ذكرت وكالة أنباء رسمية، الأربعاء، أن روسيا عينت قائدا جديدا لأسطولها في البحر الأسود الذي يتخذ من شبه جزيرة القرم مقرا له بعد سلسلة انفجارات هزت شبه الجزيرة التي ضمتها في 2014 وكان يُنظر إليها في السابق على أنها قاعدة خلفية آمنة لحربها في أوكرانيا.

واتهمت موسكو من وصفتهم بـ"المخربين" بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في مستودع للذخيرة في شمال شبه جزيرة القرم يوم الثلاثاء. وقالت صحيفة كوميرسانت الروسية إن أعمدة الدخان شوهدت في وقت لاحق تتصاعد من قاعدة عسكرية روسية ثانية في وسط شبه جزيرة القرم.

ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الانفجارات لكنها لمحت إلى ذلك. وتشير قدرة أوكرانيا على ما يبدو على شن هجمات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا، إما بنوع ما من الأسلحة أو بالتخريب، إلى تحول في الصراع. ودمرت انفجارات طائرات حربية في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية الأربعاء عن مصادر قولها إن روسيا عينت قائدا جديدا لأسطولها في البحر الأسود بدلا من إيجور أوسيبوف.

وإذا تأكد ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون واحدة من أبرز عمليات الإقالة لمسؤول عسكري خلال قرابة ستة أشهر منذ الحرب الروسية في أوكرانيا والذي مُنيت فيه موسكو بخسائر فادحة في الأفراد والعتاد.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة عن المصادر قولها إنه جرى تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول.

وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ المرموق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير/شباط.

ففي أبريل/نيسان، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسية موسكفا بصواريخ نيبتون مما تسبب في اشتعال النيران بها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية تغرق في قتال منذ 40 عاما.

طريق إمداد مهم

توفر شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا في عام 2014 وقامت بتحصينها منذ ذلك الحين، طريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، حيث تخطط كييف لشن هجوم مضاد في الأسابيع المقبلة.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين على الابتعاد عن القواعد العسكرية ومخازن الذخيرة الروسية، وقال إن الانفجارات قد يكون لها أسباب مختلفة، بما في ذلك عدم الكفاءة.

وأضاف في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء "لكنهم جميعا يقصدون نفس الشيء تدمير قدرات المحتلين اللوجستية وذخائرهم ومعداتهم العسكرية وغيرها من المعدات ومراكز القيادة، وإنقاذ أرواح شعبنا".

وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي الأربعاء إنه اعتقل ستة أعضاء في شبه جزيرة القرم، على الرغم من أنه لم يذكر ما إذا كان يشتبه في تورطهم في التفجيرات.

وأغلق أسطول البحر الأسود موانئ أوكرانيا منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تعطيل صادرات الحبوب الحيوية، والتي بدأت مؤخرا في التحرك مرة أخرى بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.

وتسببت الحرب في فرار الملايين من ديارهم ومقتل الآلاف وعمقت الخلاف الجيوسياسي بين الغرب وروسيا، التي تقول إن الهدف من عمليتها هو نزع سلاح جارتها وحماية الناطقين بالروسية.

وتتهم أوكرانيا، التي تحررت من حكم موسكو عندما تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، روسيا بشن حرب توسعية.

وقال بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، والتي شهدت بعض أعنف المعارك، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، إن مدنيين اثنين قتلا وأصيب سبعة في قصف روسي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأمرت الحكومة الأوكرانية بعمليات إجلاء جماعي في دونيتسك.

رويترز