نفسه في حملته الانتخابية كبديل لنتنياهو.

وتحدث مرارا عن رغبة نتنياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.

وقال غانتس الاثنين: "نتنياهو يواصل نشر الأكاذيب الوقحة في محاولة يائسة لإنقاذ حكومته".

وأضاف: "إنه يكذب ويوبخ ويراوغ ويبث الفرقة".

أ ف ب