قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن الحفاظ على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (أونروا) استثمار ضروري لبناء السلام والاستقرار اللذين ننشدهما جميعا.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الجلسة الخاصة التي عقدت بناء على طلب الأردن، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة الثلاثاء بحضور وزراء الخارجية العرب؛ لبحث سبل حشد الدعم السياسي والمالي لـ (أونروا).

واعتبر الصفدي أن للفشل في حماية الوكالة ودورها الكامل تبعات خطيرة على أمن المنطقة، خصوصا مع تعمق مشاعر الغضب واليأس وزيادة احتمالات تفجر الأوضاع جراء استمرار غياب آفاق إنهاء الاحتلال، وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة.

وأكد أن الأردن سيستمر بالعمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي لإسناد الوكالة سياسياً وماليا، وللتأكيد على أهمية استمرارها في القيام بدورها.

وقال الصفدي إننا نعمل معكم جميعاً لضمان أن يكون التصويت على تجديد ولايتها العام المقبل في الجمعية العامة وقفة دولية للتأكيد على أن للاجئين حقوقا حياتية وسياسية لامساومة فيها.

وعبر الصفدي عن شكر الأردن للدول العربية الشقيقة، على استجابتها لدعوته عقد جلسة خاصة؛ لبحث سبل حشد الدعم السياسي والمالي لوكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ولفت إلى أن الوكالة تواجه أزمة مالية حادة، تهدد قدرتها على الاستمرار في القيام بدورها وفق تكليفها الأممي، ويشكل هذا تحديا يتطلب جهودا استثنائية لمواجهته. وشدد الصفدي على أن الحفاظ على الـ "أونروا" ودورها مسؤولية قانونية وسياسية وأخلاقية إزاء أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.

ولفت إلى أن حماية (أونروا) يعني حماية حق 5 ملايين إنسان فلسطيني في العيش بكرامة ... وحماية حق أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني في التعليم، وملايين غيرهم في الخدمات الصحية والمعونات الإغاثية.

وأكد الصفدي على أهمية دعم أونروا، وعلى أن قضية اللاجئين قضية من قضايا الوضع النهائي، تحسم وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمها القرار 194، ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض.

وأوضح أن أونروا واجهت ضغوطات مالية في السابق، لكن الأزمة تفاقمت هذا العام نتيجة قرار الولايات المتحدة وقف دعمها للوكالة. وكان دعم واشنطن للأونروا في السابق يتجاوز 350 مليون دولار سنويا، أي نحو 40% من موازنة الوكالة. لكنها قدمت هذا العام 60 مليون دولار فقط، قبل أن تعلن أنها أوقفت دعمها بالكامل.

وقال الصفدي "لقد حاولت المملكة الأردنية الهاشمية، أكبر مستضيف وأكبر داعم للاجئين الفلسطينيين، إقناع الولايات المتحدة الإبقاء على الدعم وعرضنا التعاون معها على تحقيق توزيع أكثر عدالة للعبء ونظم الأردن بالتعاون مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والسويد والاتحاد الأوروبي مؤتمرا في روما في مارس الماضي لحشد الدعم للوكالة، ولبحث سبل التوافق على آلية مستدامة لتوفير احتياجاتها وبصورة تحقق مشاركة أوسع في تحمل الأعباء".

وبين أن المؤتمر نجح في الحصول على دعم مالي إضافي فاق 100 مليون دولار، واستجابت دول شقيقة وصديقة عدة لدعوات دعم الوكالة وبلغت قيمة الدعم الإضافي منذ ذاك أكثر من 200 مليون دولار؛ مما خفض العجز المالي لهذا العام من 417 مليونا إلى نحو 200 مليون دولار.

وأشار الصفدي إلى أنه وفي سعي للحصول على المزيد من الدعم، ستنظم المملكة بتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين، وبالتعاون مع السويد وألمانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وتركيا بصفتها الرئيس الحالي للجنة الاستشارية للوكالة، اجتماعا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر.

وأكد أن الاجتماع يستهدف تأكيد الدعم السياسي للوكالة ودورها وفق تكليفها الأممي، وإيجاد دعم إضافي بسد العجز في موازنة العام الحالي، وبحث سبل ضمان توفير الدعم للسنوات المقبلة وفق خطة مالية ومنهجية عمل فاعلة.

ورحب الصفدي بالدعم الصلب للوكالة الذي عبرت عنه أكثر دول المجتمع الدولي، ففي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن عن وقف تمويل الأونروا، لمسنا موقفا دوليا متنامياً.

وقال لا بد هنا من الإشارة إلى الجهد الكبير الذي بذله الأشقاء في مصر لحشد الدعم للوكالة وإلى الدعم الإضافي الذي قدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر (50 مليون دولار من كل منهم) والأشقاء في دولة الكويت مما أسهم بشكل كبير في تخفيض العجز لهذا العام.

وأضاف لقد فتحت أونروا مدارسها للعام الدراسي الحالي، لكن خطر إغلاق هذه المدارس هذا العام ،أو عدم فتحها العام المقبل قائم ما لم يتوافر التمويل المطلوب.

وأوضح الصفدي أن السؤال المطروح هو هل نضمن للأونروا ما تحتاج من إمكانات فتبقى مدارس غزة مفتوحة أمام أكثر من 260 ألف طفل لاجئ، أم نفشل في تلبية احتياجات الوكالة فيدفعهم بذلك العالم نحو المزيد من اليأس والقهر والحرمان.

وقال في رده على أسئلة الصحفيين، عقب انتهاء الجلسة، إن هناك 560 ألف طالب فلسطيني يبحثون عن حقهم في التعليم والخدمات الصحية مشيراً إلى أن حماية الأونروا هي حماية لحق الفلسطينيين في العيش بكرامة .

وأشار الصفدي إلى أن إستكمال دعم الأونروا، هو رسالة من المجتمع الدولي مفادها أنه مازال ملتزما بقضية اللاجئين والتوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين على أساس قرارت الشرعية الدولية وأبرزها القرار194ومبادرة السلام العربية.

وحذر من أن العجز المالي الذي يواجه وكالة الأونروا كبير جدا، مشيرا إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية تعمل مع عدد من الدول العربية بهدف دعم ميزانية الأونروا من أجل أن تستمر الوكالة في القيام بدورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

ولفت الصفدي إلى أن العجز المالي للوكالة كان في بداية العام الدراسي417 مليون دولار بسبب تراجع الولايات المتحدة عن دعمها وتقديمها 60 مليون دولار فقط مقابل 360 مليون دولار سابقا.

وأكد أنه تم الآن تخفيض العجز إلى نحو 200 مليون دولار؛ مما أدى إلى فتح مدارس أونروا في مناطق اللاجئين مع بداية العام الدراسي الحالي داعيا المجتمع إلى توفير بقية المبلغ لاستكمال الطلبة اللاجئين تعليمهم والحصول على خدمات الوكالة.

وتساءل الصفدي عن مصير 260 ألف طالب في غزة، هل يريد المجتمع الدولي إرسالهم إلى المدارس، أم إلى الصراعات والحروب، معتبرا أن هذا الأمر هو التحدي الأكبر دوليا، إذ إن خطورة ذلك ستعود على المنطقة بمزيد من الصراعات والدماء.

المملكة + بترا