قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأحد، إن "ألمانيا ستعمل على توفير قرض غير مشروط بقيمة 100 مليون دولار أميركي لدعم جهود الأردن".

وأضاف، خلال لقائه وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في مباحثات ركزت على الأوضاع في الشرق الأوسط، أن ألمانيا تعمل على تعزيز علاقاتها مع الأردن بشكل مستمر.

"نحن على علمٍ بالوضع الاقتصادي الصعب في الأردن نعرف ذلك جيداً، ولذلك يسعدنا تواصل الأردن المشترك مع صندوق النقد الدولي في طريق الإصلاحات وذلك بشكل شجاع جداً، ونحن نحترم ذلك احتراماً كبيراً".

وأشار ماس إلى أن تقييم الأردن لوضع المنطقة "مهم جدا" بالنسبة لألمانيا، لافتاً النظر إلى أن دور الأردن فاعل ومهم جداً، خاصة فيما يخص توفير الحماية والمساعدة للاجئين السوريين.

"نحن نعوّل على تقييم الأردن للوضع، هذا التقييم بالنسبة لنا مهمٌ جداً، كون الأردن لديه معرفة كبيرة ودور متوازن في المنطقة، وبالنسبة لنا دور الأردن دور فاعل مهم جداً في المنطقة، ونحن نكن كل الاحترام والتقدير لدور الأردن البنّاء المستمر، وندعمه بشكل كامل".

الصفدي قال، إن ثمة حوارا استراتيجيا وتعاونا في مجالات اقتصادية بين الأردن وألمانيا، التي تعتبر ثاني أكبر مانح للأردن.

وبحث الصفدي مع نظيره الألماني في عمّان التعاون المشترك والتحديات التي تواجه دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتاً النظر إلى أنه تم الاتفاق على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

"حل الصراع سياسي، وبالتالي لا حل خارج إطار حلٍ سياسيٍ ينهي الاحتلال ويحقق حل الدولتين، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، بأمنٍ وسلامٍ إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ووفق مبادرة السلام العربية"، وفق الصفدي.

وأوضح الصفدي أنه تم الاتفاق على شراكة البلدين في دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، لافتاً النظر إلى أن ألمانيا قالت إنها "ستزيد دعمها للوكالة الأممية".

وشكر الصفدي دعم ألمانيا للوكالة، منوها إلى أن البلدين شريكان في دعم الوكالة، التي يجب أن تستمر في القيام بدورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها لأممي، لأن "أونروا مرتبطة بقضية اللاجئين التي يجب أن تحل وفق قرارات الشرعية الدولية وفي إطار حل شامل للصراع".

ماس قال، إن حل الدولتين هو الحل الوحيد في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتاً النظر إلى أن ألمانيا مستمرة في دعم وكالة أونروا.

الصفدي أضاف أن: "البلدين متفقان أيضا على تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، ومتفقان على ضرورة تكثيف الجهود لحل الأزمات في المنطقة عبر الحوار، وعلى الأسس التي تضمن علاقات إقليمية قائمة على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

"نحن وألمانيا ننطلق من ذات المبادئ التي تستهدف تحقيق السلام والاستقرار، وتستهدف تحقيق التنمية في المنطقة، وتستهدف المساعدة بكل ما نستطيعه من أجل حل قضاياها والتعامل مع تداعيات الأزمات، مثل قضية اللاجئين السوريين"، وفقا لوزير الخارجية.

وشكر الصفدي الدعم الذي تقدمه ألمانيا للأردن ضمن جهودها لتلبية احتياجات 1.3 مليون لاجئ سوري يعيشون في الأردن، رغم  الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة. 

وزير الخارجية الألماني أشار إلى أن قاعدة الأزرق الجوية التي يوجد فيها جنود ألمان منذ 2017 في الأردن، تعمل ضمن جهود مكافحة الإرهاب ضد تهديدات تنظيم الدولة المستمرة".

"من المهم أن نساعد في عدم استعادة التنظيم نشاطه في المنطقة"، وفق ماس.

وتعد ألمانيا ثاني أكبر دولة مانحة للأردن بعد الولايات المتحدة، بقيمة مساعدات وصلت في 2017 إلى نحو 577 مليون يورو، بحسب أرقام وزارة التخطيط.

ووصل ماس الأردن ليلة الجمعة، والتقى مع جنود ألمان مشاركين في محاربة "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش"، حيث يتمركز في قاعدة الأزرق الجوية الأردنية نحو 300 جندي ألماني، إضافة إلى 4 طائرات من طراز تورنيدو تقوم بمهام استطلاع في إطار عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.

ويزور ماس الأردن، ضمن جولة تضم العراق والإمارات العربية المتحدة وإيران.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديبار، قالت، إن ماس "سيزور إيران في إطار جولة في منطقة الشرق الأوسط يبحث خلالها سبل الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني"، لافتة النظر إلى أن ماس "يعتزم أن يدعو للتعقل واحتواء التصعيد في المنطقة".

يشار إلى أن ماس أول وزير اتحادي ألماني سيزور إيران منذ عامين ونصف. وكان المستشار السياسي في وزارة الخارجية الألمانية ينس بلوتنر التقى مع نائب وزير الخارجية الإيراني قبل أسبوعين من أجل الإعداد لزيارة ماس، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

المملكة