قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الجمعة، إن هناك تنسيقاً ثلاثياً بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأميركية لتفكيك مخيم الركبان للنازحين السوريين في الداخل السوري، وقرب الحدود الأردنية.

وفي مخيم الركبان حوالي 50- 60 ألف نازح سوري على أرض سورية، يضيف الصفدي.

ويرى الصفدي أن "حل مشكلة مخيم الركبان الوحيد، هو تأمين عودة قاطني التجمع إلى بلداتهم وقراهم"، لافتا إلى أن الأردن "يتطلع للتعاون مع روسيا لإيجاد آلية تسمح بتحقيق ذلك".

وأوضح أن "الأردن سمح بدخول المساعدات عبر أراضيه لنازحي الركبان حين لم يكن هناك خيارات متاحة، لكن الآن هناك خيار آخر متاح من عدة جهات تحديدا من الداخل السوري".

وأضاف "حل المشكلة الأساسي لمخيم الركبان الذي سنعمل مع روسيا والولايات المتحدة عبر آلية التنسيق الثلاثية هو فكفكة المخيم، وإعادة قاطنيه إلى بلداتهم بشكل آمن".

"هدف الأردن هو التوصل إلى حل سياسي في سوريا ينهي الكارثة التي أدت إلى قتل ودمار، وإنهاء الأزمة السورية، وتطبيق هذا الهدف يتطلب تنسيقا مع روسيا"، يقول الصفدي.

وتابع "نحن منخرطون في جهود مستمرة سواء مع أصدقائنا الروس، أو مع أصدقائنا في المجتمع الدولي، وصولا إلى حل يحفظ أمن سوريا واستقلالها ويعيد لها عافيتها ودورها في تعزيز استقرار المنطقة، ودورها المهم في منظومة العمل العربي المشترك".

وأضاف الصفدي أنه "لا بد من دور عربي إيجابي في الجهود المستهدفة لإيجاد حل لهذه الكارثة  التي سببت قتلا ودمارا يجب أن يتوقف بشكل فوري".

وقال الوزير الصفدي، إن "روسيا شريك أساسي في جهود التوصل إلى حل للأزمة السورية، وللأردن وروسيا تجربة ناجحة جدا في محاولة التقدم نحو حل لهذه الأزمة، إذ أنتجت الشراكة بين البلدين منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا، كما أنتجت أفضل وقف لإطلاق النار".

وأضاف: "تمكنا من العمل معا من الحؤول دون كارثة في الجنوب الغربي لسوريا عندما عادت القوات الحكومية السورية للجنوب عبر اتفاقيات مصالحة أدت إلى أقل حجم من الخسائر، وحمت آلاف الأرواح، وحالت دون تهجير مئات الألوف من السوريين".

"في الأردن مليون و300 ألف لاجئ سوري، بينهم حوالي 670 ألفا مسجلون لدى الأمم المتحدة، والأردن مستمر في تقديم كل ما يستطيع تقديمه لضمان حياة كريمة للاجئين، وفي نفس الوقت تشجيعهم على العودة الطوعية"، وفق الصفدي.

ولفت الصفدي إلى أن "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش" هزم لكنه لم يدمر، فتدميره يحتاج إلى تدمير بيئة اليأس التي يعتاش عليها.

 كما تحدث الجانبان عن القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل لها.

وقال الصفدي إن "القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي القضية الأساس"، وأضاف "موقفنا الثابت والدائم أن لا أمن ولا استقرار ولا سلام شاملين في المنطقة من دون حل هذا الصراع على الأسس التي تنصف الشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين".

"نشترك مع روسيا في القلق من غياب أفق لحل القضية الفلسطينية، كما أنه من الضروري إطلاق مفاوضات جدية وفاعلة تكسر الجمود في العملية السلمية، الذي لن يكون مقبولا إلا إذا لبى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967"، بحسب الصفدي.

من جانبه قال لافروف "ناقشنا اليوم القضية السورية، وأزمة اللاجئين وكيف يمكن التعامل معها، وكذلك الركبان، حيث إن اللاجئين السوريين في هذا المخيم لا يستطيعون الحصول على المساعدات الإنسانية".

وأضاف: "اتفقنا أن نواصل النقاش في هذا الموضوع في إطار اللجنة المشتركة لروسيا والأردن في عمّان، وكذلك بمشاركة في بعض الأحيان مع ممثلين من الأمم المتحدة و الولايات المتحدة".

وحول القضية الفلسطينية، قال لافروف إن "موقف روسيا إزاء هذه القضية واضح، حيث من الضروري أن يباشر الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الحوار المباشر بين الطرفين".

واقترح لافروف أن تجري مثل هذه المباحثات في روسيا "بدون شروط مسبقة"، مشيرا إلى ضرورة المساعدة الدولية، والجهود المشتركة من قبل المجتمع الدولي للحفاظ على مرجعية دولية لقضية الشرق الأوسط، وفي إطار الرباعية الدولية والأمم المتحدة وغيرها".

وأكد لافروف والصفدي على قوة العلاقات بين الأردن وروسيا وتطورها باستمرار.

المملكة