صوت الأذان في جميع أنحاء قطر، مع اقتراب الشمس من مقعدها في وسط السماء الجمعة، داعيا كل المسلمين من اللاعبين والمشجعين والمسؤولين إلى صلاة الجمعة الأولى من أول بطولة لكأس العالم تقام في بلد مسلم.

وفي جامع إبراهيم الخليل بالدوحة، بمئذنته الشاهقة وأبوابه الخشبية المنحوتة بعناية، تجمع المسلمون لأداء صلاة الجماعة.

وكان من بين المصلين مشجعون من تونس وعمان إلى الهند، ومسؤول في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بزيه الرسمي، وأطفال يرتدون زي المنتخب الفرنسي، ومئات الرجال والنساء الذين جاؤوا من الفنادق والمباني الشاهقة المجاورة.

وعلى غير العادة بالنسبة لكرة القدم، يقول المشجعون المسلمون إنهم شعروا براحة في كأس العالم في قطر بشكل لم يسبق له مثيل في ظل وجود أماكن للصلاة في الملاعب وتوافر الطعام الحلال وعدم وجود مشجعين يشربون الكحول في المدرجات بعد حظر المشروبات الكحولية في الملاعب.

وقال يوسف الإدباري، وهو مشجع من المغرب، "جئت إلى بلد مسلم لأحضر صلاة الجمعة... هذا شيء يسعدني في هذه البطولة".

وخلع الإدباري حذاءه، مثل باقي المصلين، ووقف في باحة الصلاة الرئيسية بالمسجد.

كان الإسلام ظاهرا بوضوح في كل أوقات البطولة على مدى الأسبوع الماضي، بتلاوة من القرآن الكريم في حفل الافتتاح، وترجمات إنجليزية لأحاديث النبي محمد وتعاليمه على ملصقات في أنحاء الدوحة.

"هذه النسخة من كأس العالم نظمت من أجلي"

بينما يمكن أن يكون المسلمون الذين يحضرون المباريات مستمتعين بأفضل تجربة تشجيع مروا بها إلى اليوم، فإن من غير الواضح ما إذا كان كأس العالم هذه المرة سيغير أشياء بالنسبة لهم على المدى الطويل.

وقال عمران أعوان الأستاذ بجامعة برمنغهام سيتي، والذي يدرس أنماط إرهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) على الإنترنت وخارجه للبحث عن دلائل عن تغير في الرأي العام، "تذهب المؤشرات المبكرة إلى أن هناك خلطا بين انتقاد قطر والعداء الفعلي تجاه المسلمين".

وواجهت قطر انتقادا من بعض الدول التي تشارك في المسابقة وعددها 32 دولة بسبب سجلها في مجال حقوق العمال الأجانب والنساء والمجتمع المثلي.

واعتاد رضوان غلام حسين وهو مشجع شديد الحماس لكرة القدم من جنوب إفريقيا أن يغادر الملعب ليبحث عن مكان للصلاة، بما في ذلك خلال مسابقة كأس العالم في جنوب أفريقيا في عام 2010.

وقال "أنت تخرج ويفوتك هدف لفريق أو طرد لاعب من المباراة".

وأضاف "أشعر بأن كأس العالم هذه المرة لي، إنه منظم من أجلي، إنه يناسبني... هذا هو الأول من نوعه على هذا النحو".

رويترز