يزور مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر دول الخليج العربية الحليفة للولايات المتحدة لالتماس الدعم لخطة سلام في الشرق الأوسط طال انتظارها والتي قال إنها ستتطلب تنازلات من كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال مسؤولون أميركيون إن من المتوقع أن يركز كوشنر، وهو صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الجانب الاقتصادي من خطة السلام خلال الجولة التي ستستمر أسبوعا.

وذكرت السفارة الأميركية في أبوظبي الثلاثاء على منصة "تويتر" أن كوشنر ومبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات عقدا الاثنين محادثات في الإمارات مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في المحطة الأولى من الجولة.

وأضافت السفارة أن الاجتماع الذي حضره أيضا مبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص بإيران برايان هوك ناقش جهود إدارة ترامب لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالإضافة إلى "وسائل دعم المنطقة بأكملها من خلال الاستثمار الاقتصادي".

ومن المقرر أن يصل الثلاثة إلى البحرين الثلاثاء وسيزورون أيضا خلال الجولة سلطنة عمان وقطر ودولة عربية أخرى. ومن غير المتوقع أن يزوروا إسرائيل.

وقال كوشنر لقناة سكاي نيوز عربية في أبوظبي "نريد أن نأخذ منهم (دول المنطقة) النصيحة بشأن الوسيلة المثلى للمضي قدما وأن نحيطهم علما ببعض تفاصيل ما سنسعى إليه، خاصة بشأن الرؤية الاقتصادية والفرصة الكاملة التي ستسنح إذا حل السلام".

وأضاف "نأمل أن يجني الجانبان مما سنقترحه أكثر كثيرا مما سيقدمان. وفي الموضع الذي سيكون على كل من الطرفين أن يقدما فيه تنازلات نأمل أن تفوق الفوائد التنازلات بدرجة كبيرة".

ورفض كوشنر الإدلاء بتفاصيل لكنه قال إن الخطة السياسية ترمي إلى حل مسألة الحدود وقضايا الوضع النهائي في النزاع المستمر منذ عقود.

وقال مسؤولان في البيت الأبيض الشهر الحالي إن كوشنر لن يطلع الدبلوماسيين في المنطقة على "المكون السياسي" للخطة وإنه سيقيس بدلا من ذلك مستوى الدعم للجانب الاقتصادي الذي يتوقع على نطاق واسع أن يشمل اقتراحات بتمويل دولي لقطاع غزة الفقير.

ويقول دبلوماسيون إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قدم تأكيدات خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن الرياض لن تقر أي خطة سلام لا تشمل وضع القدس أو حق العودة للاجئين.

ورفض عباس مناقشة أي خطة سلام مع الولايات المتحدة منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وقال مسؤولا البيت الأبيض إن من الممكن إعلان الخطة الأميركية بعد الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في التاسع من أبريل والتي ستقرر مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

رئيس الوزراء عمر الرزاز قال في تصريحات سابقة أمام مجلس النواب إن الأردن "لا يعرف ماذا ستقدم الولايات المتحدة الأميركية، لكننا نعرف ويعرف الأشقاء الفلسطينيون كما يعرف العالم موقفنا الواضح الثابت الراسخ وهو أن للسلام طريق واضح يرتكز على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين". 

وأضاف أن الرزاز "الأردن لن يقبل بأي مساومة أو مشروع أو صفقة أو حل يلغي حق الأشقاء الفلسطينيين المشروع بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية". 

المملكة + رويترز