قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الاثنين، إنّ الضربات الجوية التي نفذها الجيش الأميركي ضد كتائب حزب الله العراقي، في العراق وسوريا كانت ناجحة، ولم يستبعد أي خطوات أخرى "إذا لزم الأمر".

وأضاف إسبر: "سنتخذ مزيدا من الإجراءات إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران".

وأشار إلى أن الأهداف كانت منشآت قيادة وتحكم تابعة لكتائب حزب الله أو مخابئ أسلحة.

وقال إنّه توجه مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى فلوريدا حيث يمضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عطلة عيد الميلاد، لإطلاعه على آخر الأحداث في الشرق الأوسط.

إسبر أضاف انه وبومبيو ناقشا مع ترامب "الخيارات الأخرى المطروحة على الطاولة"، مبينا ان واشنطن تتخذ "إجراءات إضافية إذا لزم الأمر".

بومبيو، قال: "لن نقبل أن تقوم إيران بأفعال تعرض نساء ورجالا أميركيين للخطر."

المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان قال إنّ الغارات تهدف إلى "إضعاف قدرات كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلا".

مسؤولون عسكريون أميركيون، قالوا إنّهم يتابعون الوضع عن كثب تحسبا لأي رد بعد الضربات الجوية. وليس لديهم شك في ان الرد بطريقة ما قد يؤدي إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال مسؤول عسكري: "أعتقد أنهم (كتائب حزب الله) سيردون".

مسؤول عسكري آخر، تحدث عن قلق من احتمال أن تقود تلك الأحداث إلى دائرة من "الأعمال الانتقامية".

ونددت دول بالضربات الجوية الأميركية.

مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر، قال إنّ الغارات كانت رسائل لإيران بعد أشهر من "ضبط النفس" الذي مارسته إدارة ترامب.

وأضاف شينكر: "رأينا أنه من المهم ضرب هدف كبير لبعث رسالة واضحة للغاية لهم (الإيرانيين) بأننا نأخذ حياة الأميركيين على محمل الجد". 

وتابع: "لقد كان ذلك ردا خطيرا، ولكنه وكما نعتقد مناسب." وأكد: "لا نريد التصعيد هنا، نريد خفض التصعيد". 

العراق

في بغداد، أقر رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، بأن إسبر أبلغه بالضربات الجوية الأميركية قبيل وقوعها، لكنه ندد بها، قائلا إن "الهجوم غير مقبول وستكون له عواقب وخيمة".

وأضاف: "حاولنا أن نبلغ القيادات الأمنية ... ما حصل كان عدوانا ... حاولنا أن نمنعه ولكن للأسف الشديد جرى هذا الأمر."

الحكومة العراقية، قالت إنّ الضربات الجوية تدفعها إلى "مراجعة العلاقة" مع الولايات المتحدة.

وجاء في بيان للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي بعد اجتماع طارئ أن واشنطن بضرباتها العسكرية "اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولوياتها السياسية، وليس الأولويات كما يراها العراق حكومة وشعباً"

وأضاف البيان أن "حماية العراق ومعسكراته والقوات الموجودة فيها والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصراً".

وتابع أن "الضربات تدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية أرواح أبنائه وتعزيز المصالح المشتركة".

روسيا

وزارة الخارجية الروسية، قالت إن الضربات الجوية الأميركية، "غير مقبولة" وستأتي بنتائج عكسية، وحثت جميع الأطراف على تجنب إشعال التوتر في المنطقة.

سوريا

في دمشق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا" ، إن بلاده "تدين الضربات الأميركية، وأي (عدوان) على سيادة واستقلال وحرية العراق والعراقيين". كما "تعبر عن تضامنها التام مع العراق شعباً ومؤسسات وتعيد مطالبتها بعدم تدخل الولايات المتحدة الأميركية في الشؤون الداخلية للعراق".

ووصفت دمشق الضربات بـ"الاعتداء الغاشم والجبان".

حزب الله اللبناني

استنكر الحزب في بيان ما وصفه بـ"عدوان أميركي وحشي وغادر" على "سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي".

واعتبر الحزب أن الهجوم يؤكد أن واشنطن تريد "ضرب عناصر القوة الكامنة في الشعب العراقي والقادرة على مواجهة (تنظيم الدولة الإرهابي) داعش وقوى التطرف والإجرام".

ومنذ 28 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل 11 هجوماً على قواعد عسكرية عراقية تضم جنوداً أو دبلوماسيين أميركيين، وصولاً إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنياً في بغداد.

المملكة + أ ف ب + رويترز