أطلقت الأمم المتحدة الاثنين استراتيجية "شباب 2030" لدعم وتمكين الشباب، من خلال توحيد وحشد جهود الدول الأعضاء والقطاع الخاص والمجتمع المدني للاستثمار في الشباب وإشراكهم في جهود التنمية.

وشاركت الطبيبة الأردنية الشابة حديثة التخرج بتول الوهداني في الحدث متحدثةً نيابة عن شباب العالم، والتي قالت إنها تود أن ترى هذه الاستراتيجية تتحقق ولكن بدون نسيان "الشباب خارج الأنظمة الدولية والحكومات، الذين لا يعيرهم أحد انتباهاً، الشباب المهاجرون واللاجئون، الذين يعانون من العنف والفقر والنسيان".

وتساءلت الوهداني التي ترأس الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب الذي يضم 1.3 مليون طالب وطالبة طب من 127 دولة حول العالم، إذا كان من الممكن تغيير العالم، وإنهاء الحروب والقضاء على الفقر وشفاء كل الأمراض.

"قبل أن أخلد إلى لنوم أغلق عيني وأحلم بمستقبلي، في اليوم التالي أصحو وأتعلم وأخطط وأفكر خارج الصندوق لحل المشكلات من حولي. أتناقش مع زملائي حول كون بعض السياسات غير مبررة وغير عادلة، وكيف يمكننا التعامل معها".

وتابعت بقولها إن كونها شابة يضع على عاتقها مسؤوليات أخلاقية تجاه مجتمعها وبلدها والعالم، وأهم من ذلك جيل الشباب، مؤكدةً أنها وجيلها لديهم القدرة على إحداث تغيير جوهري وإثبات مكانهم على في المحافل الدولية بين زعماء العالم.

ودعت الوهداني الشباب إلى تسخير الطاقات والتقنيات لخلق فرص عمل وغلق الفجوة في التعليم، وحل المشكلات التي تواجههم والتصدي لخروقات حقوق الإنسان.

"نعلم أن لدينا الحق في القيادة، ليس اليوم أو غداً فقط، ولكن في كل لحظة؛ لأننا سنكون الجيل الذي سيعيش مع التبعات التي تنجم عن قرارات اليوم، ولذلك لدينا كل حق في أن نبدأ في القيادة بدءاً من هذه اللحظة".

الأمين العام أنطونيو غوتيريش أشار في كلمته إلى أن الأمم المتحدة سعت منذ عقود عديدة إلى العمل من أجل الشباب.

وأضاف أنه من خلال استراتيجية "شباب 2030"، تريد المنظمة الدولية أن تصبح رائدة في العمل مع الشباب، عن طريق فهم احتياجاتهم والمساعدة على وضع أفكارهم موضع التنفيذ.

"إن تمكين الشباب ودعمهم والتأكد من قدرتهم على تحقيق إمكاناتهم هي غايات مهمة في حد ذاتها، وإذا أردنا خلق عالم أكثر سلاماً واستدامة وازدهاراً للجميع، وتحقيق رؤية خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فإننا بحاجة إلى قيادة الشباب"، يقول غوتيريش.

استراتيجية شباب 2030

وتعتمد الاستراتيجية على خمسة مجالات رئيسية، وهي فتح طرق جديدة للانخراط مع الشباب وإشراكهم وتعزيز أصواتهم، زيادة تركيز الأمم المتحدة على حصول الشباب على التعليم والخدمات الصحية، وضع تمكين الشباب اقتصادياً في مقدمة استراتيجيات الأمم المتحدة التنموية، العمل على ضمان احترام حقوق الشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية، منح الأولوية لدعم الشباب في الصراعات والأزمات الإنسانية.

وصحب إطلاق الاستراتيجية الإعلان عن شراكة "جيل بلا حدود"، وهي مبادرة متعددة الأطراف تهدف إلى ضمان وصول جميع الشباب إلى المدارس والتدريب والتوظيف بحلول عام 2030، وستركز على مهارات التعلم والتوظيف والتمكين، خاصة للفتيات.

ويعيش في العالم 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً، والذين يواجهون تحديات هائلة مدفوعة بالعولمة والتقنيات الجديدة والتشرد وتأثير تغير المناخ وأسواق العمل المتغيرة باستمرار، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

إضافة إلى أن أكثر من 20% من الشباب خارج منظومة العمل أو التعليم أو التدريب، ويتأثر ربعهم بالعنف أو النزاع المسلح بشكل ما.

ودعا الأمين العام الدول الأعضاء إلى الاستثمار في الشباب وتشجيعهم، كما طالب الشركات بتوفير المهارات والفرص للشباب.

"انضموا إلينا. سجلوا. تطوعوا. صوتوا. كونوا جزءاً من الحل. نحن بحاجة إليكم كشركاء وقادة. نحن بحاجة إليكم بينما نبني عالماً سلمياً وأكثر استدامة"، يقول غوتيريش

وقالت الوهداني لموقع أخبار الأمم المتحدة إن "الشباب يجب أن يقودوا الطريق إلى الغد ابتداءً من اليوم لما يملكونه من قدرة وإبداع كاف ومناسب يؤهلهم لأن يكونوا قادة أينما كانوا".

المملكة