بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كولومبيا الاثنين، جولة على دول أميركية لاتينية تتمحور حول مكافحة الاتجار بالمخدرات.

ويلتقي بلينكن الاثنين، في بوغوتا غوستافو بيترو، أول رئيس يساري للبلاد.

وبعد كولومبيا يتوجّه وزير الخارجية الأميركي إلى تشيلي والبيرو، حيث انتُخب أيضا رئيسان يساريان مؤخّرا.

لكن في كولومبيا، تعكس سياسة بيترو الساعي لمصالحة مع الفصائل اليسارية المسلّحة وتجّار المخدرات شرط إلقائهم السلاح وتوقفهم عن الأنشطة غير المشروعة، تناقضا صارخا مع نهج سلفه إيفان دوكي الذي كانت علاقته جيّدة بالولايات المتّحدة.

وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية "لدينا مقاربة مشتركة على هذا الصعيد"، مستدركا "إنّ إنفاذ القانون والأمن من وجهة نظرنا هي مكوّنات ضرورية في التعامل مع هذا الملف، لكنها غير كافية".

وأضاف "علينا التعامل بفاعلية أكبر مع الأسباب الجذرية لهذا الأمر".

ويبدو أنّ زيارة بلينكن، الذي كانت بلاده تركّز أكثر في الفترة الأخيرة على منطقة آسيا وعلى الحرب في أوكرانيا، تهدف بشكل جزئي إلى معالجة أي مخاوف من إهمال الولايات المتحدة لحلفائها في أميركا اللاتينية.

وتأتي جولة بلينكن غداة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البرازيل والتي شهدت منافسة محمومة في صناديق الاقتراع بين الرئيس اليميني جايير بولسونارو والرئيس الأسبق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وستجري الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البرازيل في 30 تشرين الأول/أكتوبر بعدما حقق بولسونارو نتائج أفضل من المتوقع أمام لولا الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أنه قد يحقق فوزا كبيرا من الدورة الأولى.

وقال بلينكن الأحد، وسط تكّهنات بأن بولسونارو قد لا يرضخ للنتائج في حال خسر الانتخابات، إنّ الولايات المتحدة "تشاطر البرازيل الثقة بأنّ الدورة الثانية ستجري بروح السلام والواجب المدني نفسها".

وتأتي جولة بلينكن أيضا عقب عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسنا حذرا للعلاقات بين الدولتين رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا في العام 2018.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي براين نيكولز لصحفيين الجمعة "لم تكن لدينا علاقات بهذه القوة من قبل مع هذا النصف من الكرة الأرضية".

وأضاف "لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان".

جدول أعمال مثقل لمنظمة الدول الأميركية

وخلال وجوده في بوغوتا الاثنين والثلاثاء، في ثاني زيارة له لكولومبيا منذ توليه حقيبة الخارجية، سيبحث بلينكن مع بيترو ملف تهريب المخدرات وتأثيره على الأمن والصحة والبيئة، فضلا عن الهجرة.

ووصف مسؤولون أميركيون حماية كولومبيا للمهاجرين الفارّين من الفقر وانعدام الاستقرار بأنّها "نموذج للمنطقة".

وحين أصبح بيترو رئيسا في آب/أغسطس، قال مسؤولون أميركيون إنهم مستعدون لإجراء محادثات "مفتوحة وصريحة" معه بشأن الحرب المدعومة من الولايات المتحدة على المخدّرات. من جهته، اعتبر بيترو أنّ هذه الجهود فشلت، ودعا بدلا من ذلك إلى بذل جهود لخفض الطلب على الكوكايين في الدول المتقدمة.

وكولومبيا، التي عانت على مدى عقود من حرب أهلية أجّجها تهريب المخدرات، هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، فيما تشكّل الولايات المتّحدة سوقها الرئيسة.

ويتوجّه وزير الخارجية الأميركي الأربعاء، إلى سانتياغو حيث يعقد اجتماعا مع الرئيس التشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاما، والذي تولّى منصبه في آذار/مارس الماضي.

وينهي بلينكن جولته في ليما التي يزورها يومي الخميس والجمعة للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بعدّة تحقيقات بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام.

وسيشارك بلينكن أيضا في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية.

وسيدرس المجتمعون في الجمعية العامة قرارا يحثّ على إنهاء "العدوان الروسي على أوكرانيا"، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية أعربت عن تحفّظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.

وسيناقش بلينكن مخاوف واشنطن بشأن الديمقراطية والهجرة وحقوق الإنسان وتغيّر المناخ في أميركا اللاتينية، بحسب بيان للخارجية الأميركية الجمعة.

وتهدف الزيارة أيضا إلى متابعة نتائج "قمة الأميركيتين" التي عُقدت في لوس أنجليس في حزيران/يونيو وتمّ خلالها إطلاق شراكة بشأن الهجرة في أميركا اللاتينية.

أ ف ب