وقعت ثماني دول ميثاقا لتأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن؛ تمهيدا لرفعه لقادة الدول المشاركة خلال اجتماع قمة يعقده الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لإقراره.

وشارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الاثنين، في اجتماع وزراء خارجية مجلس الدول العربية والافريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض.

وأكد الصفدي في مداخلة في الاجتماع على أهمية توقيع ميثاق المجلس خطوة هامة نحو إطلاق عمل تعددي مؤسساتي يجب تفعيله عبر هياكل فاعلة وخطوات عملية خدمة لمصالح الدول المشاركة وشعوبها.

وقال إن إطلاق المجلس في الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة رسالة أن "دولنا تريد التعاون والحوار سبيلًا لتحقيق التنمية وبناء الاستقرار."

وثمن الصفدي الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية لإطلاق المجلس وتفاعل الدول العربية والافريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، وخصوصاً جمهورية مصر العربية، الإيجابي لإتمام الخطوات التي ثمرت إنشاء المجلس اطاراً لتعاون اقتصادي سياسي دفاعي بيئي شامل.

ويهدف المجلس الى تحقيق ١٢ هدفاً لتعزيز التنسيق والتعاون السياسي والإقتصادي والثقافي والبيئي والأمني بين دول المجلس.

وتشكل هذه الأهداف رفع مستوى التعاون والتفاهم وتنسيق المواقف السياسية بين دول المجلس، وتوثيق التعاون الأمني بينها للحد من المخاطر التي يتعرض لها البحر الأحمر وخليج عدن بما يعزز أمن وسلامة الملاحة الدولية فيها، ومنع كل ما يهددها أو يعرضها للخطر، لا سيما جرائم الإرهاب وتمويله والقرصنة والتهريب والجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية.

كما يهدف المجلس الى تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دول المجلس وتعزيز النقل البحري وحرية حركة البضائع والخدمات والأموال بين الدول الأعضاء، إضافة إلى تعزيز التعاون بين موانئ الدول الأعضاء وتجارة الترانزيت وتنسيق التعامل بينها.

كما يستهدف المجلس تعزيز التعاون مع الدول غير المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والمنظمات الإقليمية والدولية.

ويضم المجلس في عضويته إضافة إلى الأردن المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية السودان، وجمهورية الصومال الفدرالية، والجمهورية اليمنية، ودولة إريتريا.....

 

لقاء خادم الحرمين 

كما نقل الصفدي تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وذلك خلال استقبال خادم الحرمين وزراء خارجية الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.

ونقل الصفدي تأكيد جلالة الملك على أن الأردن يقف صفًا واحدًا إلى جانب الأشقاء في مواجهة التحديات.

وحمّل خادم الحرمين وزير الخارجية تحياته إلى جلالة الملك عبدالله الثاني. 

وجرى خلال الاستقبال بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بسبل تطوير التعاون المشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبارك خادم الحرمين الشريفين تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والتوقيع على ميثاق المجلس الذي تم في الرياض.

وأجرى الصفدي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، محادثات ركزت على تطوير العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين المملكتين تناولت المستجدات في المنطقة، أكدا خلالها قبيل انعقاد اجتماع الدول المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في الرياض إرادة البلدين الراسخة زيادة التعاون وتعزيز العلاقات التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني والملك سلمان. 

وبحث الوزيران الأوضاع في المنطقة وأكدا ضرورة تكثيف الجهود لتجاوز الأزمات الإقليمية، وخفض التصعيد، وبناء علاقات إقليمية مبنية على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. 

وشدد الصفدي على وقوف الأردن بالمطلق إلى جانب السعودية في كل ما يتخذ من خطوات لحماية أمن السعودية واستقرارها، ذاك أن أمن السعودية كما يؤكد الملك عبدالله وأمن الأردن واحد لا يتجزأ، وثمن دعم السعودية للأردن.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قال، إن الاجتماع عُقد لإقرار ميثاق لتأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.

"تأتي أهمية الاجتماع في هذه المرحلة الحساسة التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى تسريع وتيرة تعاون دولنا، وتعزيز قدراتنا بما يمكننا من مواجهة أي مخاطر أو تحديات تواجه منطقتنا، والعمل على حماية أمن البحر الأحمر وخليج عدن"، وفق ابن فرحان، مؤكدا حرص السعودية على مواجهة تحديات ومخاطر تحيط بالدول المشاركة من كل جانب.

الأحد، التقى الصفدي نظيره المصري سامح شكري في الرياض، وأكد الوزيران استمرار العمل على تعميق التعاون وزيادة التنسيق؛ تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وبحث الوزيران المستجدات في المنطقة، وسبل معالجتها بما يحول دون المزيد من التوتر، ويجنب المنطقة تبعات التصعيد. وأكدا ضرورة تكثيف الجهود من أجل تجاوز التحديات الراهنة، وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.

المملكة