قال مدير مركز عمليات وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سفيان القضاة صباح السبت، إن عدد الشهداء الأردنيين في الاعتداء الإرهابي في نيوزيلندا ارتفع إلى 4 بعد وفاة مصابين اثنين، في حين بلغ عدد المواطنين المصابين في الهجوم الإرهابي 5 أشخاص. 

القضاة أكد أن مدير إدارة الشؤون القنصلية في الوزارة عاهد سويدات غادر إلى نيوزيلندا لمتابعة التنسيق مع السلطات هناك، وللتأكد من تلقي المصابين الرعاية الصحية، والوقوف على مجريات التحقيق والتواصل بشكل مباشر مع الجهات الرسمية، وتزويد وزارة الخارجية بالتفاصيل.

"يوجد فريق عمل برئاسة سفير للتواصل مع ذوي المصابين والشهداء، حيث يجري استقبال أهالي الشهداء والمصابين لتسهيل عملية سفرهم وحصولهم على تأشيرة دخول إلى نيوزيلندا" حسبما قال القضاة لـ "المملكة".

وأضاف القضاة في بيان أن الفريق كُلّف بجمع معلومات عن الشهداء والمصابين والتواصل مع ذويهم، وتسهيل سفر الراغبين منهم إلى نيوزيلندا، وكذلك متابعة نقل جثامين الشهداء إلى المملكة.

"استقبلنا صورا عن جوازات سفر عدد لا بأس به ممن يرغبون بالالتحاق بالمصابين لمتابعة علاجهم، وأرسلنا جوازات السفر إلى السفارة الأردنية في أنقرة"، حسبما قال ل"المملكة"، دون أن يحدد عدد جوازات السفر التي وصلت وزارة الخارجية لأخذ التأشيرة اللازمة.

وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات قالت لـ "المملكة" الجمعة إن "الحكومة تتابع تطورات العملية، وهناك غرفة عمليات مفتوحة لتقديم الدعم والمساندة لكل أردني موجود هناك".

وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أدان في وقت سابق الجمعة الهجوم الإرهابي الوحشي على مسجدين في نيوزيلندا.

الصفدي قال على تويتر، إن وزارة الخارجية تتواصل مع السلطات في نيوزيلندا ... لضمان تقديم كل الإسناد لمواطنينا".

قتل مسلح واحد على الأقل 49 شخصا، وأصاب أكثر من 20 بجروح بالغة خلال صلاة الجمعة في مسجدين في نيوزيلندا في أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ البلاد الذي وصفته رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بأنه عمل إرهابي. 

جلالة الملك عبدالله الثاني نعى، الجمعة، ضحايا "المذبحة البشعة التي استهدفت مصلين يؤدون عباداتهم آمنين"، كما قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله إن "الإرهاب لا دين له ولا حجة".

القضاة قال في حديث لـ "المملكة" إنه "تم التواصل مع أهالي المصابين والشهيد مباشرة ... الأمور ليست واضحة على أرض الواقع في موقع الحادثة".

"نرفض الهجوم الإرهابي على المصلين الأبرياء في المسجد"، وفق القضاة، الذي قال، إن الوزارة تبلغت منذ الصباح الباكر بالهجوم، وتم بناء على ذلك تشكيل خلية أزمة داخل مركز الوزارة.

القضاة أضاف أن الوزارة قامت بإيفاد موظف من سفارة الأردن في أستراليا إلى نيوزيلندا لمتابعة الأحداث، مضيفا أنه بدأت اتصالات مع الجانب النيوزيلندي والتحقيقات جارية من قبل السلطات المسؤولة.

"نتعامل مع المعلومات التي تردنا بدقة، حيث إن هناك شُحا في المعلومات من الجانب النيوزيلندي؛ لأنها قيد العمل" بحسب القضاة.

"نتابع مع أبناء الجالية في المستشفيات لحصر الأعداد، ونتأكد أنهم يتلقون الإسعافات المناسبة"، حسبما قال المسؤول الحكومي، الذي بين أن الجالية الأردنية في نيوزيلندا تقدر بـ 2800 إلى 3000 شخص.

صبري ضراغمة، وهو شقيق أحد المصابين في الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، قال لـ "المملكة" إن أخاه وسيم أصيب بأربع رصاصات، وإنه أخرج من غرفة العمليات وحالته مستقرة.

وأضاف أن ابنة أخيه، 5 سنوات، أصيبت بثلاث رصاصات، ووضعها "حرج جدا".

وفي منشور سابق على تويتر، الصفدي أدان بأقسى العبارات "الجريمة الإرهابية الهمجية الجبانة التي استهدفت الأبرياء" في مسجدين في نيوزيلندا.

وأضاف على حسابه الموثق على "تويتر" أن "تكاتف الجهود لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله ضرورة لحماية أمننا وقيمنا الإنسانية المشتركة".

واستنكر الأردن "المذبحة الإرهابيّة" التي وقعت الجمعة، في نيوزيلندا، إثر قيام مسلّح بإطلاق النّار على مصلّين في مسجدين خلال صلاة الجمعة.

وأكّدت غنيمات موقف الأردن الرافض للإرهاب والاعتداء على الآمنين ودور العبادة، والاستهداف الغاشم والمتكرّر للأبرياء الذي يُعدُّ من أبشع صور الإرهاب.

وأكّدت غنيمات أنّ هذه الحوادث الإرهابيّة البشعة تتطلّب العمل وفق منهج تشاركي دولي تتضافر من خلاله الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله، أمنيّاً وفكريّاً.

وأعربت عن تعازي الحكومة الأردنيّة لضحايا المذبحة الإرهابيّة، وأمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

واستنكر مجلس النواب الجريمة، وقال في بيان، إن الشهداء الذين سقطوا بحادثة إطلاق النار عليهم بشكل وحشي، هم ضحايا عمل إرهابي جبان، وإن ما جرى يدلل على أولوية استمرار جهود مكافحة الإرهاب فكريا، في وقت تشير تلك العمليات الآثمة أنه لا يمكن ربطها بالأديان.

وقال المجلس إن مستوى الكراهية والتعبئة التي يمارسها بعضهم بحق الأديان لم يعد مقبولاً.

وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبدالناصر أبو البصل وصف الهجوم على مصلين وإطلاق نار عليهم في مسجدين في نيوزيلندا بالعمل "الإرهابي والجبان".

"الاعتداء على دور العبادة وقتل من فيها مخالف لكل الشرائع السماوية، ومحرم في الإسلام"، حسبما قال أبو البصل لـ "المملكة".

وأضاف أن "الأصل في الدماء أنها معصومة، والأصل في النفوس أنها محفوظة مكرمة، وإن قتل نفس بريئة واحدة كقتل الناس جميعاً".

"آفة الاعتداء على دور العبادة من مساجد وكنائس من شأنها أن تؤجج مشاعر الشعوب، وتستهدف تقويض المجتمعات الآمنة، وإن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة تستوجب علينا الوقوف في وجهها صفاً واحداً"، أضاف الوزير.

ودعا إلى الالتزام بما جاء في رسالة عمّان التي تدعو  إلى حماية دور العبادة من الاعتداءات وانتهاك حرمتها من الإرهابيين أو المتطرفين، حيث إن الاعتداء على المقدسات والمساجد ودور العبادة أمر مرفوض، ويجب على المجتمع العالمي التكاتف لرفضه وللعمل على حماية دور العبادة. 

"نحن واثقون بأن المسلمين في نيوزيلندا على قدر كبير من الوعي بمثل مقاصد هذه الأعمال وهم قادرون على تفويت الفرصة على الإرهاب"، وفق أبو البصل.

قاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونة أدان "الاعتداء الإجرامي" والفعل الإرهابي القبيح الذي استهدف الآمنين أثناء صلاتهم، واصفا الهجوم بأنه انتهاك حرمة الإنسان وقدسية بيوت العبادة.

وأكد الخصاونة أن هذه الجريمة المستنكرة لتؤكد أن التطرف والإرهاب لا دين له ولا هوية، كما تؤكد خطورة هذا الفكر الذي يؤسس لإشاعة الفتنة والخوف وزعزعة الاستقرار والسلم العالميين، داعيا الدول إلى القيام بوقفة جادة للرقابة على هذا الفكر وانتشاره ومحاربة حواضنه أيا كانت مصادره.

دائرة الإفتاء العام أدانت "الحادث الإرهابي الغاشم" الذي تعرض له المصلون في مسجدين في نيوزيلندا، وذهب ضحيته عشرات المصلين.

وقال مفتي عام المملكة محمد الخلايلة في البيان، إن الإرهاب والتطرف لا دين لهما،  واستنكر كل عمل من شأنه أن ينشر الكراهية، ويحث على القتل وسفك الدماء.

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته كافة إزاء تنامي ظاهرة العنف ضد المسلمين، والتأكيد على حرية العبادة للمسلمين وغيرهم.

مجلس رؤساء الكنائس في الأردن استنكر الجريمة الإرهابية التي طالت المصلين الأبرياء بمسجدين في نيوزيلندا.

وقال رئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في بيان صحفي الجمعة، إن "هذا العمل يحمل في مضمونه وظاهره كل أشكال الإجرام والكراهية، وهو حدث مريع ومؤسف جدا".

وقال: "إننا كرؤساء للكنائس الأردنية (الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية) ننظر إلى ما حدث على أنه ضربة قاسية للإنسانية جمعاء، وعمل إجرامي ينم عن وحشية، ولا يمت لأي دين سماوي بصلة".

المملكة