قالت مديرة مؤسسة التمويل الدولية في منطقة بلاد الشام داليا وهبة، إن الأردن شهد تدفقاً غير مسبوق للاجئين منذ بدء الحرب الأهلية السورية، مشيرة إلى أن نحو 1.3 مليون سوري لجأوا إلى الأردن خلال السنوات الخمس الماضية، وتحملت الخزينة خلال هذه الفترة كلف تأمين الغذاء والمسكن والتعليم.

وأضافت وهبة، لوكالة الأنباء الأردنية، أن هناك نحو 143 ألف طالب سوري يتلقون تعليمهم في المدارس الأردنية، الأمر الذي أجهد النظام التعليمي في بلد صغير كالأردن، موضحة أن الأردن ينفق أكثر من 90 مليون دولار سنويًا على تعليم اللاجئين السوريين، وهو مبلغ يعادل نحو 7% من ميزانية وزارة التعليم.

وبينت أن هناك 600 مدرسة حكومية في الأردن تعمل الآن بنظام الفترتين، ويبلغ متوسط عدد الطلاب في صفوف هذه المدارس 40 طالبًا، أي أكثر من 50% من المعدل الوطني لاستيعاب الغرف الصفية، مشيرة إلى أن الميزانيات الضعيفة تجبر المسؤولين على تأجيل الإصلاحات العاجلة.

وأوضحت وهبة أن التعليم أمر حيوي لمستقبل الأردن، وهو هدف التعادل الكبير، ويعد التلاميذ من جميع الخلفيات ومستويات الدخل على الاستعداد لمستقبل في عالم سريع التغير، ويساعد في بناء التماسك الاجتماعي ويعزز الاستقرار، ويوفر لكل من الطلاب الأردنيين والسوريين أساسًا لبناء حياتهم.

وأشارت إلى أن مؤسسة التمويل الدولية، ستقدم المساعدة للحكومة الأردنية لإعادة تنشيط نظامها التعليمي، حيث ستقدم الدعم الفني فيما يخص هيكلة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة الى دعم اصحاب القرار الحكومي أثناء تقديم عطاءات تنافسية شفافة، والمساعدة في ضمان أن يكون لدى العارض الفائز القدرة على تنفيذ مشروع بهذا الحجم.

وبينت وهبة أن وزارة التربية والتعليم الأردنية تستهدف بناء 600 مدرسة جديدة على مدار العقد المقبل بدعم من القطاع الخاص لأول مرة، موضحة أن هذا النوع من الشراكة بين القطاعين العام والخاص هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأوضحت أن الشركات الخاصة ستقوم بتمويل وبناء وتشغيل وصيانة هذه المدارس قبل أن تنتقل ملكيتها في نهاية المطاف إلى الحكومة، مبينة أن قيام القطاع الخاص بتمويل بناء المدارس سيقلل العبء المالي على الدولة، ويسمح للحكومة بتخصيص المزيد من الأموال لمجالات ذات أولوية.

وبينت أن الحكومة ستمنح عقودًا لبناء 15 مدرسة ابتدائية وثانوية في عمّان والزرقاء وإربد العام المقبل، حيث ستوفر هذه المدارس التعليم لنحو 15 ألف طالب أردني، و 20 ألف لاجئ سوري.

وأكدت وهبة، أن هذا المشروع سيضخ 30- 40 مليون دولار من القطاع الخاص في نظام التعليم في الأردن، وسيقلل من اكتظاظ الفصول الدراسية، وسييسر مهمة التعلم على الطلاب، وسينهي العمل بنظام الفترات في العديد من المدارس.

بترا