قررت لجنة عمليات السوق المفتوحة في البنك المركزي الأردني رفع أسعار الفائدة على كافة أدوات السياسة النقدية للبنك بمقدار 75 نقطة أساس، اعتبارا من الأحد الموافق 25 أيلول/سبتمبر الحالي.

ويأتي هذا القرار اتساقًا مع هدف البنك المركزي المتمثل بالحفاظ على الاستقرار النقدي في المملكة، إلى جانب التزام البنك التام بالمحافظة على جاذبية الدينار الأردني كوعاء ادخاري، في ضوء المستجدات في أسواق المال العالمية، وتطورات أسعار الفائدة.

ويأتي القرار في ضوء استمرار الضغوط التضخمية الخارجية واتساع نطاقها، وانعكاسها على معدلات التضخم محلياً، وظروف عدم اليقين المتولدة عن آثار الحرب الروسية الأوكرانية والمخاطر الجيوسياسية.

وحرصًا من البنك المركزي على أهمية تحقيق الموازنة بين هدف الحفاظ على الاستقرار النقدي، والاستمرار في تحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من أثر رفع أسعار الفائدة على القطاعات الاقتصادية، قررت اللجنة الاستمرار في تثبيت أسعار الفائدة التفضيلية لبرنامج البنك المركزي لإعادة تمويل القطاعات الاقتصادية الحيوية، وعددها عشر قطاعات، والبالغ قيمته 1.3 مليار دينار، عند 1.0% للمشاريع المستفيدة داخل محافظة العاصمة، و0.5% للمشاريع في باقي المحافظات، واستمرار ثباتها طيلة مدة القرض الذي يمتد لعشر سنوات.

وقررت أيضا، تمديد العمل ببرنامج البنك المركزي لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمهنيين والحرفيين ومستوردي قطاع الجملة من السلع الأساسية، البالغ قيمته 700 مليون دينار، حتى نهاية العام الحالي، مع الإبقاء على سعر الفائدة للمقترضين ضمن هذا البرنامج عند مستواه الحالي بما لا يتجاوز 2%، ولأجل 54 شهرًا، من ضمنها فترة سماح تصل إلى 12 شهرًا من تاريخ منح التمويل. علمًا بأن التمويل ضمن هذا البرنامج يمنح، أيضًا، وفقًا لسعر الفائدة الثابت طيلة مدة القرض.

ويُذكر أن البنك المركزي قام من خلال هذين البرنامجين بتمويل نحو 7,825 مشروعًا، بقيمة بلغت نحو 1,824.9 مليون دينار، وساهمت بخلق نحو 14,517 فرصة عمل، بالإضافة إلى الحفاظ على نحو 151 ألف فرصة عمل منذ بدء جائحة كورونا. هذا ويبلغ حجم التمويل المتاح ضمن البرنامجين نحو 690.5 مليون دينار.

ويأتي قرار البنك المركزي في ظل استمرار التحسن في أداء مؤشرات القطاع النقدي والمصرفي. إذ تشير البيانات للفترة المُتاحة من العام الحالي إلى بلوغ الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي ما مقداره 16.8 مليار دولار، يكفي لتغطية 8.7 شهرًا من مستوردات المملكة من السلع والخدمات، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف المعدل المتعارف عليه دوليًّا البالغ ثلاثة أشهر. كما ارتفعت الودائع لدى البنوك بمقدار 1.7 مليار دينار ليصل رصيدها 41.2 مليار دينار في نهاية شهر تموز/يوليو 2022، فيما سجلت التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك ارتفاعاً مقداره 1.9 مليار دينار خلال الفترة نفسها، ليصل رصيدها إلى 31.9 مليار دينار.

وحققت العديد من المؤشرات الاقتصادية أداءً إيجابياً خلال الفترة المُتاحة من العام الحالي، لا سيما ما يرتبط منها بالقطاع الخارجي، وبشكل خاص الدخل السياحي، الذي ارتفع خلال الثمانية شهور الأولى من هذا العام إلى 3.6 مليار دولار، مقابل 1.4 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وبنسبة نمو فاقت 161%، هذا إلى جانب نمو تحويلات الأردنيين العاملين في الخارج بنسبة 0.8% خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي، والصادرات بنسبة 43.4% خلال النصف الأول من العام.

وسيواصل البنك المركزي المتابعة الشاملة لكافة التطورات النقدية والمصرفية والاقتصادية، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وسيقوم بتقييم تأثير قراراته على توقعات التضخم وتطورات الاقتصاد الكلي على المدى المتوسط، آخذًا بالاعتبار قراراته السابقة برفع أسعار الفائدة، ولن يتردد باستخدام كل أدواته النقدية؛ لضمان تعزيز الاستقرار النقدي في المملكة.

المملكة