أدى بنيامين نتنياهو اليمين القانونية رئيسا لوزراء إسرائيل مرة أخرى الخميس، ليعود على رأس حكومة يمينية متشددة، تتعهد بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة واتباع سياسات أخرى لاقت انتقادات في الداخل والخارج.

واضطر الزعيم المخضرم (73 عاما) الذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، إلى تهدئة المخاوف بشأن مصير الحريات المدنية منذ أن حصل تكتله المكون من أحزاب قومية ودينية على أغلبية برلمانية في انتخابات في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

ويضم تحالفه حزبي الصهيونية الدينية والقوة اليهودية اللذين يعارضان قيام دولة فلسطينية. وسبق أن حرض زعيما الحزبين، وكلاهما من المستوطنين بالضفة الغربية، ضد النظام القضائي الإسرائيلي والأقلية العربية.

وتعهد نتنياهو مرارا بتعزيز التسامح والسعي لتحقيق السلام. وقال في كلمة أمام الكنيست، إن "إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي" على رأس أولوياته، إلى جانب إحباط برنامج إيران النووي ودعم القدرات العسكرية لإسرائيل.

وقاطعه خصومه وهتف بعضهم "ضعيف! ضعيف!". ويقول هؤلاء، إن نتنياهو اضطر إلى إبرام اتفاقات مكلفة للحصول على شركاء جدد بعد أن قاطعته أحزاب الوسط؛ بسبب المشاكل القانونية التي يواجهها.

وصدق الكنيست على حكومته بموافقة 63 صوتا من أصل 120، قبل أدائها اليمين الدستورية.

وبالنسبة للفلسطينيين، أضفى تشكيل حكومة نتنياهو مزيدا من القتامة على آفاق قاتمة بالفعل، مع تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية، والتوسع للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي يأمل الفلسطينيون أن تكون جزءا من دولتهم في المستقبل.

وقال حزب الليكود المحافظ بزعامة نتنياهو، إن الحكومة "ستدعم وتعزز الاستيطان" في مناطق "للشعب اليهودي حق خالص لا يقبل المساس" فيها.

وتعتبر معظم القوى العالمية بناء المستوطنات على أراض تم الاستيلاء عليها خلال الحرب غير قانوني.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن هذه الخطوط العريضة التي أعلنها حزب الليكود تمثل "تصعيدا خطيرا وسيكون لها تداعيات على المنطقة".

"تصعيد خطير"

شهد هذا العام أسوأ أعمال عنف في الضفة الغربية منذ 2015؛ إذ شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة على الاضطرابات الفلسطينية.

وانتقد عباس الحكومة الجديدة قائلا، إن "شعارها التطرف والتمييز العنصري".

ويتردد صدى هذه المخاوف داخل إسرائيل، التي يمثل العرب نحو 21% من سكانها.

ويمكن أن يتأثر النمو الاقتصادي الفلسطيني أيضا إذا اندلع الصراع من جديد.

وخلال كلمات في الكنيست قبل أداء اليمين، اتهم أحد النواب العرب، الذين ليس لهم تمثيل في الحكومة الجديدة، أعضاء التحالف الجديد "بالفاشية".

ويقول نتنياهو، الذي يبدأ الآن ولايته السادسة، إنه سيعمل من أجل جميع الإسرائيليين. ويبدو أنه يحجم في الوقت الراهن عن السعي لضم أراض في الضفة الغربية، وهي سياسة كان يتبعها في السابق من شأنها أن ترضي قاعدة المستوطنين بينما تضع إسرائيل في مسار تصادمي مع واشنطن والدول العربية.

وقال نتنياهو، الذي شغل المنصب ثلاث سنوات في التسعينيات، ثم من 2009 إلى 2021، إنه يأمل في تحقيق انفراجة في إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية مثلما فعل في عام 2020 مع دول خليجية أخرى تشارك إسرائيل مخاوفها تجاه إيران.

ولم تشر الرياض إلى أي تغيير في موقفها بأن أي تقدم مع إسرائيل مرهون بإقامة دولة فلسطينية.

واختار نتنياهو إيتمار بن غفير، وهو مستوطن في الضفة الغربية أدين في عام 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية متشددة على قوائم الإرهاب الإسرائيلية والأميركية، لمنصب الوزير المسؤول عن الشرطة. ويقول بن غفير، وهو محام، إن مواقفه أصبحت أكثر اعتدالا.

رويترز