بدأت فعاليات "مهرجان بيروت للصورة" الخميس، في العاصمة اللبنانية، بعنوان "الذاكرة" بمشاركة 99 مصورا من 30 جنسية.

وتضمن الافتتاح معرضين متوازيين، الأول "تحية إلى شيرين أبو عاقلة" وعُرض فيه فيلم "اللقاء الأخير" والثاني "ذكرى مدينة" تخليداً لضحايا انفجار مرفأ بيروت يضم أعمالاً للمصورة شيرين يزبك بعنوان "ذلك اليوم الذي مُتُّ فيه" إلى جانب أعمال أخرى متفرقة لدار المصور ومصورين آخرين.

وورد للجنة المهرجان عدد كبير من الصور، أرسلها 571 مصورًا من 66 جنسية، إلا أن ضرورات التحكيم، واختيار الأعمال المشاركة قلصت العدد إلى 99 مشاركًا، يحملون 30 جنسية.

وافتتح وزير الثقافة القاضي محمد بسام المرتضى العرض الأول لـ"مهرجان بيروت للصورة" في نسخته الثانية، الخميس، في المكتبة الوطنية في بيروت، بحضور رئيس اتحاد المصورين العرب ومصورين وفنانين ومثقفين وإعلاميين.

وقدم الحفل الإعلامي روني آلفا بكلمة قال فيها: ‫"الحقيقةُ بلا صورة تبقى رأيًا. مع الصورة تصبحُ صانعَةً للتاريخ ومحركةً للشعوب وفيتامينًا للثورة. نعيشُ في عصر فخامة الصورة. لا الصورةَ المشوّهةَ ببوتوكس الفوتوشوب. الصورةُ التي يستعيضُ المصورُ عن تحميضها في الغرف المظلمة بتحميضِها بمحلولِ دمه. دمُ المصورين حمضٌ نوويٌ للصور".

وحيا مدير المهرجان المصور رمزي حيدر، في كلمته المصورين المشاركين من أنحاء العالم، ولا سيما مصوري فلسطين الذين يخطفون صورهم من بين الأخطار، وأشار إلى فريق عمل متطوع يشتغل في ظروف صعبة، لإنجاز هذا المهرجان المهم، بغياب أي مساعدة من جهات محلية أو أجنبية.

وقال الوزير مرتضى، إن المعرض ذكرى أليمة عن آلام انفجار مرفأ بيروت، وتحدث عن ضرورة التحقيق للوصول إلى تبيان الحقيقة. وعن شيرين أبو عاقلة قال: "إنها زهرة الفتيات شيرين أبو عاقلة، زهرةُ فتياتِ زهرةِ المدائن، طلعت من نار جنين إلى نور الجِنان، على متن صورةٍ ومدرج شاشة، تاركةً دمها فوق تراب فلسطين، مرسومًا على شكل علامةِ نصرٍ مغروزةٍ في عيون الإرهاب الصهيوني، الذي بدمٍ بارد وقصدٍ مباشر اغتالها، لأنها كانت تقوم بعملها في تغطية اعتداءاته على الآمنين".

وتابع: "شيرين أبو عاقلة أراد الجنود الإسرائيليون قتلَها ثانيةً عندما حاولوا منع أهلها من البكاء عليها، ومن ترداد الأناشيد والهتافات الوطنية في تأبينها، كذلك عندما حاولوا منع وسائل الإعلام من تغطية مشاهد الحزن في بيتها، لكن دمها انتصر على إرهابهم، وصوتَ رسالتِها ارتفع أعلى من رصاصهم، وتوثَّق بالصوت والصورة أن الجريمة التي نُفِّذَت بحق الكلمة والحرية والقيم، تعكس الصورة الحقيقية لكيانهم المزروع في فلسطين وباءً يفتك بناسِها وتاريخها وحياتِها؛ هم الذين منذ قذفتهم المؤامرات إلى ههنا، لم يفعلوا سوى اغتصاب الأرض وهدم البيوت واقتلاع الأشجار وقتل البشر وتهجيرهم وسَجْنِهم".

بعد ذلك عُرض فيلم "اللقاء الأخير" لشيرين أبو عاقلة، ثم أزاح وزير الثقافة الستار عن صوة لها وضعت في جانب من المكتبة الوطنية.

ويشمل المهرجان عروضا أخرى:

• معرض "طهران، القدس، بيروت - رحلة آلفرد" للمصور الإيراني الفرنسي آلفرد يعقوب زاده. يجسد صور رحلة بين آلام وآمال ثلاث دول، منذ ثمانينيات القرن الماضي.

• معرض "فلسطين .. حياة بعيون المصور خليل رعد: معرض تكريمي" بالتعاون مع معهد الدراسات الفلسطينية. يتضمن صوراً تاريخية من أرشيف المصور خليل رعد، توثق الحياة اليومية ومشاهد طبيعية، وصورًا من المدن والقرى الفلسطينية ما قبل النكبة.

• المعرض العام للمهرجان، ويتضمن مشاريع تصوير متنوعة لـ38 مصوراً من أنحاء العالم. يجمعها محور "الذاكرة" وتختلف بين التحقيقات الإخبارية والقصص الشخصية وفولكلور وثقافات لشعوب متنوعة.

• معرض "شاهد على الزمن الجميل" لعدنان ناجي الذي فتح لنا أرشيفه لعرض صور النجوم اللبنانيين والعرب، من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فيروز وأم كلثوم وصباح وشوشو، وغيرهم من الأسماء التي ملأت ولمّا تزل الوسط الفني بالجمال والإبداع.

المملكة