قال نائب حاكم إقليم هوبي الصيني يانغ يون يان الخميس إن الإقليم، وهو بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد، لا يزال يعاني من نقص كبير في أعداد أفراد الأطقم الطبية.

وأضاف يانغ في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون الرسمي على الهواء إن عدد أجهزة فحص المشتبه بإصابتهم كاف لكن لا يوجد عدد كاف من الفرق الطبية لتشغيل هذه الأجهزة وأخذ عينات واختبارها.

وقال يانغ "دخلت (جهود) الوقاية من الوباء والسيطرة عليه مرحلة حرجة لكن لا يزال هناك نقص كبير نسبيا في أعداد أفراد الأطقم الطبية".

وأضاف "تلقينا طلبات من تسع مدن ومقاطعات لإرسال المزيد من الفرق الطبية. وبحسب التقدير المبدئي، لدينا نقص قدره 2250 موظفا. هذا مجرد تقدير متفائل من جانبي".

ولقي 563 شخصا حتفهم بسبب الفيروس حتى الآن معظمهم في هوبي عاصمة إقليم ووهان الذي سُجلت به أول حالات إصابة أواخر العام الماضي. وتجاوز إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في الصين 28 ألفا.

كما اتسعت إجراءات الحجر الصحي والقيود، عبر الصين وخارجها؛ للقضاء على فيروس كورونا المستجد.

وبعد وضع مدينة ووهان ومقاطعتها هوباي (وسط الصين) تحت الحجر الصحي عمليا، فرضت مدن أخرى شرق الصين، قيودا على عشرات الملايين الإضافيين من السكان.

ووجهت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، نداء لجمع 675 مليون دولار، معلنة أنه سيتم إرسال 500 ألف قناع، و350 ألف قفاز، إلى 24 بلدا، فضلا عن إجراء 250 ألف فحص في أكثر من 70 مختبرا في العالم.

وتم كشف نحو 200 إصابة خارج الصين في 20 بلدا.

وقبالة اليابان في يوكوهاما، سيبقى 3700 شخص من جنسيات مختلفة عالقين، لفترة 14 يوما على الأقل، في سفينة الرحلات السياحية، وذلك بعد اكتشاف 10 حالات إصابة بالفيروس في السفينة.

وفي هونغ كونغ، عُزل 1800 شخص في الميناء، الأربعاء، حتى إجراء فحوصات طبية، وذلك بعد اكتشاف 3 حالات إصابة على السفينة التي تقلهم.

وأعلنت السلطات المحلية، الثلاثاء، عن أول إصابة فيها. وأغلقت معظم نقاط العبور إلى باقي الصين، وأعلن أنه ابتداء من السبت المقبل، سيفرض الحجر الصحي لأسبوعين على كل القادمين من اليابسة الصينية.

وأعلنت شركتا الطيران الأميركيتان يونايتد وأميركان إيرلاينز، الأربعاء، تعليق رحلاتهما إلى هونغ كونغ، وذلك بعد وقف رحلاتهما إلى الصين القارية.

وأوقفت السلطات الإندونيسية، الأربعاء، الرحلات الجوية مع الصين، مما أدى إلى بقاء آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي السياحية.

وشددت دول أخرى إجراءاتها. وبدأت إيطاليا، حيث تدهور الوضع الصحي لمصابين اثنين فيها، مراقبة حرارة كل القادمين إلى مطاراتها بكاميرات حرارية.

وتشيد فيتنام مستشفيات ميدانية لمواطنيها العائدين من الصين.

شوارع خالية

وفي الصين، تزداد إجراءات الحجر الصحي صرامة. وبدأت عدة مدن في مقاطعة شيجيانغ (شرق) التي تبعد عدة مئات من الكيلومترات عن هوباي، منذ الثلاثاء تطبيق إجراءات مشددة جديدة بشأن تنقل الأشخاص.

وفي هانغشو (تسجيل أكثر من 200 حالة)، وهي مدينة تكنولوجيا وسياحة تقع على بعد 175 كلم جنوب غرب شنغهاي، وُضعت أسيجة خضراء لقطع الشوارع المؤدية إلى مقر عملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا.

وخلت الشوارع من المارة، فيما حلقت طائرة عسكرية في الأجواء. وصدرت نداءات عبر مكبرات صوت تقول: "من فضلكم، الزموا منازلكم" إضافة إلى الدعوة للإبلاغ عن كل شخص من مقاطعة هوباي.

وفرضت 3 مدن أخرى على الأقل في مقاطعة شيجيانغ الواقعة شرقا -- تاتشو وونتشو وأجزاء من نينغبو -- تدابير مماثلة تشمل نحو 18 مليون شخص.

وامتدت الإجراءات المشددة، الأربعاء إلى مقاطعات أخرى وصولا إلى المناطق البعيدة في شمال شرق البلاد القريبة من سيبيريا.

في مقاطعة هينان، المحاذية لهوباي، قررت البلدية أن شخصا واحدا من كل أسرة يمكنه مغادرة المنزل مرة كل 5 أيام. وعرضت على السكان مكافآت مالية لقاء تقديم معلومات عن أشخاص قادمين من هوباي.

وقالت وزارة الصحة الصينية، الأربعاء، "علينا اتخاذ إجراءات بالغة الصرامة للمكافحة وللقضاء على كافة أشكال الأعمال المثيرة للاضطراب التي تنفذها قوى معادية".

واستقبلت ووهان التي يعيش قطاعها الصحي ضغوطا، الثلاثاء أوائل المرضى في مستشفى جديد شيد في 10 أيام، ويحوي 1000 سرير.

وسيفتتح قريبا مستشفى ثان، فيما يتم إعداد 10 مبان قائمة لاستقبال المرضى.

إيرباص توقف خط إنتاج

وخارج الصين، سجلت حالة وفاة واحدة نسبت لفيروس كورونا في الفلبين.

ومع حالة الشلل والقيود المفروضة وشبه العزلة عن العالم، قد يتأثر الاقتصاد الصيني لأمد بعيد.ومُددت عطلة السنة الجديدة إلى نهاية الأسبوع في العديد من مقاطعات الصين، وستبقى معظم الشركات والمصانع مغلقة حتى 9 شباط/فبراير على الأقل.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الأربعاء، إنّ انتشار الفيروس الجديد سيضيف "ظلالاً أخرى من انعدام اليقين" على النمو الاقتصادي.

وأعلنت شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص، الأربعاء، أنّ خط إنتاج إيه-320 في تيانجين قرب بكين، سيبقى مغلقا إلى فترة غير محددة.

أ ف ب+ رويترز