أشادت هيذر تمبلتون ديل في كلمتها بجهود جلالة الملك بتعزيز السلام والوئام فيما بين المسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين وفقا للوصيتين المشتركتين بين الديانتين: "حب الله وحب الجار"، مشيرة إلى أن مبادرات جلالة الملك من رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان تؤكد على الواجب الأخلاقي لفهم قيم السلام الموجودة في صميم كل الأديان.

وفيما يلي نص كلمة تمبلتون ديل:

"مساء الخير. اسمي هيذر تمبلتون ديل، رئيسة مؤسسة جون تمبلتون. أرحب بكم بالنيابة عن أمناء مؤسسة جون تمبلتون في احتفال تكريم الفائز بجائزة تمبلتون للعام 2018 جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

العميد هوليريث، أشكرك على هذه المقدمة الجميلة، وأشكرك أيضا لإعطاء مؤسسة جون تمبلتون فرصة عقد هذه الاحتفالية هنا في كاتدرائية واشنطن الوطنية البهية والتي تعتبر بيت صلاة لجميع الناس.

كما يسعدنا جدا مشاركة سعادة السيد  أنطونيوغوتيرس، الأمين العام للأمم المتحدة. أشكرك جزيل الشكر على وجودك معنا في هذه الأمسية.

اسمحوا لي أن أتحدث قليلا عن الرجل الذي نجتمع هذه الليلة بفضل رؤيته، وهو السير جون تمبلتون الذي أطلق هذه الجائزة عام 1972، والتي تمنح لأشخاص كانت لهم مساهمات استثنائية في خدمة وإثراء الجانب الروحي لدى الناس. أسس السير جون هذه الجائزة لأنه كان يؤمن أن الجانب الديني مهم جداً في حياة وشؤون البشرية ولكنه لا يحظى بالتقدير المطلوب. فأراد أن يكرّم أولئك الذين يقدمون مساهمات مميزة تنبع من إيمانهم الديني العميق بهدف تحقيق ازدهار الإنسانية.

لقد كان السير جون تمبلتون خبيرا ماليا ورائدا في الاستثمار العالمي، وقد أنشأ بعض أنجح صناديق الاستثمار في العالم لأنه بحث عن فرص الاستثمار خارج الولايات المتحدة. لقد كان مثابرا وجريئا ومنفتحاً على الأفكار الجديدة.

وإضافة إلى ذلك، كان مثالا للروح المحبة للاستطلاع وللذهن المنفتح والذي يتعدى الأعمال التجارية. فقد تساءل "هل من الممكن أن تكون هناك بعض المبادئ الروحانية التي تتفق عليها جميع الأديان؟ هل يمكن أن يحُدّ الحب واتساع الرعاية الإلهية من اختلافاتنا؟" وفي طرحه لهذه الأسئلة، لم يتوان عن الوصول إلى النتائج، فقد كتب: "إن ثروة الأمم الحقيقية، لا تتأتّى من مواردها المعدنية، بل من الطريقة التي تزرع وتسخّر بها الحب في عقول وقلوب شعوبها." قد يسهل علينا التقليل من أهمية هذه الفكرة، فنتساءل: هل يُحدث الحب فرقا فعلا في العلاقات البشرية؟ هل يمكن للحب أن يكون جسرا بين الأديان المختلفة؟

وفي هذه الليلة، نشيد بجهود جلالة الملك بتعزيز السلام والوئام فيما بين المسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين وفقا للوصيتين المشتركتين بين الديانتين: "حب الله وحب الجار". وتؤكد كل من رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان على الواجب الأخلاقي لفهم قيم السلام الموجودة في صميم كل الأديان. ونحن في مؤسسة جون تمبلتون لا نعتقد أن هناك رسالة أخرى للسلام والتصالح تفوق هذه أهمية وجدارة بأن يسمعها وأن يعتنقها العالم أجمع في القرن الـ21.

ولهذا جاءت جائزة تمبلتون: لتعزيز أهمية الدين العميقة والثابتة والرؤى التي تدعو إليها.

إن جلالة الملك عبدالله الثاني شخص صقلته المسؤوليات السياسية في زمننا الراهن، إلا أنه يعتبر الإيمان وحرية التعبير الديني من أهم مسؤولياتنا وغاياتنا كبشر. 

لقد قال سماحة البروفيسور إيان تورانس في رسالته لتأييد ترشيح جلالة الملك عبدالله الثاني للجائزة: " إن الإنجازات بالغة الأهمية التي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني تتجلى في قيادته الحاسمة وفي جمعه للمؤسسات القيادية في العالم الإسلامي لتدعو إلى ترك الطائفية ونبذ تكفير الآخر. ومن خلال العلم والقدوة الحسنة والتشجيع ونشر الأعمال المكتوبة، قام الملك عبدالله بتوفير المساحة المطلوبة لتمكين الأطر المرنة ضمن الإسلام من مراجعة وإعادة ضبط المسائل المتعلقة بالعدالة والعلاقات بين الأديان وحسن الجوار." 

وهكذا، فإن جلالة الملك يجسد القيم التي ألهمت جدي لإنشاء جائزة تمبلتون ومؤسسة جون تمبلتون، وإنه لمدعاة للسرور أن نحتفي بإنجازات جلالة الملك في هذه الحفل.

وبالنيابة عن مجلس أمناء المؤسسة، أتقدم بالتهنئة للفائز بجائزة تمبلتون لعام 2018 جلالة الملك عبدالله الثاني.

يسعدني هذا المساء أن أقدم عالمين اثنين ليحدثاننا عن وجهات نظرهم حول أهمية وتأثير إنجازات جلالة الملك عبدالله الثاني. وبدل من تقديم كلٌ قبل كلمته، اسمحوا لي أن أقدمهما الآن:

الشيخ حمزة يوسف هو رئيس كلية الزيتونة في بيركلي، كاليفورنيا، أول جامعة إسلامية للفنون الحرة التي تم اعتمادها كمؤسسة تعليم عالي في الولايات المتحدة. وهو فيلسوف وعالم دين ومثقف ومتحدث متابع على نطاق واسع. وبحسب مجلة نيويوركر: "لعله العالم الإسلامي الأكثر تأثيرا في الغرب". لقد اعتنق الإسلام في السابعة عشرة من العمر وهو من بين الخمسمئة مسلم الأكثر تأثيرا في العالم، حيث يقدم المشورة لمراكز الدراسات الإسلامية وللقادة ورؤساء الدول في أنحاء العالم وله أثر جليّ على جيل من علماء الإسلام.

أما البرفسور ميروسلاف فولف فهو بروفيسور علم اللاهوت في جامعة ييل  ومؤسس ومدير مركز ييل للأديان والثقافة. وفي تشرين الأول عام 2007 كان المساهم الرئيس في الرد المسيحي على وثيقة "كلمة سواء بيننا وبينكم" وهي الرسالة المفتوحة ذات الأهمية التاريخية والتي وقعها 138 من العلماء المسلمين ورجال الدين والمثقفين والذين حددوا الأسس المشتركة التي تقع في صميم الديانتين المسيحية والإسلامية. وأحدث كتبه "الازدهار: لماذا نحتاج الدين في عالم معولم".

وسنستمع هذا المساء اليوم بفقرات ممتعة يقدمها كبار فناني الأردن وأشهرهم: المطربتان زين عوض وإيمان بيشة وجوقة دوزان وأوتار وأوركسترا المعهد الوطني الأردني للموسيقى بإشراف المنتج وعازف البيانو السيد طلال أبو الراغب.

وختاما، نرحب بسعادة السيد أنطونيو غوتيرس، الأمين العام التاسع للأمم المتحدة والذي تولى هذا المنصب في الأول من كانون الثاني 2017. وقبل توليه لمنصب أمين عام الأمم المتحدة تولى السيد غوتيرس منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من حزيران 2005 حتى كانون الأول 2015 حيث ترأس إحدى أكبر منظمات العمل الإنساني في العالم خلال أخطر أزمات اللجوء والنزوح منذ عقود.

السيدات والسادة، شكرا لحضوركم معنا في هذه الأمسية للاحتفال بجلالة الملك عبدالله الثاني وتكريمه".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي نحتفي بتكريمه الليلة "يستحق هذه الجائزة المرموقة بجدارة".

وأضاف أن رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك في 2004 عكست رؤية ثاقبة وتعبيرا عن الوحدة والاحترام المتبادل والأخوة بين جميع المسلمين، وهي "رسالة خير وصداقة وأمل للعالم أجمع".

وأكد أن دعم جلالة الملك للمبادرات العلمية، مثل مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي عزز التفاهم المشترك والتعاون فيما بين المسلمين، فيما سعت مبادرة كلمة سواء التي أطلقها جلالته عام 2007 إلى الحد من التوترات بين المسلمين والمسيحيين من خلال العمل بالقيم المشتركة بين الديانتين ألا وهي "حب الله وحب الجار".

المملكة