قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الجمعة، إن الحرس الثوري عزز وجوده في مناطق كردية مضطربة ضمن حملة تهدف إلى احتواء الاحتجاجات، وأظهر مقطع مصور عشرات الأشخاص وهم يتظاهرون في مناطق لأقلية البلوخ في الجنوب الغربي.

وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات، التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 أيلول/ سبتمبر بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق، في أنحاء البلاد إلا أنها أكثر حدة في المناطق التي تسكنها أقليات عرقية أغلبها من السنة.

وشكلت الاضطرابات أحد أكبر التحديات التي واجهها الحكام من رجال الدين الشيعة في إيران منذ وصولهم إلى السلطة إثر الثورة الإسلامية في عام 1979.

ودعا رجل الدين السني البارز المنتمي إلى أقلية البلوخ مولوي عبد الحميد خلال صلاة الجمعة إلى إنهاء قمع الاحتجاجات بالاعتقالات والقتل.

ونقل موقعه الإلكتروني على الإنترنت عنه قوله "احتجاجات الشعب تظهر أن سياسات الأعوام الثلاثة والأربعين الماضية وصلت إلى طريق مسدود".

وأفادت وكالات أنباء حكومية أن المزيد من الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للحرس الثوري في طريقها إلى المناطق الحدودية في الغرب والشمال الغربي حيث تقطن الأقلية الكردية، بعد الإعلان عن تعزيزات سابقة الأحد.

ونشرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية صورة لقادة مبتسمين من الحرس الثوري وهم يعتلون مركبة عسكرية ويحيون صفا طويلا من القوات.

وتتهم إيران الدول الغربية بتأجيج الاضطرابات، كما تتهم المحتجين في مناطق الأقليات العرقية بالعمل نيابة عن جماعات انفصالية.

وصعدت السلطات حملتها القمعية في المناطق الكردية، وأشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الاثنين إلى تقارير تفيد بسقوط أكثر من 40 قتيلا في تلك المناطق خلال الأسبوع السابق.

وأعلنت إيران الثلاثاء أنها قصفت جماعة كردية شمال العراق.

كما ندد مولوي عبد الحميد في خطبته بما يتردد عن تعرض معتقلات لإساءة معاملة وانتهاكات.

وقال "تتردد في وسائل الإعلام أمور مروعة عن إساءة معاملة نساء، لا يسعني تكرارها"، في إشارة على ما يبدو إلى تقارير تتحدث عن اغتصاب معتقلات.

وأظهرت لقطات نشرتها حسابات لنشطاء وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي ما قيل إنها احتجاجات خرجت الجمعة في عدة مدن من إقليم سيستان وبلوخستان بالقرب من الحدود مع باكستان وأفغانستان.

وبدت مجموعة تضم عشرات الرجال في المقاطع وهم يسيرون في زاهدان عاصمة الإقليم ويرددون شعارات ضد الزعيم الأعلى الإيراني وقوات الباسيج والحرس الثوري، ويهتفون "الأكراد والبلوخ إخوة".

ويظهر مقطع آخر متظاهرين في زاهدان يحملون متظاهرا مصابا.

وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) بخروج احتجاجات في خاش وسرافان في سيستان وبلوخستان.

وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي صوت الخميس لبدء تحقيق في حملة القمع في إيران، السلطات بوقف العنف.

رويترز