وصلت الأربعاء أكبر قافلة مساعدات إنسانية سيّرتها منظمات الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر في سوريا، لإنقاذ حياة أكثر من 40 ألف نازح في مخيم الركبان في جنوب شرق سوريا، قرب الحدود مع الأردن.

ومن المتوقع أن تستمر عملية توزيع المساعدات لمدة أسبوع تقريباً، وفق بيان لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دمشق، حصلت عليه "المملكة".

تتكون القافلة من 118 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية ستقوم بإيصال المواد الغذائية والصحية ومواد الإغاثة الأساسية والمياه والمواد التعليمية للأطفال إلى الموقع، إذ يشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من سكان المخيم.

وتشمل المساعدات اللقاحات لنحو 10 آلاف طفل دون سن الخامسة، وفق المفوضية، التي قالت أنه "سيتم إجراء تقييم احتياجات" نازحي الركبان.

"لم يكن إيصال هذه الشحنة الكبيرة من الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى الركبان ممكناً قبل الآن. وقد تدهورت الحالة الإنسانية هناك بسبب ظروف الشتاء القاسية وعدم إمكانية الوصول إلى المساعدات والخدمات الأساسية" وفق البيان.

ويعيش في مخيم الركبان بين 40 ألفا و50 ألف نازح وصلتهم قافلة المساعدات السابقة من الأمم المتحدة في نوفمبر. ويقع المخيم قرب قاعدة التنف العسكرية الأميركية في الصحراء قرب ملتقى الحدود بين سوريا والعراق والأردن.

وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية لاذ بهذا المخيم عشرات الآلاف الذين فروا من مناطق يسيطر عليها "تنظيم الدولة" الإرهابي كانت تعرضت لضربات جوية روسية وأخرى من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

ويقع مخيم الركبان داخل "منطقة عدم اشتباك" أقامتها القوات الأميركية. وتضغط موسكو ودمشق على واشنطن لمغادرة المنطقة. وتصف سوريا القوات الأميركية بأنها تحتل أراضيها وتوفر ملاذا آمنا للمعارضة المسلحة.

المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة سجاد مالك قال إن "هناك تقارير عن وفاة ما لا يقل عن 8 أطفال (في الركبان) في الأسابيع الأخيرة".

وتهدف القافلة بشكل أساسي لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين في الركبان. ومع ذلك، فإن الأمم المتحدة تدرك أيضاً أن هناك حاجة إلى حل يحفظ كرامة النازحين ويمكنهم من اتخاذ قرار طوعي وآمن بكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية في المكان الذي يختارونه.

ولذلك ستقوم الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السوري بإجراء مسح حول النوايا المستقبلية للنازحين والتشاور معهم حول رغباتهم وأولوياتهم لأخذها بالاعتبار في المناقشات حول الحلول الدائمة.

"تقديم هذه المساعدة سيوفر الدعم الذي يحتاجه الأشخاص في الركبان بشكل ماس، إلا أنه مجرد تدبير مؤقت"‘، وفق مالك، الذي أكد على أن هناك حاجة ماسة إلى حل طويل الأجل وآمن وطوعي وكريم لعشرات الآلاف من الناس، الذين ظل العديد منهم يقيمون في مخيم الركبان المؤقت لأكثر من عامين في ظروف بائسة.

وقد تم تحديد الإمدادات الإنسانية التي سيتم توفيرها خلال هذه القافلة بناءً على نتائج تقييم الاحتياجات المنجز خلال القافلة السابقة في نوفمبر 2018. ويستند تسليم وتوزيع إمدادات الإغاثة إلى المبادئ الإنسانية بما فيها النزاهة والحياد والاستقلال، وفق المفوضية.

كما ستقوم فرق الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري ب"مراقبة دقيقة خلال وبعد عمليات التوزيع لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين".

الأمم المتحدة تواصل دعوة جميع الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في سوريا بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

المملكة + رويترز