أعلنت أسرة العميل المتقاعد في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أف بي آي) بوب ليفنسون الذي فُقد في 2007 في إيران في ظروف غامضة، الأربعاء أنّه "توفي في إيران حيث كان محتجزا"، فيما  قالت طهران إن لفينسون، الذي اختفى في إيران في مارس آذار 2007 غادر البلد قبل أعوام.

وقال التلفزيون الرسمي بإيران نقلا عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية "استنادا إلى معلومات موثوق بها غادر لفينسون إيران قبل أعوام لجهة غير معلومة".

وتابع "حاولت إيران معرفة وضعه في الأعوام الماضية لكنها لم تجد أي مؤشرات على أنه لا يزال على قيد الحياة".

ولم يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفاته رسميا، لكنه ألمح إلى أنه يرجح ذلك. وأكد ترامب "لم يقولوا لنا، إنه توفي لكن كثيرين يعتقدون أن الأمر كذلك"، معبرا عن "أسفه".

واعترف الرئيس الأميركي بأن المعلومات "ليست مشجعة". وبعدما أشار إلى أنه "كان مريضا منذ سنوات"، أقر ترامب بأنه أخفق في إعادته إلى الولايات المتحدة.

وكانت عائلة ليفنسون أعلنت في بيان أنها تلقت "مؤخراً معلومات من مسؤولين أميركيين دفعتهم ودفعتنا نحن أيضاً، إلى استنتاج أنّ الزوج والأب الرائع توفي في إيران حيث كان محتجزا من قبل السلطات الإيرانية".

وشدّدت الأسرة على أنّها لم تعلم متى أو كيف توفي ليفنسون المولود في 1948، لكنها أوضحت أنّه توفي قبل تفشّي وباء كوفيد-19 في إيران.

وقالت رابطة العاملين في مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان "لن ننسى أبدا بوب، وسندعم كل ما سيتم القيام به لإحالة المسؤولين عن هذه الجريمة الدنيئة إلى القضاء". وعبرت عن "تعازيها الحارة" لعائلة ليفنسون.

ويمكن أن تؤدي وفاة روبرت ليفنسون إذا تأكدت رسميا، إلى مزيد من التوتر في العلاقات المتشنجة أصلا بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

فقد دعا السناتور الجمهوري ماركو روبيو إدارة ترامب إلى "تحميل النظام المؤذي" في طهران "المسؤولية"، في حين اعتبر زميله الديمقراطي بوب مينينديز أن السلطات الإيرانية "تتحمل المسؤولية الكاملة عن اختفاء بوب ليفنسون ووفاته".

 مهمة لحساب الـ"سي آي أيه"؟  

طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي طهران بـ"الإفراج فوراً" عن جميع المواطنين الأميركيين؛ بسبب خطر إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ المتفشّي في إيران، في سجونها.

وشدد بومبيو على ضرورة الإفراج عن ليفنسون. وقال "نطلب أيضاً من النظام احترام التزامه العمل مع الولايات المتّحدة لتحقيق عودة روبرت ليفنسون".

وعبرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي جعلت من الإفراج عن الأميركيين المحتجزين "رهائن" أو "المسجونين ظلماً" في الخارج إحدى أولوياتها، مرات عدة عن  تصميمها على "تحديد مكان" ليفنسون حتى يتمكّن من "العودة" إلى الولايات المتحدة.

وقبل ذلك ومطلع 2016، ذكرت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أنّها تعتقد أنّ روبرت ليفنسون لم يعد موجودا في إيران. 

ورصدت السلطات الأميركية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يزوّدها بمعلومات تقودها إلى تحديد مكانه، وإعادته إلى الولايات المتحدة.

وكانت أسرة ليفنسون حذرت مرارا من أن هذا الأب لسبعة أبناء، وكان سيبلغ الثانية والسبعين خلال الشهر الحالي، يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن داء السكري. وقالت في بيانها "من المستحيل وصف حزننا". 

وأضافت العائلة "لولا أعمال النظام الإيراني الوحشية والخالية من رحمة، لكان روبرت ليفنسون اليوم على قيد الحياة وموجوداً معنا"، مشدّدة على أنّها "انتظرت إجابات لمدة 13 عاماً"، بدون أن تلقى أيّ ردّ.

وأكد المسؤولون الإيرانيون مرارا أن ليفنسون غادر البلاد، وأن طهران لا تملك أي معلومات عنه.

وكانت صورة للرجل وهو ملتح ومكبل ويرتدي بزة برتقالية خاصة بالسجناء، نشرت في 2013، وتعود إلى قبل عامين من ذلك على ما يبدو. لكن لم يعرف في أي ظروف التقطت، ولا أين ولا من التقط الصورة.

واتّهمت الأسرة في بيانها السلطات الإيرانية "بالكذب على العالم كل هذا الوقت" بإعلانها باستمرار أنّها لا تعرف ما الذي حدث لهذا العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقالت في بيانها، إن الإيرانيين "خطفوا مواطناً أجنبياً، وحرموه من حقوقه الأساسية، وأيديهم ملطّخة بدمائه".

كما شنّت الأسرة هجوماً على المسؤولين "في الحكومة الأميركية الذين تخلّوا عنه لسنوات عديدة". لكنها شكرت الرئيس ترامب على جهوده.

وأكدت واشنطن باستمرار أن بوب ليفنسون لم يكن يعمل لحساب الحكومة الأميركية عند اختفائه في آذار/مارس 2007 في جزيرة كيش في الخليج. وكان حينذاك قد تقاعد من مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ أكثر من 10 سنوات.

لكن صحيفة واشنطن بوست ذكرت أنه كان يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) وكان سيتلقى مبلغا بشأن البرنامج النووي الإيراني.

أ ف ب رويترز