بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الاثنين مع وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات الإقليمية.
الصفدي قال في تصريحات صحفية عقب اجتماع، إن الأردن وتونس يشتركان في رؤيتهما للقضايا العربية المشتركة، بما فيها القضية الفلسطينية.
وأضاف أن "القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية والقضية الأولى. نؤكد أن موقفنا واحد وهو الموقف العربي الواحد، وحل القضية هو أساس الأمن والاستقرار في المنطقة ولا حل من دون تلبية المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحريه والدولة على خطوط 4 حزيران/تموز 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وجدد الصفدي التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تمثل طرحا شاملا يفضي إلى السلام الدائم الذي نريده جميعا.
"مستمرون بالتنسيق بهذا الموضوع باتصالاتنا مع المجتمع الدولي وندين بالمطلق كل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض وتغيير الوضع القائم وخصوصا المقدسات الإسلامية والمسيحية" بحسب الصفدي.
وأضاف أن جلالة الملك عبدالله الثاني، بصفته الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يبذل كل إمكانات وطاقات المملكة لأجل حمايتها.
أشار الصفدي إلى أن موقف الأردن وتونس موحد تجاه الأزمة السورية، مضيفا أن "الأزمة يجب أن تنتهي بحل سياسي يقبله جميع السوريين ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها".
وأكد الوزير على عمل الأردن وتونس بشكل مشترك لمواجهة الإرهاب، الذي "لا علاقة لهه بديننا وقيمنا ويشكل خطرا علينا جميعا".
من جهته أشاد الجهيناوي بحرص البلدين على المساهمة في دفع النزاعات في إطار جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
وقال: "قررنا للتواصل والتباحث حتى تكون تونس صوت العرب لدفع أجندة السلام في المنطقة ... وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعمل من أجل تمكين الشعب الفلسطيني أسوة بشعوب العالم من (إنشاء) دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وهو طلب جاء في مبادرة السلام العربية وفي قرارات الأمم المتحدة".
علاقات ثنائية
الصفدي أشار إلى أن عملية التنسيق بين الأردن وتونس مستمرة، وأن العلاقات الثنائية هي علاقات "متميزة وراسخة".
"تحدثنا بشكل موسع عن إيجاد الأطر التي تسمح للقطاع الخاص للبلدين بتفعيل التعاون فيما بينهم بما ينعكس إيجابا على الشعبين" وفق الصفدي.
وأضاف: "الأردن في منطقتة بوابة للشرق العربي، وبما يتمتع به من اتفاقيات تجارة حرة مع عديد من الدول مثل الولايات المتحدة وكندا قادر أن يكون منطلقا للأشقاء في تونس لبناء شراكة حقيقية مع نظرائهم في الأردن من أجل الاستفادة من هذه الفرص".
وأضاف أن موقع تونس وإطلالتها على القارة الإفريقية وقربها من أوروبا، يسمح للبلدين بالمزيد من التعاون.
"مجلس رجال الأعمال التقى في عمّان هذا العام، وتحدثنا عن إمكانية أن نبحث مع الزملاء المعنين فرص اجتماعات قطاعية لرجال الأعمال من أجل التركيز على مساحات تعاون محددة والانطلاق منها تجاه المزيد من التعاون".
الصفدي قال، إن الأردن يعتز بتجربة تونس في التحول الديمقراطي، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب تونس في الانتخابات المقبلة.
وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي قال إن الزيارة تأتي في إطار التواصل بين تونس والأردن، وهو تواصل مستمر تقريبا بدون انقطاع حول مسائل تهم البلدين.
وشكر الجهيناوي وقوف الأردن إلى جانب تونس التي تجسدت في الزيارات المتعددة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى تونس في شباط/فبراير الماضي، ثم في القمة العربية، وحرصه على أن يأتي شخصيا لحضور وأداء واجب العزاء برحيل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
"نحن مدينون لكم بذلك وهي رسالة محبة واعتراف للأردن ولكن أيضا نحن علاقاتنا السياسية متميزة وهناك تشابه أو تقريبا تطابق في وجهات النظر والتحاليل الأردنية التونسية حول مجمل القضايا التي تهم المنطقة"، وفق الجهيناوي.
وأضاف الوزير التونسي "هناك حرص تونسي أردني للمساهمة كل من جهته في دفع هذه النزاعات في إطار الجامعة العربية وفي إطار الأمم المتحدة، وتونس تتهيأ لاحتلال مكانها في مجلس الأمن ممثله للعالم العربي والوطن العربي بداية من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل 2020".
وقال "قررنا أن نتواصل للتباحث حول هذه المسائل والاستشارة المتبادلة حتى تكون تونس فعلا صوت العرب لدفع أجندة السلام في المنطقة بصفة خاصة، ولكن أيضا بدفع حل القضايا التي تهمنا، القضايا المصيرية، على رأسها بطبيعة الحال القضية الفلسطينية".
وأضاف الجهيناوي "هناك حرص مشترك حتى لا تبقى سوريا خارج الإطار العربي ونساهم في حلحلة وإيجاد حل يمكن الشعب السوري من استعادة استقراره واستعادة وحدته ورجوع سوريا كدولة مهمة على الساحة العربية".
وبخصوص الأزمة في ليبيا، قال "الوضع الذي يهم تونس مباشرة هو الوضع في ليبيا، التي تعرف اليوم أمام عيون العالم تقريباً حربا أهلية بين الأشقاء، وهناك العديد من القتلى يوميا، غدا الموضوع مطروح على المؤتمر الوزاري في الجامعة العربية، لا بد أن نتحرك أولا لوقف إطلاق النار في ليبيا، لا يمكن أبدا أن يستمر الاقتتال ونحن نشاهده بكل برودة دم، ووجدت كل التفاهم وكل الدعم من +الأردن+ في هذا المجال".
وفيما يتعلق باليمن، قال الجهيناوي "اليمن أيضاً موضوع آخر مهم لابد أن نركز عليه حتى نجد سياق يمكن الشعب اليمني من استعادة وحدته واستعادة أمنه، من الاهتمام أكثر بمستقبل شعبه في التنمية والاستقرار."
وأضاف، "أن اللقاء مهم أيضاً على المستوى الثنائي، تداولنا في مختلف الملفات الثنائية، أولا كيف ندفع بالتبادل التجاري بين البلدين وهذا التبادل ما زال محتشم رغم العزيمة السياسية والإرادة السياسية ورغم تميز العلاقات بين البلدين واتفقنا على بعض الخطوات العملية التي تمكن من رجال الاعمال من الالتقاء هنا في عمان في قطاعات ذات أولوية بالنسبة لتونس وبالنسبة للأردن، قطاعات يتمكن فيها رجال الأعمال من التقابل والتشارك في شراكه متكافئة لمصلحه البلدين تستهدف كما قلنا أسواق جديدة".
"الأردن لها مكانة في منطقتها ولها اتفاقيات تبادل حر مع دول مهمة مثل الولايات المتحدة وكندا، وتونس أيضا لها علاقات متميزة مع دول في جنوب الصحراء، ونحن كثفنا اتصالاتنا الثنائية وعززنا الإطار القانوني مع مختلف الجهات والمجموعات الإقليمية الإفريقية ونريد من رجال الأعمال الأردنيين أن يستغلوا هذه الإمكانية حتى نفتح لهم أبواب جديدة في منطقه غير منطقتهم، كما نبحث ونطمح أيضا أن تكون الأردن هي بوابة تونس لهذه الأسواق القريبة منها".
وأضاف "بطبيعة الحال نظرنا أيضا في كيفيه التعاون الأمني بين الأجهزة المختصة بين البلدين، ومع الأسف خطر الإرهاب ما زال محدق بنا في تونس لأننا نريد أن ننشئ ونرسي نظام ديمقراطي تقدمي عصري، وهؤلاء الإرهابيين يبحثون بكل الوسائل أن لا تنجح تونس في هذه المسيرة التي نتمنى أن تنجح، ونحن عازمون على ذلك، وان شاء الله الأسابيع المقبلة ستبين للتونسيين ولبقية العالم أن تونس متقدمه في سبيل تعزيز مسارها الديمقراطي".
المملكة