قال برنامج الغذاء العالمي الجمعة، إن الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري تمكنا الخميس من تسليم مساعدات إنسانية لأكثر من 40 ألف نازح في مخيم الركبان الواقع جنوب شرق سوريا، على الحدود مع الأردن.

وأضاف البرنامج في بيان إن "هذه هي المرة الثانية التي تتمكن فيها الأمم المتحدة من الوصول إلى الركبان عبر سوريا، حيث أدت أشهر الشتاء الباردة إلى تفاقم الوضع المزري".

منظمة الأمم المتحدة "يونيسف" قالت في بيان آخر إن " العاملين الصحييين المدعومين من يونيسف تمكنوا من تلقيح آلاف الأطفال".

سجاد مالك، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا قال، إن "هذه القافلة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة والجمعية العربية السورية للهلال الأحمر تساعد في إنقاذ النازحين في الركبان، وكثير منهم من النساء والأطفال الذين تقطعت بهم السبل في الصحراء في ظروف قاسية للغاية منذ سنوات، وسمحت بالاستماع لمطالب النازحين".

وأضاف أن "نازحين تحدثوا عن صعوبة وصول الخدمات الأساسية إلى المخيم، إذ إن هناك شحاً في المياه وسلعاً محدودة ومكلفة لغالبية قاطني المخيم، كما أن النساء والفتيات يواجهن مخاطر متعلقة بالاعتداء الجنسي والزواج المبكر".

وقال عبد الله (11 عاما) الذي يعيش في المخيم "جئنا إلى هنا للحصول على اللقاح ، ونأمل ألا تتوقف المساعدات (...) في الخارج لا يوجد سوى الطين والغبار، ولا يوجد طعام".

وقال البرنامج إن "فرق الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وزعت حصة غذائية مدتها شهر واحد على أكثر من 8300 عائلة، بالإضافة إلى مواد الإيواء، ومواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك البطانيات وحصائر النوم، وحاويات المياه".

كما "تم توزيع نحو 10 آلاف من المستلزمات للنساء والفتيات، في حين تم توفير إمدادات غذائية للأطفال الصغار، وتم توفير الأدوية والمعدات الأساسية وتطعيم آلاف الأطفال".

إن "عدم إمكانية الوصول إلى التعليم مصدر قلق رئيسي في مخيم الركبان ؛لذا شملت قافلة المساعدات إمدادات تعليمية تغطي احتياجات 8 آلاف طفل بالإضافة إلى مواد ترفيهية للأطفال"، وفق البيان الصادر عن البرنامج.

كما عملت "فرق من الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري على مراقبة التوزيع لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين، وأجرت تقييما للاحتياجات (...)". 

وقال ممثل يونيسف في سوريا، فران إكيثا إن حوالي"3 آلاف طفل في مخيم الركبان حُرموا من دخول المدرسة بسبب اكتظاظ صفوف الدراسة ونقص المعلمين المؤهلين والظروف المالية الصعبة، ومحدودية فرص الحصول على دخل، كما أن معظم العائلات لا تستطيع تحمّل أعباء الرسوم المدرسية الشهرية، والتي تبلغ 2000 ليرة سورية (3.5 دولار)".

وتطالب الأمم المتحدة بحل طويل الأمد لمخيم الركبان بما يسمح بعودة النازحين إلى منازلهم أو إلى أماكن يختارونها ويعيشون فيها بأمان، لافتة إلى الحاجة المستمرة لوصول المساعدات إلى المخيم، واتخاذ خطوات فورية لتحسين خدمات العلاج الطبي في المكان.

ويفيد البيان بأن "عملية تقديم المعونات الأخيرة واسعة النطاق استغرقت 9 أيام، وتعد الأكبر على الإطلاق فيما يتعلق بمساعدات الأمم المتحدة في سوريا، إذ تتألف من 133 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة، وشارك فيها أكثر من 300 موظف ومتطوع ومزودين تجاريين"

وأضاف "استغرق الأمر أكثر من شهرين من الدعوة والتفاوض مع جميع الأطراف لضمان الوصول الآمن إلى المخيم".

المملكة