قال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته في افتتاح القمة العربية التي بدأت أعمالها الأحد في تونس، إن القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات بلاده، كما رفض الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة.

وقال الملك سلمان الذي ترأس القمة العربية السابقة: "ستظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة، حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف: "نجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، ونؤكد أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا، ووحدتها وسيادتها ومنع التدخل الأجنبي".

وطالب بن عبد العزيز بوقف "الممارسات العدوانية" للحوثيين في اليمن، وقال إنها "تسببت في معاناة الشعب اليمني، وتهديد أمن واستقرار المنطقة". 

 وصرح بأن "السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات، ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم".

الملك سلمان قال، إن بلاده "تؤكد الحرص على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وتدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن ليبيا واستقرارها، والقضاء على الإرهاب الذي يهددها".

وشدد على أن السعودية تواصل دعمها لمحاربة الإرهاب والتطرف، لافتا إلى أن العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يؤكد أن الإرهاب لايرتبط بدين أو عرق أو وطن".

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يترأس القمة العربية في دورتها الحالية قال، إنه يجب "تسوية القضية الفلسطينية بناء على قرارات الشرعية الدولية".

وأضاف أن "الأمر يحتاج لتعزيز التعاون، والتصدي لكل ما من شأنه المساس بحقوق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والوضع التاريخي للقدس الشريف".

وتابع أن "المنطقة العربية تعيش قضايا لم تجد طريقها نحو التسوية (...)ومن غير المعقول أن تتصدر المنطقة العربية بؤر التوتر".

وقال السبسي "يجب مساعدة الشعب السوري على تجاوز محنته، وإيجاد حل سياسي يحفظ وحدة سوريا واستقلالها، ويحصن المنطقة العربية من التنظيمات الإرهابية".

كما أكد السبسي رفض سيادة إسرائيل على الجولان، حيث قال: "نجدد أن هذه أرض محتلة".

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال إن "الإعلان الأميركي مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة بل ولأسس النظام الدولي الراسخة، ويمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية.. إن الجولان أرض سورية محتلة..".

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب سواء في سوريا أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي ...".

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أشاد بدور الأوقاف الإسلامية الأردنية باعتبارها مسؤولة حصرياً على إدارة شؤون المسجد الأقصى، وقال "نجري اتصالات حثيثة ومتواصلة وعلى الصعد كافة (حول القدس)، وبالتنسيق المشترك مع جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وشريكنا في الدفاع عن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".

وأضاف "نعمل معاً وسوياً (فلسطين والأردن) لوقف هذه الهجمة الشرسة من قبل جماعات التطرف المحمية من الحكومة الاسرائيلية، والعودة لاحترام الوضع التاريخي القائم قبل 1967 التي تعمل دولة الاحتلال لتغييره لصالح مشروعها الاستعماري".

وأبدى عباس، عدم الاستطاعة لتحمل الوضع القائم أو التعايش معه، وقال "سنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية".

وأكد أن استمرار اسرائيل في سياساتها واجراءاتها لتدمير حل الدولتين، "جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها".

وأشار إلى أن مواصلة اسرائيل لسياساتها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له ان يكون لولا دعم الادارة الاميركية، خاصة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها اليها، وإزاحة ملفات الاستيطان، واللاجئين وأونروا من على الطاولة.

وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على عدم إمكانية قبول خطة سلام لا تحترم أسس ومرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية وصولاً إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحقيق الحرية والاستقلال.

وحذر من محاولات إسرائيل دفع بعض دول العالم لنقل سفارتها الى القدس.

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين فإن خيار السلام يجب أن "يكون عبر دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام والقدس عاصمة للدولتين".

وطالب غوتيريش بدعم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي أوقفت الولايات المتحدة دعمها عنها في 2018.

وأضاف "يجب مواصلة العمل لدعم الشعب السوري بما يحفظ وحدته"، لافتا إلى أن الجولان أرض محتلة.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إن "الحل الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في حل الدولتين وهو الحل المستدام للقضية"، لافتة إلى أن "أي خطة مستقبلية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حل الدولتين والقدس عاصمة للدولتين".

وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي مستمر في عدم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل".

وترأس جلالة الملك عبد الله الثاني الوفد الأردني المشارك في القمة العربية لعام 2019.

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في مقدمة مستقبلي الملك، لدى وصوله السبت مطار  تونس قرطاج الدولي.

وجرت للملك مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني التونسي، واستعرض الملك والرئيس التونسي حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.

المملكة