ناشد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة جهات أجنبية باحترام حظر الأسلحة المفروض على هذا البلد الافريقي الذي تمزقه النزاعات، معتبرا أن الهجوم على مصنع في طرابلس الاثنين قد يرقى إلى أن يكون جريمة حرب.

واتهم سلامة في كلمة له امام مجلس الأمن الدولي عبر دائرة فيديو بلدانا لم يسمها بمفاقمة العنف في ليبيا .

وقال إن "أطرافا خارجية" تشن هجمات بطائرات مسيّرة ما يزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، مضيفا أن" الاستخدام المتزايد للمرتزقة من ذوي الخبرات القتالية يؤجج النزاع." 

واعتبر سلامة أن "الأخطار والنتائج المباشرة للتدخل الأجنبي تزداد وضوحا"، محذرا من "سباق مع الزمن" لضمان حل سلمي.

ودعا سلامة الجهات الفاعلة الخارجية إلى الالتزام بحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا منذ عام 2011.

وأشار سلامة في احاطته لمجلس الأمن الى أن قوات الجيش الوطني الليبي تستخدم بشكل متزايد القنابل غير الموجهة في الغارات الجوية على المناطق المأهولة بالسكان في طرابلس.

وأضاف "تقديراتنا أن البنية التحتية للطائرات المسيّرة والعمليات يتم تسهيلها من قبل أطراف خارجية"، دون أن يذكر أي أسماء.

وقال سلامة إن هجوما استهدف مصنعا للبسكويت في جنوب طرابلس الاثنين وأودى بحياة 10 أشخاص "قد يرقى الى ان يكون جريمة حرب".

وتتواصل في جنوب طرابلس منذ نيسان/أبريل معارك بين القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، وقوات حكومة الوفاق الوطني، ما تسبب بسقوط نحو 1093 قتيلاً و5752 جريحا بينهم مدنيون، فيما قارب عدد النازحين 128 ألف شخص، بحسب الإحصاء الأخير لوكالات الأمم المتحدة في تموز/يوليو الماضي.

وقالت خدمات الطوارئ إن عشرة عمال على الأقل لاقوا حتفهم وأُصيب 35 آخرون في ضربة جوية أصابت مصنعا للبسكويت الاثنين في إحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس فيما وصفها مسؤول كبير بالأمم المتحدة بأنها جريمة حرب محتملة.

وأظهرت صور نشرها جهاز الإسعاف عددا من الجرحى يرتدون ملابس مدنية مخضبة بالدماء يرقدون على محفات في سيارات إسعاف أو منشآت طبية.

وأصابت الغارات الجوية التي نفذها الجيش الوطني الليبي مناطق مدنية في طرابلس. وقال مسؤولون في شرق ليبيا اتصلت بهم رويترز الاثنين إنه ليس لديهم معلومات عن غارة نفذتها قواتهم.

وانقسمت ليبيا، منذ عام 2014، بين فريقين سياسيين وعسكريين متناحرين متمركزين في طرابلس وفي الشرق.

وحصل حفتر على دعم الإمارات العربية ومصر وروسيا فضلا عن دعم متقطع من بعض القوى الغربية.

ودعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي الجيش الوطني الليبي إلى وقف هجومه على طرابلس وحذرت من تدخل روسي.

وأدى الصراع الدائر في طرابلس وحولها إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين وشرد أكثر من 120 ألف شخص.

المملكة + رويترز + أ ف ب