قالت مروة عوض، متحدثة باسم مكتب برنامج الأغذية العالمي في سوريا، إن 40 ألف نازح سوري ممن يعيشون في مخيم الركبان،  "يمرون بظروف مزرية للغاية"، بعد أن ظلوا عالقين في المخيم لأكثر من 4 سنوات.

عوض زارت مخيم الركبان، الواقع داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود الأردنية، برفقة قافلة إنسانية سيرتها الأمم المتحدة، وصفت بـ "الأكبر في تاريخ عمل المنظمة الدولية" في سوريا.

وقالت عوض إن تلك المساعدات تكفي "لمدة شهر واحد وشملت مساعدات غذائية للأطفال لمنع سوء التغذية. بجانب تقديم مساعدات في مجال الإيواء مثل بطانيات وفرشات وخيم مضادة للمياه".

وتحدثت عوض عن الصعوبات التي تواجه النازحين بسبب البيئة الصحراوية للمخيم، قائلة إن: "مناخ المخيم صحراوي، وصعب للغاية، وبيئته الصحراوية قاحلة تتكون من الطين. ومع هطول أمطار غزيرة يتحول الطين إلى عائق للحركة. المخيم أيضا كبير جدا فهو يمتد 15 كيلو مترا على الحدود السورية الأردنية، ويصعب على الأسر التحرك بسهولة من نقطة إلى أخرى".

وعن الأماكن التي فر منها نازحون، قالت عوض: "الغالبية العظمى قالوا لنا إنهم نزحوا من تدمر... وأيضا مناطق أخرى في الريف الشرقي لحمص. غالبية الأسر كانت تتوقع البقاء في مخيم الركبان لبضعة أشهر ثم العودة إلى بيوتها، ولكن النزاع لم ينته والحدود مغلقة، ولذلك فهم عالقون الآن في هذه المنطقة، ولا يقدرون على الذهاب إلى الأردن أو العودة إلى بيوتهم من حيث أتوا".

وبخصوص الصعوبات التي تواجه الأسر بخصوص توفير غذاء متنوع، قالت "نسبة لانعدام أي قوى شرائية لغالبية عظمى منهم، فهم فقراء وسوق بسيط رصدناه يحتوي على بضائع بأسعار باهظة لأنها مهربة".

"قالت لي إحدى الأمهات في مخيم الركبان إنها لا ترغب في أخذ طفليها معها إلى السوق خشية أن يطلبوا منها أشياء لا تستطيع شراءها لهم"، أضافت عوض.

وعن الخطط بشأن نقل نازحين إلى مكان آخر غير الركبان، نقلت مروة عوض مناشدة منظمات إنسانية إلى أطراف معنية في إدارة أزمة المخيم الوصول إلى "توافق أو حل نهائي لأزمة النازحين؛ لأن المساعدات الإنسانية عبر القوافل هو حل مسكن أو مؤقت، وليس بحل طويل الأمد.  كما ناشدت كل الأطراف المعنية السماح لوكالات إنسانية بالعودة إلى المخيم بشكل منتظم لمساعدة الناس هناك".

وبالإضافة إلى مشكلات مرتبطة بالغذاء، قالت عوض: "هناك مشاكل صحية كثيرة جدا، فلا يوجد أي طبيب داخل المخيم، إضافة إلى وجود مشفى واحد فقط، وهو غير كاف من ناحية توفر دواء أو معدات طبية لازمة لمعالجة حالات صحية موجودة هناك". 

وعن تحديات تواجه منظمات إنسانية، أضافت أن "غالبيتها لوجستية"، مشيرة إلى أن "ترتيب وتجهيز وطلب الدخول الثاني إلى الركبان استغرق ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى طول المسافة ووعورة طرق بسبب أمطار غزيرة".

وأفادت عوض بإجراء استبيان لمعرفة ما تريده الأسر بجانب المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن نتيجة الاستبيان بينت رغبة جماعية للأسر في العودة إلى أماكنها التي نزحت منها وهو ما يمثل حلا طويل الأجل بخلاف إيصال المساعدات الإنسانية المهمة والذي يعد حلا مؤقتا، بحسب المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في سوريا.

أخبار الأمم المتحدة