أصيب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان برصاصة في قدمه خلال تجمع سياسي الخميس، لكنه في حالة مستقرة، في هجوم وصفه الرئيس الباكستاني بانه "محاولة اغتيال شنيعة".

وقال رؤوف حسن أحد كبار مساعدي خان لوكالة فرانس برس إن خان أصيب حين أُطلقت النيران من الحشد قرب مدينة غوجرانوالا.

وأضاف "حالته مستقرة، وهذه كانت محاولة لقتله، لاغتياله" مشيرا إلى أنه تم قتل أحد المهاجمين واعتقال آخر.

خلال ما أسماه "مسيرة طويلة"، يلقي خان (70 عاما) خطابات من مركبة مفتوحة أمام الحشود في مدن وبلدات في طريقه الى العاصمة.

ووصف الرئيس الباكستاني عارف علي في تغريدة على تويتر إطلاق النار بانه "محاولة اغتيال شنيعة".

وكتب "أشكر الله أنه بخير لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة نأمل في أنها غير حرجة".

وقال فؤاد شودري وزير الإعلام السابق في حكومة خان لوكالة فرانس برس "كان هناك شخص أمام المركبة يحمل مسدسا أوتوماتيكيا. أطلق رشقة، وأصيب كل من كان يقف في الصف الأمامي".

وأضاف أن أشخاصا حاولوا ضبط السلاح مضيفا "خلال المشادة، أخطأ هدفه. وكان هناك الكثير من الدماء على المركبة".

وتابع أن ستة أشخاص كانوا يقفون على المركبة أصيبوا وقتل متفرج.

"حاولت قتله"

وقالت وزيرة الإعلام مريم أورنجزيب إن المهاجم اعتقل، فيما انتشر على الإنترنت شريط اعتراف مفترض.

ويتحدث رجل في الفيديو الذي سجل على ما يبدو في مركز للشرطة، ويقول "فعلت ذلك لأنه (خان) يضلل الجمهور، حاولت قتله، بذلت قصارى جهدي".

وأضاف أنه كان غاضبا لأن الموكب وضع موسيقى أثناء الآذان.

ولم تعلق الشرطة بعد على الحادث أو تؤكد تقارير سابقة عن مقتل مهاجم ثان في مكان الحادث.

وأكد الطبيب فيصل سلطان الذي يعالج خان في مستشفى لاهور، أنه في حالة مستقرة.

وكان خان قد ظهر في فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي وهو في المستشفى مع ضمادة ملفوفة حول رجله اليمنى.

وأثار الهجوم إدانة دولية بما في ذلك من الولايات المتحدة التي كانت علاقاتها مع خان متوترة إبان توليه السلطة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "العنف ليس له مكان في السياسة، وندعو جميع الأطراف للامتناع عن أعمال العنف والمضايقة والترهيب" مضيفا أن "الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بباكستان ديمقراطية وسلمية، ونقف إلى جانب الشعب الباكستاني".

وتواجه باكستان منذ عقود ناشطين وتم استهداف سياسيين تكرارا في محاولات اغتيال.

في العام 2007 قتلت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد بنازير بوتو في هجوم انتحاري لم تتضح ملابساته بعد.

"الموت في سبيل البلاد"

أقصي خان، بطل الكريكت السابق، عن السلطة في نيسان/أبريل بناء على اقتراح بحجب الثقة عن حكومته، بعد انشقاق بعض شركائه من التحالف لكنه لا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير في هذا البلد الواقع في جنوب آسيا.

وصل خان الى السلطة في 2018 على أساس حملة لمكافحة الفساد وأيدته قاعدة ناخبة سئمت من سيطرة أحزاب تقودها عائلات على السياسة في البلاد.

لكن سوء إدارته للاقتصاد وتدهور علاقته مع الجيش ساهمت في الاطاحة به.

منذ ذلك الحين بدأ بمهاجمة المؤسسة وحكومة رئيس الوزراء شهباز شريف معتبرا انها فُرضت على باكستان من خلال "مؤامرة" تشارك بها الولايات المتحدة.

قال خان تكرارا لمؤيديه إنه مستعد "للموت في سبيل البلاد"، كما أن مساعديه حذروا منذ فترة طويلة من تهديدات غير محددة لحياته.

وندد مرارا بالمؤسسة العسكرية التي اتهمها بمحاولة تهميشه بينما تقدّم بعدة طعون قضائية منذ الإطاحة به.

حكم الجيش باكستان على مدى معظم تاريخها البالغ 75 عاما ولطالما اعتُبر انتقاد المؤسسة العسكرية خطا أحمر.

وقال خان الجمعة عند إطلاقه مسيرته الطويلة "هذه الأمة مستعدة لتقديم كل التضحيات لكنها لن تقبل بالسارقين. هدف المسيرة هو ان يتخذ الشعب القرارات بنفسه".

وتأتي مسيرة خان في وقت تكافح الحكومة الائتلافية لإنعاش الاقتصاد المتدهور والتعامل مع تداعيات الفيضانات المدمرة التي أغرقت ثلث البلاد وتقدّر كلفتها بثلاثين مليار دولار تقريبا.

أ ف ب