أكد الديوان الملكي الهاشمي أن جلالة الملك عبدالله الثاني قرر إلغاء زيارته إلى رومانيا، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم الاثنين؛ وذلك نصرة لمدينة القدس في أعقاب تصريحات رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، الأحد، عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس.

وكانت أجندة الزيارة الملكية إلى رومانيا، والتي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، تشتمل لقاءات ثنائية للملك مع الرئيس الروماني، ومسؤولين في البرلمان، بالإضافة إلى مشاركة الملك في جولة من "اجتماعات العقبة" التي كان من المفترض أن تستضيفها رومانيا بالشراكة مع الأردن.

وكان من المقرر أن توقّع الحكومتان الأردنية والرومانية، على هامش الزيارة الملكية، اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج عمل في عدد من المجالات، بالإضافة إلى تنظيم ملتقى للأعمال يجمع ممثلين عن القطاع الخاص في البلدين.

والأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

وتلقى الملك الاثنين، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تم خلاله بحث التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين، وفقا لوكالة الأنباء الأردنية، بترا.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لمواقف الملك الراسخة تجاه القضية الفلسطينية والقدس، ولما يبذله من جهود كبيرة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في جميع المحافل الدولية.

 

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال الاثنين عبر حسابه على منصة تويتر: "كل الاحترام والتقدير لجلالة الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشرقية المحتلة، على موقفه الصارم من إعلان رئيسة وزراء رومانيا نية بلادها نقل سفارتهم الى القدس، بإلغاء زيارته الرسمية التي كانت مقررة اليوم الى بوخارست".

كما أعربت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان الاثنين، عن "تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته، للملك عبد الله الثاني على خطوته الهامة بإلغاء زيارته إلى رومانيا تعبيرا عن رفض الأردن لإعلان رئيسة وزراء رومانيا نيتها نقل سفارة بلادها إلى القدس، بشكل مخالف لقرارات الشرعية الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف من أحد...".

وقال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة عبر حسابه الموثق على منصة "تويتر" إن "القضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها وما موقف الملك بإلغاء زيارته لرومانيا إلا تجسيد لإقتران القول بالفعل وهي رسالة صريحة بأن القدس ليست للمساومة، وليدرك القريب والبعيد أننا خلف الملك وشعبه كله معه في الدفاع".

و قرر اقتصاديون أردنيون، الاثنين، إلغاء منتدى الأعمال الأردني والنشاطات واللقاءات المقرر إقامتها في العاصمة الرومانية بوخارست، احتجاجا على تصريحات دانسيلا.

القدس خط أحمر

خلال زيارة إلى الزرقاء الأربعاء الماضي، شدد الملك: "عمري ما رح أغير موقفي بالنسبة للقدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات".

وتابع: "بالنسبة لي القدس خط أحمر، وشعبي كله معي ... نحن كدولة أردنية هاشمية واجبنا أن نحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية."

وقال لا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن في هذا الموضوع، والجواب سيكون "كلا"، لأن كل الأردنيين في موضوع القدس يقفون معي صفا واحدا، وفي النهاية العرب والمسلمون سيقفون معنا.

وفي قمة طارئة عقدت في اسطنبول عقب نقل سفارة واشنطن إلى القدس، جدد الملك تأكيده ان "الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها".

وقال إن موقف الأردن الثابت هو "أن القدس الشرقية أرض محتلة وهي من قضايا الوضع النهائي يتحدد مصيرها بالتفاوض المباشر على أساس قرارات الشرعية الدولية".

قرار مرفوض دوليا

ويطالب الأردن بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، رافضا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس في نهاية 2017 وافتتاحها في مايو 2018، مع ذكرى "النكبة"، حين هٌجر فلسطينيون عام 1948 بالقوة من أراضيهم لإقامة إسرائيل.

قرار ترامب، المرفوض من قبل 128 دولة صوتت في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2017، استند على قانون أميركي صدر عام 1995 لاتخاذ هذه الخطوة، إلا ان رؤساء أميركيين أجلوا تنفيذها سعيا للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

التشريع الأميركي ينص على "الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، وسبقه "قانون أساس: القدس"، الذي أقرته إسرائيل في 1980 بهدف "تعزيز مكانة القدس كعاصمة دولة إسرائيل، ضمانها مدينة موحدة، نقل مؤسسات الدولة الرسمية اليها، إخضاع الأماكن المقدسة لجميع الأديان فيها تحت القانون الإسرائيلي".

المملكة + بترا