قتل 20 عنصراً من قوات الحكومة السورية من جراء قصف نفذه الجيش التركي في محافظة إدلب ومحيطها في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، غداة مقتل 33 جندياً تركياً بغارات اتهمت أنقرة دمشق بشنّها.

وأفاد المرصد عن "قصف تركي بالمدفعية والطائرات المسيّرة استهدف مواقع لقوات ... (الحكومة) في أرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية"، ما تسبب بمقتل 16 عنصراً من قوات الحكومة على الأقل.

كما قتل 4 آخرون من قوات الحكومة من جراء قصف مدفعي تركي على بلدة العريمة في ريف حلب الشمالي الشرقي، بحسب المرصد.

ولم تعلّق دمشق على التصعيد الأخير مع أنقرة، بينما ندّد مصدر عسكري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بما وصفه بـ "التهويل والمبالغة ومضاعفة حجم الخسائر" في صفوف الجيش السوري.

واتّهمت السلطات التركية القوات السورية بشنّ غارات في إدلب الخميس، تسبّبت بمقتل 33 من جنودها، قبل أن تعلن ردّها بقصف مواقع لقوات الحكومة "من الجو والأرض".

ومع التصعيد الأخير، ارتفع عدد القتلى في صفوف القوات التركية في إدلب إلى 53 منذ مطلع الشهر الحالي. وشهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات عدّة بين الطرفين وتبادلاً لإطلاق النار.

وأعرب حلف شمال الأطلسي، الجمعة، عن تضامنه مع أنقرة ودعمه لها، بعد مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في سوريا، لكن دون أن يقدّم تعهّدات بأي إجراءات جديدة ملموسة للدفاع عن القوات التركية.

وتشنّ قوات الحكومة بدعم روسي منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر، هجوماً واسعاً ضد مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً في إدلب ومحيطها، تسبّب بنزوح نحو مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، ومقتل أكثر من 400 مدني، بحسب المرصد.

وقتل 4 مدنيين من عائلة واحدة، بينهم طفلان، الجمعة، في غارات استهدفت منطقة جبل الزاوية في إدلب، وفق المرصد الذي لم يتمكّن من تحديد هويّة الطائرات التي شنّت القصف.

وترسل تركيا منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى إدلب دعماً للفصائل. كما تنشر 12 نقطة مراقبة على الأقل في المنطقة بموجب اتفاق أبرمته مع موسكو الداعمة لدمشق في أيلول/سبتمبر 2018.

وتتهم دمشق أنقرة بتقديم الدعم العسكري المباشر للفصائل التي تمكّنت، الخميس، من استعادة مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي على طريقين دوليين، بعد 3 أسابيع من سيطرة قوات الحكومة عليها.

ونقلت وكالة (سانا) عن المصدر العسكري، أن وحدات الجيش تواصل "تصديها الحازم للموجات المتكررة من هجوم التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة بشكل كبير ومباشر من الجانب التركي على محور سراقب".

وأوردت أن القوات التركية "تنخرط بشكل مباشر في قيادة هجمات التنظيمات الإرهابية" ضد قواتها، وتقدّم لها "الدعم الناري المدفعي والصاروخي والطيران المسيّر".

ولا تزال المعارك العنيفة مستمرة في محيط سراقب الجمعة، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، مؤكداً أن "القصف التركي دعماً للفصائل يعيق تقدّم قوات ... (الحكومة) التي تمكّنت فقط من استعادة السيطرة على المنطقة الصناعية في المدينة".

المملكة + أ ف ب