دخل اتفاق التهدئة حيز التنفيذ صباح الخميس في قطاع غزة، بعد يومين من العدوان الإسرائيلي على القطاع، أسفر عن استشهاد 34 فلسطينيا وجرح أكثر من 100 آخرين.

وبدأت الحياة في غزة "تعود إلى طبيعتها تدريجيا عقب إعلان تهدئة توصلت اليها بين الفصائل الفلسطينة مع الجانب الإسرائيلي بوساطة مصرية وأممية بدأت فجر اليوم"، وفق مراسل "المملكة".

وقال مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي لوكالة فرانس برس: "تم التوصل لاتفاق تهدئة بعدما وافقت الحركة على مقترح مصري بهذا الشأن، وذلك بعدما أبلغنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة".

وأفاد مسؤول مصري لفرانس برس أن التهدئة "دخلت حيز التنفيذ في الخامسة والنصف من صباح اليوم الخميس".

وأضاف المسؤول أن إعلان التهدئة جاء "في ضوء موافقة الفصائل الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي على مقترح مصري بالوقف الفوري لإطلاق النار والحفاظ على سلمية مسيرات العودة، وموافقة إسرائيل على مقترح مصري أيضا بالوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الاغتيالات، وكذلك وقف إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة".

وأضاف "تم الاتفاق على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 5,30 بالتوقيت المحلي اليوم الخميس".

واستشهد 8 فلسطينيين بينهم طفلان، وأصيب آخرون، فجر الخميس، في غارة جديدة نفذتها طائرة (F16) استهدفت منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"  استهدفت طائرة (F16) إسرائيلية منزلا في دير البلح بصاروخ، مما أدى لاستشهاد 8 فلسطينيين. في حين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات قتلت رسمي أبو ملحوس القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وقائد الوحدة الصاروخية في لواء الوسطى في الحركة في الغارة على دير البلح. 

وارتفع بذلك عدد الشهداء منذ الثلاثاء إلى 34 شهيدا، ونحو 111 مصابا، بينهم إصابات خطيرة. بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

انقطاع الكهرباء

تسبب القصف الجوي الإسرائيلي، الخميس، على المناطق الشرقية لمدينة غزة في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من القطاع المحاصر.

واستشهد 16 فلسطينياً، وأصيب آخرون، الأربعاء، في تجدد قصف إسرائيلي على مبان سكنية ومواقع وأراض زراعية في قطاع غزة.

وقالت الوزارة إنّ من بين الشهداء 3 أطفال وسيدة، وأصيب أكثر من 85، بينهم 31 طفلاً، و14 سيدة.

حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، نقلت لإسرائيل شروطا لهدنة في قطاع غزة بوساطة مصرية، قائلة، إنه "إذا لم تلب هذه الشروط فإنها ستواصل الهجمات عبر الحدود إلى ما لا نهاية".

وشملت الشروط التي حددها القيادي في الحركة زياد النخالة وقف اغتيال النشطاء والمتظاهرين على حدود غزة، واتخاذ إجراءات لرفع الحصار عن القطاع.

وقال النخالة: "نحن نطلب طلبات محدودة. لا عودة لاتفاقات سابقة. نحن نحل مشاكل اليوم ... يوجد تفاهمات في القاهرة حول كسر الحصار عن قطاع غزة، هذه التفاهمات نحن أدرجناها لتلزم إسرائيل من ضمنها عدم استخدام الرصاص الحي ضد مسيرات العودة".

وأضاف أنه يتوقع أن يسمع رد إسرائيل عبر القاهرة خلال ساعات. وأضاف أنه إذا لم يجر الاتفاق على هدنة "فنحن مستمرون في القتال حتى أمد مفتوح".

وزارة الصحة، أشارت إلى وصول جثامين 3 شهداء إلى مجمع الشفاء الطبي، وجثمان شهيد آخر إلى مستشفى القدس جراء التصعيد الإسرائيلي وسط غزة، وشهيدين إلى مستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس وشهيدين إلى مستشفى النجار، وذكر مراسل "المملكة" أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف دراجة نارية شرق مدينة غزة.

وأوضح مراسل "المملكة" أن طيران الاحتلال الإسرائيلي قصف موقعين مختلفين، الأول شرق مدينة غزة حيث تم استهداف مواطنين شرق المدينة ليستشهد 3 منهم، وفي الموقع الآخر استهدف الطيران دراجة نارية لرجل ونجله؛ مما أدى إلى استشهاد أحدهما.

وأشار المراسل إلى وجود محاولات من قبل الفصائل الفلسطينية لإطلاق قذائف محلية الصنع باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إنه نفذ "موجة واسعة" من الضربات الجوية ضد أهداف تتبع حركة الجهاد الإسلامي، من ضمنها قطع بحرية تتبع الحركة الفلسطينية.

وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، قالت، إن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة فلسطينيين جنوب شرق القطاع، مما أدى إلى استشهاد علاء اشتيوي (32 عاما)، ونقل جثمانه إلى مجمع فلسطين الطبي، فيما أعلنت مصادر طبية، استشهاد خالد عوض فراج (38 عاما)، في قصف استهدف أرضا زراعية في منطقة المغراقة جنوب غزة.

"طائرة حربية إسرائيلية من نوع "إف16" قصفت بصاروخ واحد موقعاً في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب غزة، مما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه، وتصاعد الدخان من المكان، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة في منازل مجاورة"، وفق "وفا".

وأضافت أن طائرة حربية قصفت أرضاً زراعية بصاروخ واحد شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، وأحدثت حفرة عميقة في المكان، إضافة إلى إلحاق أضرار في ممتلكات قريبة من الاستهداف.

واستشهد في اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، 10 فلسطينيين، بينهم قائد عسكري بارز في حركة الجهاد الإسلامي وزوجته، وأصيب 45 آخرون بجروح مختلفة، وألحق دمارا وخرابا في منازل وشقق سكنية.

والشهداء هم: بهاء سليم حسن أبو العطا (42 عاماً)، وزوجته أسماء محمد حسن أبو العطا (39 عاماً)، ومحمد عطية مصلح حمودة (20 عاماً)، وزكي عدنان محمد غنامة(25 عاماً)، وإبراهيم أحمد عبد اللطيف الضابوس(26 عاماً)، وعبد الله عوض ساكب البلبيسي(26عاماً)، وعبد السلام رمضان أحمد أحمد(28 عاماً)، ووائل عبد العزيز عبد الله عبد النبي(43 عاماً)، وراني فايز رجب أبو النصر(35 عاماً)، وجهاد أيمن أحمد أبو خاطر(22 عاماً).

وفي دمشق، استشهد شخصان، بينهما ابن قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في قصف إسرائيلي على العاصمة السورية، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، والحركة الفلسطينية.

مراسل قناة "المملكة" في غزة قال، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات جوية ضد منزل شرق قطاع غزة أدت إلى استشهاد القائد الميداني، وزوجته، فيما علقت الدراسة في مدارس وجامعات غزة.

وأضاف أن الطيران الإسرائيلي أغار على موقع في شرق محافظة خانيوس، من دون معلومات عن وقوع إصابات.

وذكر أن غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية أكدت في بيان أنها في "حالة انعقاد دائم للرد على جرائم الاحتلال في غزة ودمشق".

دعوة إلى تدخل دولي فوري

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مساء الثلاثاء، إلى تدخل دولي فوري لوقف "العدوان الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة.

وقال اشتية في بيان أصدره مكتبه: "يجب على إسرائيل وقف جرائمها ضد المدنيين فورا، وندعو الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتوفير الحماية لأبناء شعبنا من انتهاكات الاحتلال سواء في غزة أو الضفة".

وأضاف أن "الرئيس (محمود عباس) والحكومة يجريان اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لمنع العدوان من التدحرج"، وشدد على أنه "لا يجب السماح للمتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية باستخدام الدم الفلسطيني كورقة انتخابية".

المملكة + رويترز +أ ف ب + وفا