استقبل رئيس الوزراء بشر الخصاونة، في مكتبه برئاسة الوزراء، مساء الخميس، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، والوفد المرافق الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة.

وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء الذي حضره وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة ووزير الدولة لشؤون المتابعة والتنسيق الحكومي نواف التل ووزير الشباب محمد النابلسي، حرص الأردن على تعزيز علاقات الشراكة القائمة مع اللجنة الأولمبية الدولية لدعم المشاريع والبرامج الرياضية في الأردن.

وأكد رئيس الوزراء على الاهتمام الذي توليه الحكومة بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني لقطاع الشباب وتعزيز مشاركته في مختلف مناحي الحياة، لافتا إلى أن الرياضة أداة فاعلة في تعزيز النسيج الاجتماعي والتقارب بين الشعوب.

ولفت الخصاونة إلى أن اللجنة الأولمبية الأردنية برئاسة سمو الأمير فيصل بن الحسين تسعى لتوفير الإمكانات وتعزيز الفرص أمام الشباب الأردني للمشاركة في المنافسات الدولية والألعاب الأولمبية.

من جهته، أشار رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى أن زيارته للأردن ودول في المنطقة تهدف إلى توطيد العلاقات مع الدول الأعضاء في اللجنة ودعم المشاريع والبرامج الرياضية والشبابية فيها.

مخيم الزعتري

زار باخ، الخميس، مركز مكاني التابع ليونيسف الأردن في مخيم الزعتري للاجئين السوريين للمشاركة في عدد من الأنشطة الرياضية المنفذة هناك، كما التقى بمجموعة من ممثلي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويونيسف الأردن للحديث عن مرافق المخيم، والاطلاع على أوضاع اللاجئين الحالية وما يواجهونه من تحديات.

وعقب زيارة مخيم الزعتري، وقع باخ، وسمو الأمير فيصل بن الحسين، رئيس مجلس إدارة هيئة أجيال السلام، في مركز الإعداد الأولمبي في عمّان، اتفاقية للإعلان رسميا عن تجديد الشراكة بين هيئة أجيال السلام ومؤسسة اللاجئ الأولمبي لثلاثة أعوام متتالية.

وتتضمن الشراكة خطة لتنفيذ أكثر من 3,000 نشاط للرياضة من أجل الحماية بمشاركة 15,000 شابة وشاب من المتأثرين بالنزوح في المجتمعات المستضيفة حول الأردن، وفي مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين.

وتعليقا على هذه الزيارة المهمة، قال سمو الأمير فيصل: "عبر الأزمات الإقليمية المتتالية، لم يتوانَ الأردن عن فتح حدوده أمام كل ضحايا النزاعات والحروب، وقد أثبت، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة لأخي صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم، التزامه الراسخ باحتضان المتأثرين من النزوح، وضمان توفير الحماية والدعم النفسي وفرص الدمج الملائمة لهم".

وأضاف "نثمّن الجهود التي تبذلها مؤسسة اللاجئ الأولمبي واللجنة الأولمبية الدولية لتقديم الدعم المستمر للأردن، وسعيهما لتنفيذ البرامج التي تترك أثرًا إيجابيًا مستدامًا على مجتمعاتنا المحلية".

وتابع: "نفتخر في هيئة أجيال السلام بتجديد شراكتنا مع مؤسسة اللاجئ الأولمبي، حيث سيتم توظيف الرياضة كأداة فعالة وإيجابية قادرة على تعزيز التماسك المجتمعي وتوفير المساحات الآمنة في حياة الشابات والشباب المتأثرين بالنزوح، وسنتمكّن من دعم الأجيال المقبلة، ونواصل حمل رسالتنا المتمثلة في بناء السلام في الأردن والعالم أجمع".

وقال باخ "نلتزم في اللجنة الأولمبية الدولية ببناء عالم أفضل من خلال الرياضة، ونعمل بجدّ طوال أيام العام، بالتعاون مع اللجان الأولمبية الوطنية حول العالم والبالغ عددها 206 لجان، لدعم الرياضة والقيم الأولمبية الجوهرية المتمثلة بالتميّز، الصداقة، والاحترام المتبادل. في الأردن، الذي يستضيف ثاني أكبر نسبة في العالم من اللاجئين مقارنةً مع عدد المواطنين، تعمل اللجنة الأولمبية الدولية ومؤسسة اللاجئ الأولمبي على دعم آلاف الشابات والشباب اللاجئين من خلال نشر قيم اللّعب النظيف، السلام، وعدم التمييز".

وبين أن "تجديد شراكتنا مع هيئة أجيال السلام هو جزء لا يتجزأ من الخطة الاستراتيجية لمؤسسة اللاجئ الأولمبي، والتي تهدف إلى الوصول لمليون شاب وشابة من المتأثرين بالنزوح حول العالم، من خلال منحهم مساحات آمنة لممارسة الأنشطة الرياضية المصممة خصيصًا لدعم صحتهم النفسية والجسدية وترسيخ قيم التماسك الاجتماعي فيما بينهم".

وأضاف: "هذا البرنامج والزيارة منحتنا فرصة اللقاء والتفاعل مع هؤلاء الشابات والشباب، وأتطلّع لرؤية الأثر الإيجابي الذي ستتركه هذه الأنشطة الرياضية على حياتهم خلال الأعوام المقبلة".

مركز الإعداد الأولمبي

كما زار رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، مساء الخميس، مركز الإعداد الأولمبي التابع للجنة الأولمبية الأردنية، ورافقه في هذه الزيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين، رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية.

واطلع باخ على المرافق التي يحتويها مركز الإعداد الأولمبي والذي يعتبر هو الأول من نوعه في الأردن بتقديمه خدمات متعددة للرياضيين أصحاب الأداء العالي في رياضات أولمبية وغير أولمبية.

وتابع سعادة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جانب من تدريبات المنتخبات الوطنية والتي تستعد للمشاركة في بطولات ومسابقات رياضية مختلفة.

وأشاد الدكتور "باخ" بمركز الإعداد الأولمبي مُشيداً بالخدمات التي يُقدمها المركز للرياضيين الأردنيين، ومؤكدا أن هذا المركز يُشكل طفرة كبيرة في الرياضة الأردنية.

وقال باخ خلال تواجده في مركز الإعداد الأولمبي: " نُقدر جهود اللجنة الأولمبية الأردنية والخطوة الكبيرة التي قامت بها بإنشاء مركز إعداد أولمبي وذلك لتقديم الرعاية الكاملة للرياضيين من كلا الجنسين وبحثا من الأردن عن التفوق في مختلف البطولات والمحافل الرياضية الكبرى".

وأكمل باخ قائلا: " تحدثت مع عدد من الرياضيين الأردنيين المتواجدين في هذا المركز، وهم سُعداء جداً لوجود مركز أولمبي يُقدم الخدمات المقدمة لهم حالياً وأعتقد أنهم سيبذلون جهوداً كبيراً من أجل إثبات قدراتهم من خلال تحقيق الإنجازات لبلدهم".

من جانبه عبر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين، رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية، عن اعتزاز اللجنة الأولمبية الأردنية بزيارة الدكتور باخ إلى مركز الإعداد الأولمبي.

وقال سموه:" يُشرفنا في اللجنة الأولمبية الأردنية باستقبال الدكتور باخ في مركز الإعداد الأولمبي، هذا المركز الذي تم تشييده من أجل تقديم الخدمات المختلفة للرياضيين ومساندتهم على تحقيق الإنجاز للأردن وهو يأتي ضمن الاستراتيجية الوطنية للرياضة الأردنية".

يذكر أن مركز الإعداد الأولمبي افتتح عام 2018 بهدف توفير بيئة تدريبية مثالية للرياضيين الأردنيين ضمن معايير ذات مستوى عالٍ ويتضمن صالة رياضية متعددة الاستخدمات ونادٍ صحي وإعداد بدني وعيادة طبية وخدمات الإعاشة ومنامات تتسع لنحو 100 سرير.

المملكة