قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الثلاثاء، إن الدعم الدولي الذي يتلقاه الأردن لتلبية احتياجات استضافة اللاجئين السوريين "ليس كافيا، ويتناقص بدرجة جعلته لا يلبي جزءا بسيطا من الكلفة التي تتحملها المملكة". 

وأضاف خلال مؤتمر حول اللاجئين نظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك أن قيام الأردن بما هو صحيح تجاه اللاجئين السوريين "يستوجب أن يقوم المجتمع الدولي بما هو صحيح أيضا، وأن يسهم بشكل كاف في مساعدة المملكة على تحمل عبء اللجوء ومواجهة انعكاساته التي شكلت كلفة عالية وضغوطا كبيرة على قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية وسوق العمل وغيرها".

ونوه إلى أن الأردن "استقبل اللاجئين السوريين ضيوفا في المملكة، وقدم لهم كل ما يستطيع من خدمات ورعاية انسجاما مع إرثه ومع قيم الأردنيين وعاداتهم في تكريم من يلجأ إليهم" والوقوف إلى جانبهم.

"الأردن يتحمل عبء اللجوء نيابة عن المجتمع الدولي الذي يجب أن يقوم بدوره في توفير العيش الكريم والرعاية للاجئين الذين يجب أن لا ينسى أنهم ضحايا حرب يجب أن تنتهي"، وفق الصفدي، الذي شكر الاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مساعدة الأردن على مواجهة أزمة اللجوء.

الصفدي شدد على ضرورة بذل كل جهد ممكن للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وإنهاء ما تسبب من معاناة وخراب ودمار.  وقال إن الحل للأزمة سياسي يجب أن يقبله السوريون، ويحفظ وحدة سوريا واستقرارها ويعيد لها أمنها ويحقق المصالحة الوطنية ويتيح ظروف العودة الطوعية للاجئين إلى وطنهم. 

وشارك الصفدي في اجتماع تشاوري للدول المجاورة لسوريا المستضيفة للاجئين حضره وزراء خارجية تركيا ولبنان والعراق بحث تطورات أزمة اللجوء وسبل التعامل معها وآفاق عودة اللاجئين الطوعية إلى سوريا.  

الوزراء أجمعوا على ضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الدول المستضيفة للاجئين، وبحثوا ظروف العودة الطوعية لهم. 

الصفدي أكد أن السوريين هم "ضيوف ... يشجع الأردن عودتهم الطوعية إلى بلدهم ومستمر في تقديم كل ما يستطيع من رعاية لهم إلى حين عودتهم إلى وطنهم".  

واتفق الوزراء على استمرار التنسيق والتشاور حول مستجدات قضية اللاجئين من خلال اجتماعات ستعقد على مستوى كبار المسؤولين في الدول الأربعة، وبالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية باللاجئين. 

لقاءات ثنائية 

الصفدي عقد لقاءات ثنائية مع وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، والعراقي محمد علي الحكيم واللبناني جبران باسيل جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية. 

كما شارك الصفدي في اجتماع دعا له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وحضره وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، ركز على التوتر الذي تشهده منطقة الخليج العربي والهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين للنفط تابعين لشركة أرامكو في المملكة العربية السعودية. 

وشدد الصفدي خلال اللقاء على موقف المملكة في إدانة الهجوم ورفضه واعتباره "تصعيدا خطيرا" وأكد  وقوف المملكة إلى جانب المملكة العربية السعودية في أي إجراءات يتخذونها لحماية أمنهم واستقرارهم كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني. 

ودعا الصفدي إلى خفض التصعيد، ونزع فتيل أزمة ستكون إن تفجرت حربا كارثية على المنطقة برمتها من خلال الحوار وبما يضمن علاقات إقليمية قائمة على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. 

وتقدمت تطورات القضية الفلسطينية المحادثات التي أجراها الصفدي مع نظرائه على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

المملكة