قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الخميس، إن قرار الأردن بشأن ورشة البحرين سيعلن "بوضوح وثقة"، استنادا على مواقفه الثابتة والراسخة المعروفة للجميع.

وأضاف لقناة المملكة: "لم نعلن موقفنا رسميا إزاء ورشة البحرين؛ لأننا نمارس حقنا في أن نقيّم، وفي أن نشاور وأن نتشاور مع أشقائنا وأصدقائنا، وعندما نتخذ القرار سنعلنه بوضوح".

وتابع الصفدي أن السياسة الخارجية الأردنية "تستند إلى ثوابت ومواقف واضحة"، مبينا أن ثوابت الأردن المتعلقة بالقضية الفلسطينية أكّدها جلالة الملك عبد الله الثاني "بشكل لا يقبل أي تفسير".

وأكد وزير الخارجية أن ثوابت الأردن واضحة: "لا حل للقضية الفلسطينية إلا عبر انتهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، موضحا أن "هذا هو الموقف الذي يدعمه العالم كافة".

"اشتباك إيجابي"

وعن ورشة البحرين، قال الصفدي: "إذا شاركنا فإننا نشارك لنؤكد مواقفنا لنقول بوضوح وثقة، وهذا الموقف يعرفه الجميع. وإذا شاركنا فهو جزء من الاشتباك الإيجابي الذي يقوده الأردن دائما من أجل التأكيد على ثوابته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفي أي موقف أو قضية أخرى".

وأضاف: "إذا لم نشارك نكون قد اتخذنا قرارنا بناء على تقييمنا، ستكون هناك مبررات لعدم مشاركتنا، وبالنهاية هي ورشة عمل. وإذا قررنا أن نذهب لنسمع إذا كان الطرح منسجما مع مواقفنا، فسنتعامل معه، وإذا كان غير منسجم، سنقول لا".

وأوضح أن الأردن شارك في مؤتمر وارسو "بموقف واضح" أكد على مواقف الأردن الثابتة والواضحة من التوطين ومن اللاجئين.

"نحن من يقرر موعد إعلان قرارنا، وتوقيت الإعلان أيضاً هو جزء من إدارة الملف"، بحسب ما أكد الصفدي.

وأشار الصفدي إلى أن الأردن ليس على علم بما سيقدم الأميركيون في خطة سلام الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن"، وأن الأردن ليس وحيدا في هذا الموقف.

وأضاف أن الولايات المتحدة تقول، إنها "تدرس خطة ستقدمها عندما تكتمل".

"لا نعرف توقيت تقديمها ... ما نعرفه وما يعرفه الأميركيون والعالم بثوابت الموقف الأردني أننا نريد سلاما شاملا ودائما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة على خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، شدد الصفدي.

دبلوماسية أردنية مكثفة

وقال، إن لقاء مسؤولين دوليين جزء من الدبلوماسية الأردنية المكثفة لخدمة مصالح ومواقف الأردن، وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأضاف: "ثمة شبكة علاقات راسخة ومتينة للأردن نوظفها بكل ما نستطيع من أجل أن نعالج قضايانا الوطنية اقتصاديا واستثماريا، ومن أجل خدمة ثوابتنا، وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وبين أن الملك "يقود جهودا مكثفة، حيث التقى خلال الشهرين الماضيين عددا كبيرا من الزعماء الأوروبيين، وكل ذلك من أجل تكريس الموقف الأردني للمجتمع الدولي".

"الأردن أكد أكثر من مرة أن لا حل اقتصاديا للصراع، والحل سياسي ومقوماته واضحة وهذا هو الموقف الأردني، وإذا كانت الخطة غير مقبولة سنقول (لا) ولن تكون أول طرح يرفض"، أضاف الصفدي.

وبيّن: "الأردن وفلسطين ينسقان بشكل كامل ومستمر، منطلقاتنا وثوابتنا واحدة ... العالم كله يريد سلاما عادلا وشاملاً، ونحن أعلنا شروط هذا السلام".

وعن موقف الدول العربية من القضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية إن "الموقف العربي بأجمعه أكد على ثوابت الحل ومرجعياته في مقدمتها مبادرة السلام العربية ... الموقف العربي والإسلامي المدعوم من موقف دولي يؤكد على ثوابت حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية".

"في موضوع القدس، يوجد إجماع عربي ومواقف واضحة كلها تؤكد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، التي يجب أن تقوم حرة مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، شرطا لتحقيق السلام الدائم والشامل"، وفق الصفدي.

أمن الخليج "ركيزة للأمن والسلم الدوليين"

وعن الهجوم ضد ناقلتي نفط في خليج عُمان، الخميس، قال الصفدي، إن "ما جرى اليوم تصعيد خطير، والمنطقة لا تحتاج المزيد من التوتر"، داعيا إلى العمل "من أجل نزع فتيل التوتر والبحث عن خطوات وسبل وإجراءات تخفض التصعيد وتحفظ أمن المنطقة واستقرارها". 

وأضاف: "أمن الخليج العربي ركيزة للأمن والسلم الدوليين، وندعو إلى خفض التوتر، والعمل على إيجاد آليات فاعلة من أجل تخفيض هذا التوتر والحؤول دون تفاقم ما يجري هناك".

وأشار الصفدي إلى أن أمن الخليج العربي جزء من أمن الأردن: "نقف مع أشقائنا في التصدي لأي تهديد لأمنهم، ونتضامن معهم بالمطلق في حماية أمنهم وحماية استقرارهم، وندين أي عمل يستهدف أمن أشقائنا".

وعن علاقات الأردن مع دول الخليج، قال الصفدي: "علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية استراتيجية وأخوية، وقائمة على تاريخ كبير من التعاون والتنسيق، علاقاتنا مع دولة الإمارات العربية قوية وتاريخية وأخوية".

وأضاف: "هذه العلاقات ثابتة وراسخة، ونحن نعمل على بنائها" وأشار إلى مخرجات اللقاءات التي أجراها الملك مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي.

وعن قطر، قال الصفدي: "علاقاتنا مع الأشقاء في قطر جيدة، وثمة تنسيق وتشاور في كل القضايا التي تعنينا".

"الأردن كان دائما ملتزما ببناء علاقات عربية متوازنة فاعلة مبنية على الاحترام المتبادل، وعلى التعاون والتشاور والتنسيق إزاء التحديات التي تواجهنا جميعا؛ لأن تاريخنا واحد، وحاضرنا واحد ومعظم التحديات التي نواجهها واحدة تتطلب تنسيقا كبيرا والأردن دائما سباق وداعي إلى التنسيق العربي وإلى بناء علاقات عربية قوية"، وفق الصفدي.

المملكة