أعلن المدّعون الفدراليون الألمان الأربعاء، القيام بعمليات دهم في أنحاء البلاد واعتقال 25 شخصاً من أفراد "مجموعة إرهابية" من اليمين المتطرف يشتبه بتخطيطها لشن هجوم على المؤسسات الدستورية في البلاد، وخصوصاً البرلمان.

وأشارت الصحافة والادعاء إلى أنّ هذه المجموعة الإرهابية تضم متحدرين من نبلاء ألمان وجنوداً سابقين ومواطنة روسية ونائبة سابقة عن اليمين المتطرف.

وأسفرت العملية عن اعتقال 25 شخصاً في جميع أنحاء البلاد. وأعلن المدعون في بيان، أنّه يُشتبه خصوصاً في أنّ هؤلاء "قاموا باستعدادات ملموسة لاقتحام البرلمان الألماني بعنف مع مجموعة صغيرة مسلحة".

وشارك أكثر من ثلاثة آلاف عنصر بينهم وحدات النخبة لمكافحة الإرهاب في العمليات التي نُفذت في ساعة مبكرة صباحاً قاموا خلالها بتفتيش أكثر من 130 عقاراً، فيما وصفته وسائل إعلام ألمانية بأنها واحدة من أكبر عمليات الشرطة التي شهدتها البلاد.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر، إنّ التحقيقات الجارية ترفع الغطاء عن "هاوية تهديد إرهابي".

وأضافت أنّ الخلية المفكّكة كانت "مدفوعة بأوهام الإطاحة العنيفة والأيديولوجيات التآمرية".

اتصالات محتملة بروسيا

وأفادت وزارة العدل عن قائدَين مفترضَين للمجموعة. وحدّدت الصحافة الألمانية الأول على أنه الأمير رويس، المتحدّر من سلالة ملوك ولاية تورينغن الإقليمية (شرق)، وهو رجل أعمال سبعيني نأى جزء من عائلته بنفسه عنه.

واعتُقل في فرانكفورت، وكان يملك قصراً تمّ اقتحامه قرب باد لوبنشتاين في وسط البلاد.

أما الثاني، فقد أشارت الصحافة الألمانية إلى أنه مقدّم سابق في الجيش الألماني. وكان قائد كتيبة مظلّيات في التسعينات ومؤسّس وحدة القوات الخاصة (KSK)، واضطرّ إلى مغادرة الجيش في نهاية التسعينيات بعدما خرق قانون الأسلحة.

وذكر بيان النيابة امرأة روسية وصفتها الصحافة الألمانية بأنها رفيقة "الأمير رويس". وأشار المدّعون إلى أنها عملت كوسيطة في محاولة للاتصال بالسلطات الروسية للحصول على دعم محتمل.

غير أنّ وكالتَي الأنباء الحكومية الروسية "ريا نوفستي" و"تاس" نقلتا عن السفارة الروسية في برلين نفيها أي علاقة مع مجموعات "إرهابية" أو "غير قانونية" في ألمانيا.

كذلك، اعتُقلت امرأة أخرى أشارت الصحافة الألمانية إلى أنها بيرجيت مالساك وينكيمان، القاضية والنائبة السابقة عن حزب البديل الألماني اليميني المتطرف، والتي كانت عضواً في البرلمان بين العامين 2017 و2021.

إلى جانب الاعتقالات، استهدف التحقيق 27 شخصاً آخر يشتبه في انتمائهم لخلية إجرامية، وفقاً للنيابة.

وأوقف اثنان من المعتقلين الـ25 في النمسا وإيطاليا.

انقلاب

يُتهم المعتقلون بتشكيل "مجموعة إرهابية بنهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2021 على أبعد تقدير، كانت قد حددت لنفسها هدف التغلب على نظام الدولة القائم في ألمانيا واستبداله بشكل من دولة خاصة بها"، وهو مخطط لا يمكن تحقيقه "إلا عبر استخدام الوسائل العسكرية والعنف ضد ممثلي الدولة"، وفقاً للبيان الصادر عن النيابة في كارلسروه المكلّفة القضايا المتعلّقة بأمن الدولة.

وقال المدعون إنّ "المتهمين يجمعهم رفض عميق لمؤسسات الدولة والنظام الأساسي الحر والديمقراطي لجمهورية ألمانيا الفدرالية، والذي غذى لديهم مع مرور الوقت قراراً في القضاء عليها (مؤسسات الدولة) عبر العنف والشروع في أعمال تحضيرية ملموسة لهذا الغرض".

وصنّفت السلطات الألمانية في السنوات الأخيرة، عنف اليمين المتطرف، باعتباره من التهديدات الأولى للنظام العام، قبل الخطر الذي تشكله التنظيمات المتشددة.

وفي الربيع، فكّكت السلطات، مجموعة يمينية متطرّفة أخرى، يُشتبه في أنها خططت لهجمات في البلاد ولخطف وزير الصحة، ربطاً بإجراءات مكافحة كورونا.

وتم خصوصا استهداف حركة ألمانية معروفة باسم "رايخسبرغر" (مواطنو الرايخ)، يشترك أعضاؤها في رفض نظام الدولة، ولا يعترفون بمؤسساتها ولا يطيعون الشرطة، كما أنهم لا يدفعون الضرائب.

ومن بين نحو ألفي ناشط مؤيّد لهذه الأيديولوجيا في ألمانيا، تطرّفت إحدى المجموعات التي تضم خصوصا من ينكرون حصول المحرقة وكانت تعتزم استخدام العمل العنيف.

وأشارت النيابة إلى أنه فيما يتعلق بالمجموعة التي جرى تفكيكها، فإنّ أعضاءها يستندون أيضاً إلى نظريات "كيو آنون" (QAnon) وهي مجموعة يمينية متطرّفة تآمرية في الولايات المتحدة.

أ ف ب