تحتل مأساة الأوكرانيين ومعاناة النساء الأفغانيات، موقعاً رئيسياً في النسخة التاسعة والعشرين لفعاليات جوائز بايو للمراسلين الحربيين التي تنطلق الاثنين في غرب فرنسا، مع سلسلة معارض وفعاليات قبل تسليم المكافآت السبت المقبل.

وستدرس لجنة التحكيم الدولية التي يرأسها المصور الصحافي الألماني توماس دورزاك، المتخصص في شؤون القوقاز، يومي الجمعة والسبت مجموعة مختارة من 51 تقريراً "تتمحور موضوعات معظمها على أوكرانيا وأفغانستان وموزمبيق وسوريا"، على ما يوضح رئيس بلدية بايو باتريك غومون.

وتشارك المدينة الواقعة في منطقة كلفادوس الفرنسية، مع سلطات المقاطعة والمنطقة، في تنظيم الجائزة التي تستقبل سنوياً أربعين ألف زائر.

ورُشح في هذه الدورة ما يزيد عن 350 تقريراً.

وعبّر المراسل الألماني البالغ 50 عاماً والذي تولى رئاسة وكالة "ماغنوم" عن "حماسة وفضول لمناقشة الطريقة التي عالج فيها الصحافيون الغزو الروسي لأوكرانيا مع زملائه".

وبعيداً عن المنافسة، يشارك توماس دورزاك الأربعاء مع صحافيين آخرين في جلسة مناقشة مسائية موضوعها "إلقاء الضوء على ما يحصل حالياً" في أوكرانيا من خلال العودة إلى الحربين الروسيتين على الشيشان (1994-1996 و1999-2000).

وتساءل منظمو الجائزة ما إذا كان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين يريد من خلال حربه على أوكرانيا التي بدأت في شباط/فبراير 2022 أن يكرر معركة غروزني، إذ إن الخطابات والأساليب تتشابه" بين الفترتين.

وستكون أوكرانيا موضوع معرضين ينطلق أحدهما الاثنين ويضم "العمل المهم للصحافيَّيْن الوحيدَيْن اللذين بقيا في ماريوبول عندما كانت تحت القصف الروسي"، على ما يشير المنظمون.

- "السلام في السجن" -

وأوضح المنظمون أن "عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان ستكون ضمن أبرز الموضوعات المطروحة في هذه الدورة". وستشارك الصحافية البريطانية من أصل إيراني راميتا نوايي عن تقريرها الوثائقي "أفغانستان: نو كاونتري فور ويمن" ("أفغانستان: ليست بلداً للنساء") الذي يتناول النساء اللواتي احتجزتهنّ طالبان من دون توجيه أي تهم أو إجراء محاكمات لهنّ.

أما معرض الصور الذي يضمّ لقطات بحجمها الكبير الذي ينظم سنوياً في شوارع بايو، فسيُخصّص لكيانا هايري، وهي مصورة إيرانية تقيم في كابول منذ ثماني سنوات.

وتقول الصحافية "جمعتُ" على سبيل المثال "قصص نساء كان قتلُ أزواجهنّ الحل الوحيد أمامهنّ لإنهاء علاقاتهنّ السيئة بهم ووضع حد للعنف الأسري الذي كنّ يتعرّضن له"، مضيفةً أنّ هؤلاء النساء "وجدن السلام في السجن".

وقبل حفلة توزيع الجوائز المرتقبة السبت المقبل، تتيح هذه الدورة "العودة إلى أساسيات الصحافة"، مع فعاليات عدة بينها معرض من إعداد الصحافي إيرفيه بروسيني يتمحور على "صور ألبير لوندر (1884-1932) التي لم يُكشف عنها مطلقاً".

وكما جرت العادة في دورات سابقة، سيشهد الحدث الخميس تدشين لوحة تذكارية تحيي ذكرى الصحافيين الذين قُتلوا أثناء ممارسة مهامهم.

وستقام مراسم التدشين بحضور عائلات وزملاء المصور الصحافي الأوكراني ماكس ليفين الذي "أعدمه" جنود روس في آذار/مارس بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، والصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة التي كانت تعمل في قناة "الجزيرة" وقُتلت في أيار/مايو إثر تلقيها رصاصة في الرأس، بالإضافة إلى المراسل الفرنسي فريديريك لوكلير-إيموف الذي قُتل في أيار/مايو في أوكرانيا.

وستُمنح في حفلة السبت عشر جوائز بينها سبع جوائز (3000 أو 7000 يورو) تتولى منحها لجنة التحكيم الدولية المؤلفة من نحو أربعين صحافياً.

ويشير المنظمون إلى أنّ ميزانية الحدث الذي يُفترض أن يجمع حوالى 350 مراسلاً صحافياً، تبلغ نحو 550 ألف يورو.

وفي الدورة الثامنة والعشرين من جائزة بايو، فازت في فئة الصحافة المكتوبة تقارير نشرتها مجلة "تسايت" الألمانية، فيما مُنحت الجائزة في فئة الصور لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". أما في فئة الراديو، ففاز تقرير بثته إذاعة "أوروبا 1"، فيما حاز تقرير عرضته "بي بي سي" الجائزة في فئة التقارير التلفزيونية.

وللمرة الأولى في تاريخ الجائزة، لم يكشف في الدورة الثامنة والعشرين عن اسم الفائز بجائزة بايو للمراسلين الحربيين حفاظاً على سلامته، وهو مصور صحافي بورمي فاز في فئة الصور عن تقرير بعنوان "ثورة الربيع" أعدّه في بلاده ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

أ ف ب