ورث مزارع العنب اللبناني كمال السيقلي حُب العنب وخبرة زراعته عبر الأجيال، ويرعى 72 نوعا مختلفا، فيما أسماه "بنك العنب".

وفي مزرعته بقرية كفر مشكي اللبنانية، سار السيقلي تحت ظلال أوراق العنب، واستعرض الأنواع المختلفة منه، وهو يتحدث بحماس وحب.

وقال الرجل وهو رئيس بلدية كفر مشكي "العنب حياتي".

أضاف السيقلي، وهو أب لثلاثة أطفال :"قصتنا نحن والعنب طويلة جدا، من قديم الزمن، الفكرة خلقت من الولاد. أولادي يدرسون الزراعة، وقالوا بما أننا تمتلك تلك الأصناف لما لا نجمعها بمكان واحد، وتكون مرجعا لنا وللأشخاص الذين يردون الرجوع لها. فصنعت الفكرة هيك منذ 6 سنوات. البنك عمره 6 سنين".

والسيقلي هو الجيل الرابع في عائلته الذي يزرع العنب، ويتخصص في زراعة العنب الذي يقدم على المائدة.

ويبيع أصنافا مختلفة، لكنه لا يبيع الأنواع التي يحفظها في "بنك العنب".

وقال، إن الأصناف الاثنين والسبعين، ولديهم من كل صنف منها نحو 3 أشجار، مخصصة للزوار وللاستخدام الشخصي فقط.

وأضاف الرجل البالغ من العمر 58 عاما "الآن الموجودين لدي 72 صنفا. نعمل مع عدة جامعات خاصة، ونجري فحص DNA لتوثيقهم، ولكي نرى من أصلهم من أين. 72 صنفا، هن 210 أشجار، كل 3 أشجار صنف".

ومضى قائلا :"الأصناف هي الأصناف القديمة التي كان أجدادنا يأكلوها، ويعملوا منها الدبس، ويصنعوا منها الزبيب .. جمعتهم في مكان وأسميته بنك العنب".

وفي إشارة إلى البنوك التجارية التي فرضت قيودا شديدة على السحب وسط الانهيار المالي في لبنان، وصف السيقلي بنك العنب بأنه "مختلف تماما".

وقال :"هذا البنك فرق كبير بينه وبين المصارف والبنوك التي سرقت أموال الناس. بهذا البنك لا توجد سيطرة على رأس المال... ولا توجد سرقة أموال. هذا البنك مفتوح لكل الناس، الذي يحب أن يأتي، ليستفيد، ليأكل العنب، لكي يتفرج، فالبنك يختلف كثيرا عن البنوك الأخرى".

رويترز