عين العراق وزيرين جديدين للتعليم والصحة الخميس، بعد يوم من تعهد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بتغيير وزاري وتطبيق إصلاحات في محاولة لكبح الاضطرابات.

وأصبحت سها خليل واحدة من نساء قلائل أصبحن وزيرات في العراق. وصدق البرلمان على تعيينها ووافق أيضا على تعيين جعفر علاوي وزيراً للصحة بعدما استقال سلفه قبل موجة الاضطرابات الأخيرة.

ومن المستبعد أن يهدئ التعديل الوزاري من غضب العراقيين بعد مقتل أكثر من 110 أشخاص في حملة صارمة على احتجاجات بدأت الأسبوع الماضي ضد البطالة ونقص الخدمات والفساد.

العراق شهد منذ مطلع الشهر الحالي تظاهرات بدت عفويّةً تُحرّكها مطالب اجتماعيّة، لكنّها ووجهت بالرصاص الحيّ. وقد أفضت ليل الأحد الاثنين إلى حال من الفوضى في مدينة الصدر، معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

واعترفت القيادة العسكريّة العراقيّة الاثنين بـ"استخدام مفرط للقوّة" خلال مواجهات مع محتجّين في مدينة الصدر ذات الغالبيّة الشيعيّة في شرق بغداد أسفرت عن مقتل 13 شخصاً ليلاً، بحسب مصادر أمنيّة وطبية.

وما زال الغموض يلفّ هوّية الذين قاموا بأعمال العنف، إذ إنّ السلطات تحدّثت عن "قنّاصة مجهولين".

وأعلنت الحكومة العراقية الحداد الوطني لثلاثة أيام بعد أعمال العنف.

وبعد توقف الاحتجاجات وأعمال العنف الثلاثاء، اقترحت حكومة عادل عبد المهدي حزمة مساعدات اجتماعية للحد من البطالة التي تطال واحداً من أربعة في صفوف الشباب، وتأمين السكن، خصوصاً أن الحملة التي أطلقتها الدولة ضد التجاوزات السكنية كانت أحد أسباب اندلاع الاحتجاجات.

وتوجّه رئيس الوزراء العراقي مجدّداً إلى العراقيّين مساء الأربعاء، في كلمة تعهّد خلالها إجراء "تحقيقات تفصيليّة"، ومنح تعويضات لعائلات "الشهداء" من المتظاهرين أو أفراد القوات الأمنيّة الذين قتلوا خلال أحداث الأيام الماضية.

وأعلن عبد المهدي أيضاً أنّه سيطلب من البرلمان الخميس "التّصويت على تعديلات وزاريّة"، في وقتٍ لا يزال المتظاهرون والزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر يُطالبون باستقالته.

عودة الحياة إلى طبيعته

في بغداد، ثاني عاصمة عربيّة من حيث عدد السكّان، بدا واضحاً أنّ الحياة اليوميّة عادت إلى طبيعتها.

وعادَ الازدحام إلى الطُرق في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكّانها تسعة ملايين نسمة، فيما فتحت المدارس أبوابها مجدّداً أمام الطلاب. كما فتحت الإدارات والمتاجر أبوابها.

وفي مداخل العاصمة وخارجها، لا تزال النقاط الأمنيّة تُجري عمليّات تفتيش للسيّارات، فيما تمّ نشر قوّات إضافيّة.

أ ف ب + رويترز